No Script

مجرد رأي

القياديون بين التكريم والسقوط...

تصغير
تكبير

وسط تصاعد موجة تقاعد القياديين التي شهدتها مختلف المؤسسات الحكومية بالفترة الأخيرة وتحديداً نهاية العام 2022، وتزايد التفسيرات والتكهنات بخصوص أسباب هذه الهجمة، كان البعض ينظر إلى القضية خصوصاً المتقاعدين من زاوية أخرى أكثر انسانية ومهنية.

حسناً، فعل بعض الوزراء وموظفو بعض الجهات في تكريم قيادييهم المتقاعدين الأيام الماضية، ليقدموا مع ذلك لمسة وفاء واعتراف بدور هؤلاء ومسيرة عملهم الممتدة لعشرات السنوات، فيما يأمل من البعض تدارك موقفهم بسرعة تكريم متقاعديهم.

وإلى ذلك، يتعين فهم فلسفة أهمية دعم وتكريم العمالة الوطنية المميزة التي أفنت سنوات طويلة في خدمة البلاد على عطائها غير المحدود وعملها الدؤوب، حيث سيترك ذلك أثراً طيباً في نفوس الكثير من العاملين علاوة على أنها تسهم في تنمية العلاقات الوظيفية مستقبلاً.

تكريم القياديين قد يعتبره البعض مسألة شكلية، لكن في الجوهر يشكل جسراً للأجيال المقبلة التي يمكن أن ترى في مثل هذه الأحداث تقديراً لها مستقبلاً عندما يحين موعد تقاعدها، حيث الجميع يقدر دورها، أما إذا جرى الأمر بهدوء وسرية وكأن المتقاعد لا يستحق ذلك فقد لا نجد مستقبلاً من يقبل على الوظيفة الحكومية القيادية.

مجرد حفل تكريم القيادي يحمل في طياته الوفاء والتكريم ورد الجميل والعرفان لمن أفنى عمراً طويلاً وسنيناً مديدة ملؤها الجد والاخلاص في العمل وخدمة الكويت من منصة عمله. ليترك خلفه ارثاً من العطاء سخياً واثراً من الجهود المضنية.

بالطبع، قد يخرج البعض على ذلك بالقول إن بعضهم لا يستحق التكريم، وهنا تجب الإشارة إلى أنه في علم المؤسسات يعد إطلاق هذه العبارة في المطلق مخالفة قانونية وإدارية.

فمجرد تقاعد القيادي أو أي موظف من عمله دون توجيه أي اتهامات له بالتقصير أو خلاف ذلك من اتهامات بمثابة براءة ذمة له، يجب احترامها، ومن ثم معاملته معاملة الموظف الذي أحسن عمله.

فمن مخاطر إطلاق الاتهامات الجماعية لقياديي الدولة أن ذلك يوجد حالة من القلق الوظيفي التي ستؤسس حالة إحجام عن العمل الحكومي لا سيما من قِبل الكفاءات الوطنية وهم يرون أن الجميع بات في دائرة عدم التقدير، وأن من يعمل سيخرج بصمت دون تقدير، شأنه في ذلك شأن أي موظف لم يقدم أي إضافة في حياته.

الخلاصة:

تقول القاعدة إن من جد وجد، لكن طريقة تعامل غالبية الجهات الحكومية مع قيادييها المتقاعدين في الفترة الأخيرة تشير إلى عكس ذلك، حيث تجاهل الجميع وكأن تقاعدهم بمثابة عقوبة لهم.

أتمنى أن يكون موقف غالبية الجهات من قيادييهم المتقاعدين بعدم تكريمهم حتى الآن سهواً، سيتم تداركه قريباً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي