الجنرال ميلي يعتبر أن «تايوان تستخلص العبر»
الحرب في أوكرانيا ترسم ملامح طبيعة النزاعات المقبلة
واشنطن - أ ف ب - غزت روسيا أوكرانيا مراهنةً على انتصار سريع على القوات الأوكرانية، لكنّها تجد نفسها غارقة في حرب يطول أمدها، تُستخلص منها عبر كثيرة حول طبيعة النزاعات المقبلة.
واعتبر رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارك ميلي في نوفمبر أن «تايوان تستخلص العبر» من الحرب في أوكرانيا. وقال «ثمّة دروس نستلهمها. ثمّة دروس تستلهمها البلدان الأوروبية وثمّة دروس يستلهمها الرئيس شي (جينبينغ) والجيش الصيني».
لم تفشل روسيا في تحقيق الأهداف التي وضعتها لغزو جارتها في 24 فبراير فحسب، بل تجد نفسها عرضة لعقوبات يفرضها حلفاء أوكرانيا الغربيون في موازاة إرسالهم بشكل مستمر أسلحة الى القوات الأوكرانية أثبتت جدواها في ساحة المعركة.
وأضاف ميلي «من الأشياء التي يتعلمها الناس هو أن الحرب على الورق تختلف كثيراً عن الحرب في الواقع».
وتابع «عندما تراق الدماء ويموت الناس وتُفجّر الدبابات الحقيقية، تختلف الأمور قليلاً»، متوقعاً أن يواجه الجيش الصيني الذي لا يمتلك خبرة حديثة في القتال، صعوبات في حال قررت بكين غزو جزيرة تايوان التي تعتبرها جزءاً من أراضيها ويتعين استعادتها يوماً ما، بالقوة إذا لزم الأمر.
- استعدادات لوجستية
ودعا المسؤول الثالث في البنتاغون كولن كال الصين الى استخلاص العبر، إذ انه ليس للترسانة الروسية النووية أي تأثير على أرض المعركة.
وقال في مؤتمر «لم يجعل واقع امتلاك روسيا لأسلحة نووية غزو أوكرانيا ناجحاً، حتى على المستوى الاستراتيجي»، مضيفاً «أرى أن ذلك درس مهم على بكين أن تتعلمه».
شكل الهجوم الروسي على أوكرانيا، وفق كال، «كارثة استراتيجية مروّعة لفلاديمير بوتين»، متابعاً «أجد صعوبة في تصديق أن شي جينبينغ يودّ أن تُواجه الصين بالطريقة ذاتها من المجتمع الدولي».
ويرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن استجابة حلفاء أوكرانيا تظهر تصميم المجتمع الدولي على الدفاع عن سيادة القانون.
وقال خلال إفادة صحافية أخيراً «بمجرد أن غزت روسيا أوكرانيا، رأينا الدول تتحد ولا تقدم المساعدة العسكرية فحسب، بل تشارك أيضاً في (فرض) العقوبات والقيود التجارية التي تجعل الأمور صعبة للغاية بالنسبة لروسيا».
وتحدّث عن درسين يمكن استخلاصهما من الصراع الأوكراني: أهمية الأمور اللوجستية والاستقلالية الممنوحة لضباط الصف في الجيوش الغربية، وكذلك في صفوف القوات الأوكرانية، التي دربتها دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وواجه الروس، وفق أوستن، «منذ البداية مشاكل لوجستية» ومازالوا يعانون منها خصوصاً في ما يتعلّق بالذخائر، متابعاً «أعتقد أن الأوكرانيين قاتلوا بشكل جيد في البداية بفضل التدريب الذي قدمناه لهم (...) على مستوى الفصائل والفرق. رأينا ضباط الصف يتخذون مبادرات في أرض المعركة».
وتابع «عبر مهاجمة خطوط الإمداد ومراكز القيادة والتحكم، جعلوا الأمر صعباً للغاية على الروس في البداية».
- مخزون الذخائر
ويرى الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مارك كانسيان أن النزاع أبرز كيف أن ساحة المعركة باتت حالياً موضع مراقبة مستمرة.
ويقول لوكالة فرانس برس إنه في عصر الطائرات المسيّرة والصور عبر الأقمار الاصطناعية، «باتت عملية الرصد أكثر سهولة وعملية الاختباء أكثر صعوبة».
واعتقد كثر، وفق كانسيان، أن «ساحة المعركة ستتطور بشكل أساسي نحو مزيد من الدقة، لكن ذلك ليس واقع الحال» إذ يطلق طرفا النزاع «آلاف... القذائف غير الموجهة يومياً».
ويرى كال، وهو نائب وزير الدفاع الأميركي لسياسات الدفاع، أنّ العدد الهائل من القنابل والذخيرة المختلفة المستخدمة منذ بدء النزاع في أوكرانيا أظهرت أهمية امتلاك مخزون من الذخيرة المناسبة.
ومن الدروس المستقاة أيضاً من الحرب في أوكرانيا هو أن «نعير اهتماماً لنوع الذخائر التي نحتاج إليها، ولكن أيضاً لنوع المخزون الذي يجب أن يكون تحت تصرّفنا من أجل حلفاء أو شركاء آخرين في حال وقوع سيناريو آخر شبيه لأوكرانيا»، وفق كال.