No Script

ربيع الكلمات

حب المناصب... وخدمة الوطن

تصغير
تكبير

«يحب القادة العظماء أن يروا الناس يكبرون. اليوم الذي تخاف فيه من أن يكونوا أفضل منك هو اليوم الذي تفشل فيه كقائد»... جاك ويلش.

في معظم بيئاتنا العربية، قلما تجد قادة يحسنون اختيار الصف الثاني في المؤسسات، وذلك بسبب الفكر المغلوط من احتمال فقدان الكرسي. وإذا كان موظف لديه كفاءة فمن الممكن أن يأخذ مكان مديره، لذلك تجد بعض القادة في المؤسسات، يتشبثون بالكرسي إلى آخر لحظة ولا يتركون المنصب بأي حجة كانت.

بينما تجد آخرين يختارون الصف الثاني، على حسب الولاء والقرب وليس الكفاءة، ويتم توزيع المناصب كفواتير لبعض المواقف، ولكن سرعان ما ستسقط هذه المؤسسات وتتسرب الكفاءات من هذه الأجواء.

والكويت تمتلك كفاءات شبابية قادرة على تولي المناصب القيادية، فلماذا لا يكونون في المقدمة، خصوصاً أن الشباب لديهم حيوية وفكر يجيد قراءة متطلبات الحاضر والمستقبل، ويجب أن تكون هناك مسطرة واضحة في الاختيار والتفاضل بينهم، وهم مجدون ومجتهدون في وظائفهم، لذلك من المهم عدم تجاوز الشباب لاسيما المجتهد منهم.

ومنذ فترة طويلة، ونحن نشاهد المسؤولين وهم يبحثون عن المناصب. ونشاهد ذلك في بعض الأحيان بالطرقات، من يشكر النواب على تعيينه بالمنصب، ودائماً كان يردد أن الهدف خدمة البلد، وبعضهم لم نتعرف عليه إلا من خلال طوابير الاستقالة وطلبات التقاعد التي تمت خلال الأيام الماضية، وذلك لكي يغنم بفرصة الحصول على الرواتب الاستثنائية والمميزات المالية، وبعضهم كان المنصب مجرد تنفيع له ولأسرته مع الأسف.

كيف يتم تكريم المسؤولين، الذين هم أحد أسباب تردي الوضع الإداري في البلد خلال السنوات الماضية... نعم المجتهد منهم يستحق التكريم، ولكن هل جميعهم يحق لهم أخذ هذه المميزات، خصوصاً من الذين أضاعوا المال العام عن طريق تبذيره؟

وما هو ذنب المواطن المجتهد والذي يعمل فعلاً لخدمة وطنه ولكن لديه عزة نفس تمنعه من التذلل لدى الآخرين لأخذ حقه، هل هذا من الإنصاف والعدل؟

وتخيل الآثار الاجتماعية على المجتمع من الرواتب الاستثنائية، لأنه يستطيع شراء الكثير من الكماليات له ولأسرته، بينما الآخر يعيش تحت ظروف نفسية قاسية نتيجة عدم قدرته على الوفاء بهذه الالتزامات للأسرة، وفِي بعض الأحيان يكونون في البيت نفسه والأسرة الواحدة.

ما يحصل اليوم من التفاوت بالرواتب، يرجع لأسباب عدة، ولكن من أهمها ضعف الإدارة العامة خلال السنوات الفائتة، إضافة إلى السياسات الخاطئة التي تمت خلال السنوات الماضية، خصوصاً في الاستجابة للضغوط وعدم مواجهتها، فقد آن الأوان لتغيير هذا الأمر، خصوصاً أن معظم المواطنين من الشباب والأطفال وهم بحاجة إلى وظائف وسيدخلون سوق العمل خلال السنوات المقبلة.

وإذا أردت أن تعرف الفرق بين الإداري الناجح وغيره، فهذا أمر وضحه الدكتور غازي القصيبي، بقوله «الإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور، على نحو لا يعود العمل بحاجة إلى وجوده».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي