موارد «الوطني» البشرية في 2022: إعداد للقادة وتعزيز للرفاهية واستقطاب للكفاءات

واصل بنك الكويت الوطني في عام 2022 تحقيق تحول رقمي طموح ومعدلات نمو قوية، مع تقدّم كبير في بلوغ الأهداف الاستراتيجية متوسطة المدى، وخلق قيمة مضافة طويلة الأجل لمساهميه، ولم يكن هذا ممكناً إلا من خلال امتلاكه لكوادر احترافية وبيئة عمل فريدة، يقف خلفها الموارد البشرية للمجموعة، والتي تشكل القلب النابض لهذه المنظومة شديدة التعقيد والمترامية في نحو 4 قارات و13 دولة حول العالم.

واستمرت الموارد البشرية لمجموعة «الوطني» خلال العام 2022 بالتزامها بخلق بيئة عمل إيجابية ومنتجة، يتم فيها تمكين الموظفين من أداء أفضل ما لديهم، ويكونون بصحة جيدة ومرونة وسعداء في العمل، تماشياً مع إستراتيجية تتضمن 4 ركائز، تشمل وضع الكفاءات المناسبة في الأدوار المناسبة وفي الوقت المناسب، وإعداد قادة المستقبل عبر تطوير القادة الذين يلهمون ويمكّنون الموظفين من الإبداع، واستقطاب أفضل الكفاءات من خلال توظيف المواهب والاحتفاظ بها وتنميتها، وتهيئة بيئة وثقافة أداء مستدام تضمن تعزيز التنوع والشمول ومبادئ إدارة النتائج الواضحة وحماية الموظفين.

«برقان» يطلق النسخة الثانية من برنامج التدريب على الاستثمار وإدارة الثروات

منذ 15 ساعة

الغرفة المركزية الافتراضية تعزز جهود مكافحة الاحتيال الإلكتروني

منذ 15 ساعة

وتدعم إدارة الموارد البشرية مسار الربحية والأداء القوي للبنك، من خلال الأدوات والأطر والتحليلات التي تمكّن «الوطني» من إدارة القوى العاملة بشكل فعّال، إذ تلعب الإدارة الفعالة للقوى العاملة دوراً حيوياً في تحقيق الأهداف، وتشمل دعم المديرين في أداء مهامهم اليومية في كل المراحل، بدءاً من التوظيف مروراً بالتطوير، وصولاً إلى تقديم الرؤى للإدارة العليا باستخدام النمذجة الاستشرافية والتحليلات التنبؤية، وتقديم تقارير قوية ومقاييس ومؤشرات أداء رئيسية والتي تدعم بدورها الإستراتيجية وتمكين القرارات المستنيرة بشكل أفضل.

أداء مستدام

وقال مدير عام الموارد البشرية لمجموعة «الوطني» عماد العبلاني «ترفع مجموعة الموارد البشرية دائماً شعار (موظفونا هم ثروتنا الحقيقية)، وتحرص دائماً على أن تكون بالقرب منهم، وتستمع لهم، وتسعى إلى تحفيزهم وتقدّر جهودهم وعطاءهم»، لافتاً إلى أن برنامج «أنا الوطني» الذي مرّ 10 سنوات على إنشائه، يعتبر جزءاً لا يتجزأ من بيئة عمل ناجحة وثقافة أداء مستدامة.

وأشار العبلاني إلى أن «الوطني» يتبنى منظوراً أوسع لرفاهية ورعاية موظفيه، يشمل العديد من البرامج والأنشطة التي تركز على تهيئة وتشجيع أسلوب حياة صحي، ورفع نسبة الوعي بأهمية إجراء الفحوصات الطبية الدورية، عبر البرامج والاستشارات الطبية في الصحة النفسية والعامة، من خلال المنصات التفاعلية وقنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بالبنك.

وأوضح أنه ومن منطلق إدراكه بأهمية تحسين صحة وسلامة أصحاب المصالح الرئيسيين بمن فيهم الموظفون، والعملاء، وباعتبار ذلك جزءاً لا يتجزأ من نهج التنمية المستدامة، يعمل البنك باستمرار على تحديث سياسته الخاصة بالصحة والسلامة، التي وضعها بناءً على أفضل الممارسات الإقليمية والدولية المتعلقة بقضايا الصحة والسلامة.

وأضاف العبلاني أن البنك طبّق خلال 2022، العديد من الممارسات التي تدعم بيئة عمل صحية ومنتجة، ومن بينها تطبيق المساواة في ميزة تذاكر السفر للموظفات لتضم الزوج وطفلين، بالإضافة إلى إقرار نظام ساعات العمل المرنة للموظفين، ومنح إجازة أبوة للموظفين وهي استحقاق يسمح للأب الجديد بالبقاء في المنزل للتواصل مع الطفل الجديد.

استقطاب المواهب

وأكد العبلاني إيمان «الوطني» بأن جذب أفضل الكفاءات والاحتفاظ بها وتطويرها، يعدّ من العوامل الحاسمة في تحقيق طموحاته طويلة الأجل، إذ استمرت العملية الشاملة من تحديد المواهب وتوظيفها، كما استمرت قواعد التوظيف والاختيار لدى البنك في الاستناد إلى نظرة أكثر شمولية، على أنها بالغة الأهمية لنجاحه ونموه المستقبلي.

وذكر أنه خلال العام 2022 اعتمدت إدارة استقطاب المواهب «إطار تقييم الكفاءة»، للتأكد من تطبيق أفضل الممارسات العلمية في اختيار وتطوير موظفي البنك، إذ تعتمد على التقييمات السيكومترية كأداة قوية في دقة التعيينات والترقيات، وضمان الاختيار العادل دون تحيز لأنها تستند على معايير الكفاءة والقدرات.

وأوضح العبلاني أنه خلال العام 2022 وظّف البنك ما يقرب من 369 موظفاً جديداً، بلغت نسبة الكويتيين منهم قرابة 80 في المئة، كما وصلت نسبة التوطين بنهاية الربع الثالث من 2022 لنحو 75.2 في المئة.

ولفت إلى تقدير جهود البنك في هذا الصعيد عبر تكريم لجنة وزراء الشؤون الاجتماعية لدول مجلس التعاون الخليجي، والفوز بجائزة الريادة في مجال إحلال وتوطين الوظائف على مستوى دول الخليج.

وقال العبلاني إنه لضمان الحصول على نسبة عالية من التكويت، فإن «الوطني» يشارك في العديد من معارض التوظيف، ويواصل منح الأولوية لتوظيف المواهب الوطنية، واقتصار التوظيف في بعض الميادين على القوى العاملة الوطنية بصفة حصرية، إلى جانب التعاون مع الجامعات المختلفة لتوفير المواهب الوطنية، منوهاً إلى أنه شارك خلال 2022 في 6 معارض توظيف.

وأفاد بأنه على صعيد آخر، فقد منح البنك أولوية لعمليات التنقل الداخلي في ممارسات التوظيف لدعم الموظفين في بناء حياتهم المهنية داخل منظومته، بهدف منح دفعة كبيرة للنمو الشخصي، وتمكينهم من تغيير الأدوار داخل الأقسام وعبرها، بما يعزز من تعلم وتطوير المهارات الجديدة، واكتساب فهم أوسع للعمليات المختلفة.

وبين أنه خلال 2022 تم الإعلان عن 121 فرصة للتوظيف الداخلي، فيما شملت عمليات التنقل الداخلي نحو 227 موظفاً لإدارات مختلفة داخل البنك، في حين قامت إدارة استقطاب المواهب في مجموعة الموارد البشرية بجهود كبيرة، لدعم الأهداف الإستراتيجية على صعيد التنوع والشمول، عبر إطلاق حملة كبرى تستهدف استقطاب أفضل المواهب والكفاءات عبر القنوات الرقمية، بهدف تعزيز التنوع والشمول ضمن إستراتيجية «الوطني» للاستدامة، وتدعم في الوقت نفسه ريادته المحلية والإقليمية وتساهم بشكل فعّال في مسار النمو وتحقيق طموحاته المستقبلية.

نهج فريد

وقال العبلاني إن «الوطني» يتبع نهجاً فريداً بما يخص ضمان تكافؤ الفرص، ويكفل فرصاً متساوية لجميع موظفيه دون استثناء، وهذا ما يعكسه بلوغ نسبة النساء 44.3 في المئة من إجمالي القوى العاملة وهو إنجاز مشهود على مستوى القطاع المصرفي وسوق العمل الإقليمي.

وتابع أنه تم تتويج جهود البنك في هذا المجال بجائزة مرموقة ضمن جوائز مجلة «يوروموني للتميز للعام 2022»، كأفضل بنك في التنوع والشمول، إذ أكدت المجلة في بيان أسباب الفوز بالجائزة أن «الوطني» اتخذ خطوات مهمة في سبيل تعزيز التنوع والشمول، مع إطلاق «إطار الكفاءات» الخاص به، بحيث حسن التوظيف، وأضاف قدراً أكبر من المساواة في عملية الاختيار.

