الدبابات «الموعودة» قد تسمح لكييف بانهاء الجمود على خطوط المواجهة
واشنطن - أ ف ب - يشهد القتال على خطوط المواجهة في أوكرانيا جموداً لا يمنع سقوط الكثير من القتلى، وهو وضع يرغب حلفاء كييف في تغييره من خلال تزويدها الدبابات اللازمة لشن هجوم مضاد جديد.
في مواجهة تعزيز الدفاعات الروسية، رحّبت أوكرانيا بهذه الوعود بتسليمها معدات عسكرية إضافية، فيما حضّت داعميها على الاقتداء ببريطانيا وتزويدها دبابات ثقيلة غربية الصنع.
وقال المسؤول الثالث في البنتاغون كولين كال، إن القوات الروسية «تتحصن وتحفر خنادق وتنصب دفاعات مضادة للدروع وتزرع ألغاماً. إنها تحاول جاهدة تحصين خط الجبهة».
وأشار إلى أن التقدم في ساحة المعركة يقاس الآن بمئات الأمتار والهدف هو السماح لأوكرانيا «بتغيير دينامية الدفاعات غير المتحركة هذه عبر منحها القدرة على إطلاق النار والمناورة باستخدام المزيد من القوات المؤللة».
بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الجمعة، إن واشنطن تتوقّع أن تشن أوكرانيا هجوماً مضاداً في الربيع، فيما أكدت الولايات المتحدة ودول أخرى أخيراً أنها ستمنح كييف عدداً كبيراً من الدبابات التي يمكنها أن تؤدي دوراً مهماً في تقدم محتمل.
«قوة ضاربة مدرعة»
وتعهدّت واشنطن الخميس الإفراج عن مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 2.5 مليار دولار تشمل 59 عربة مصفحة من طراز «برادلي»، تضاف إلى 50 مركبة مدرعة خفيفة من هذا الطراز تم التعهد بها في السادس من يناير، و90 ناقلة جند مصفحة من طراز «سترايكر».
من جهتها، وعدت ألمانيا بتسليم كييف 40 مركبة مصفحة من طراز «ماردر»، فيما ستقدم فرنسا دبابات قتالية خفيفة من طراز AMX-10 RC. واستجابت بريطانيا لمطالبة كييف بدبابات ثقيلة بالموافقة على إرسال 14 دبابة من طراز «تشالينجر».
وأشار جان جنتيله، وهو ضابط أميركي سابق ومؤرخ في مركز «راند» للبحوث، إلى أن هذه المركبات يمكنها منح الجيش الأوكراني «قوة ضاربة مدرعة كبيرة» قد تسمح لكييف «بمحاولة شن هجوم (...) مشابه للمكاسب (الميدانية) التي حققتها في خاركيف الخريف الماضي».
ويختلف الدور الذي تؤديه الدبابات في ساحة المعركة: يمكن الدبابات الثقيلة أن تقود الهجوم وأن تستهدف على الأرجح بنيران دبابات مواجهة، فيما تكون ناقلات الجند المصفحة أكثر قدرة على توصيل أفراد من سلاح المشاة للسيطرة على مدينة.
«مهمة صعبة للغاية»
وقال مارك كانسيان، وهو ضابط متقاعد من مشاة البحرية الأميركية ومستشار كبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه في حين أن هذه المركبات المصفحة الموجهة إلى كييف لديها قدرة دفاعية، فإن الهجوم هو الهدف الأساسي من إرسالها.
وأضاف «أعتقد أن (هذه الهبات الغربية) تركّز خصوصاً على هجوم أوكراني يتوقعه الجميع... في وقت لاحق هذا الشتاء».
وفيما تدفقت التعهدات بتقديم دبابات، أعربت الولايات المتحدة عن تردّدها في تسليم أوكرانيا دبابات من طراز «أبرامز» بسبب صعوبة صيانتها والتدريب على استخدامها، في حين رفضت ألمانيا حتى الآن تقديم دبابات «ليوبارد».
ورحّب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالهبات الأخيرة، لكنه حذّر من أنه لن يكون هناك «بديل» عن تقديم الغرب دبابات ثقيلة لكييف.
وأشار كانسيان إلى أن الأمر سيتطلّب عدداً كبيراً من الدبابات لإحداث فرق حقيقي في ساحة المعركة، لكن هذه الشحنات رغم عددها القليل قد يكون لها تأثير كبير، بالإضافة إلى قيمة رمزية لزيلينسكي.
وبالإضافة إلى المساعدات المادية الأميركية، هناك برنامج تدريبي حديث للقوات الأوكرانية سيدرب بموجبه 500 جندي شهرياً.
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي الجمعة إن الجيش الأوكراني يحتاج إلى تدريب جيد جداً على استخدام هذا العتاد حتى يكلل الهجوم بالنجاح.
وتابع «إذا أخذنا في الاعتبار الطقس والميدان... نرى أن هناك نافذة ضيقة نسبيا» لتحقيق ذلك، مشيراً إلى أنها ستكون مهمة «صعبة للغاية».