رأي قلمي
من همومهم تعرفونهم...!
من همومهم تعرفونهم، إن هموم الكبار كبيرة، وإن هموم الصغار صغيرة، فهنيئاً لأهل الهموم الكبيرة الذين جعلوا الفوز برضوان الله - جل جلاله - وكل ما يُدني منه شغلهم الشاغل.
إن قلق العقل يولد الشعور بالمسؤولية، لأنه هو ذلك التحفز الذهني، الذي يصعب على صاحبه الاندماج في الواقع والاستكانة للظروف، كما أنه دائماً يفكر في كيفية قيامه بواجباته وإبراء ذمته، إنه يخشى ذنوبه، ويفكر في أمور مجتمعه، فيدفعه ذلك إلى القيام بشيء ما، إن صاحب العقل القلق يرى ما لا يراه الناس ويطمح إلى ما لا يطمحون إليه لذلك فإنه يشعر بنوع من المعاناة، لا يشعر به الإنسان العادي.
أما قلق النفس فإنه نوع من التوتر وعدم الاستقرار الناتج عن الخوف من شيء غامض موجود، أو يمكن أن يكون في المستقبل.
القلق في الأساس جزء مهم لتوازن الشخصية، لكنه حين يزيد على حد معين يمنع صاحبه من النوم، أو يُضعف إنتاجيته أو يدفعه إلى العزلة، فإنه يصبح مشكلة تحتاج إلى علاج.
قد يكون الغموض مصدراً من مصادر القلق، وأحياناً يكون القلق مظهراً لاضطراب الإدراك والوقوع في مصيدة الأوهام.
إن الحياة فرصة عظيمة للرقي، وإن فيها الكثير من المباهج، ومن المهم ألا نستهين بها فنحيا على هامشها، وألا نخطئ في طريقة عيشها فنتنفس أكدارها ومزعجاتها فقط.
M.alwohaib@gmail.com
@mona_alwohaib