إدارة المواهب والتطوير

يلتزم «الوطني» بالاستثمار وبقوة في رأس المال البشري وتعزيز كفاءة موظفيه، حيث تساهم إدارة المواهب والتطوير في المحافظة على مسار تطوير الكوادر البشرية، وتوفير فرص التطور المهني للموظفين الطامحين في أدوار قيادية بالمستقبل، وضمان استمرار جودة خدمات البنك وتلبية احتياجات عملائه باحترافية.

وأطلق البنك بالتعاون مع كلية إدارة الأعمال «IE University - Business School Madrid»، النسخة السابعة من البرنامج الخاص بتطوير القيادات المصرفية الشابة بمشاركة 28 متدرباً.

التدريب والتطوير

لفت العبلاني إلى مواصلة إدارة التدريب والتطوير العمل على تكريس جهود البنك، نحو تنمية ثروته البشرية، من خلال إحداث تطوير شامل ومستمر في البرامج والمنظومة التدريبية للموظفين، منوهاً إلى أن «الوطني» وفّر خلال 2022 أفضل فرص التدريب والتطوير المهني والرامية إلى تعزيز كفاءتهم بهدف الارتقاء بقدراتهم والمساهمة الفاعلة في تطورهم المهني.

وأفاد بتلقي كل موظف في «الوطني الكويت» نحو 6 ساعات من التدريب في المتوسط، والتي تم احتسابها بصفة عامة، وفقاً لعدد ساعات التدريب الإجمالي التي بلغت 21 ألف ساعة تدريب ونحو 4800 متدرب، مبيناً أنه في العام 2022، استثمر البنك نحو 1.2 مليون دينار، وجّهها لتدريب الموظفين، بزيادة 71 في المئة عن نفقات 2020.

وقال إن العام الجاري شهد تدشين منهجية جديدة رفعت شعار «جاهزون للمستقبل»، لمواكبة مسيرة النمو الرقمي المتسارع التي ينفذها البنك، ركزت على البرامج المتخصصة ودمج عناصر الذكاء الاصطناعي في المنصة التعليمية للبنك لتقديم تجارب تعليمية أكثر استهدافاً.

وذكر العبلاني أنه في إطار الحرص على مواءمة البنك لركائز الاستدامة الست التي يتبناها والتي تشمل إحداها «احترام وتطوير الموظفين»، تم تكثيف دورات تدريبية للموظفين حول مكافحة الرشوة والفساد، ومكافحة غسل الأموال والاحتيال، إذ تعتبر كل تلك الدورات إلزامية لجميع الموظفين وتتكرر دورياً.

وأشار إلى أن المنهج التدريبي تضمن دمج معظم متطلبات التدريب والتنمية السلوكية لموظفي البنك، بما يتماشى مع كفاءات الكوادر المهنية العاملة في «الوطني»، من خلال برامج التدريب تشمل التدريب التعريفي للموظفين الجدد، ودورات الامتثال والبرامج الإلزامية، وبرامج الكفاءات الرئيسية، وأدوات الاختبار ومحرك الدراسات الاستقصائية.

ونوه إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، شملت الفرص التدريبية التي وفرها البنك لموظفيه، برامج في الابتكار والتفكير التصميمي وطرق تحسين تجربة العميل وأساليب ابتكار منهجيات مرنة للعمل وبرامج مختصة لريادة الأعمال.

إثراء التجربة

شدد العبلاني على إثراء تجربة الموظفين في التعلم عبر منصة «Hub Learning NBK»، التي تساعد على توفير عملية التعلم بمفهوم أشمل وأوسع، وبما يتماشى مع معايير الوصول الحديثة، مع توافره بلغات وأشكال متعددة، بجانب المكتبة الرقمية للمنصة والتي تم إثراؤها بالتعاون مع «CrossKnowledge» العالمية المتخصصة في المحتوي التدريبي والذي يتم إعداده من قِبل أعضاء في هيئة تدريس لجامعات مثل «ستانفورد» و«هارفارد» و«إنسياد» و«MIT» و«IE Business».

وبيّن أنه لطالما كان تطوير المديرين محور التركيز الرئيسي في البنك، إذ يعزز نموذج التدريب الذي ينتهجه «الوطني» من القدرة على القيادة، انطلاقاً من الرؤية المتسقة لكيفية فهم البنك للقيادة وما يتوقعه من القياديين، كما يعكس الاحتياجات الفريدة من القياديين، إلى جانب بحث علمي دقيق لتحديد المعرفة والمهارات التي تشكل جوهر القيادة الفعالة والشاملة لتلبية احتياجات الموظفين التدريبية.

ويأتي ذلك في وقت توافر البرامج التدريبية الإمكانات التي يحتاجها قادة المستقبل، لكي يكونوا قادرين على التكيف وتحفيز الآخرين وتمكينهم، وأن يكونوا حاسمين في أوقات عدم اليقين مثل أزمة «كورونا».