لوغانسك تتّهم كييف باتباع سياسة «الأرض المحروقة»
زيلينسكي يزور باخموت على خط الجبهة وبوتين يُقرّ بأن الوضع «صعب جداً»
- شتاينماير يطلب من جينبينغ «استخدام نفوذه» لوقف الحرب
- واشنطن تُطالب بالتحقيق في نقل مسيّرات إيرانية لموسكو
- لندن: موسكو تنوي إمداد إيران بمكوّنات عسكرية متطوّرة مقابل المسيّرات
زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، باخموت، المدينة التي تحاول القوات الروسية السيطرة عليها منذ أشهر وتُشكّل راهناً النقطة الأكثر سخونة عند خط الجبهة في شرق أوكرانيا، بينما أقرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الوضع «صعب جداً» في المناطق الأربع في جنوب وشرق أوكرانيا التي أعلنت موسكو ضمها من دون السيطرة عليها بالكامل.
والتقى زيلينسكي مسؤولين عسكريين، كما قلّد أوسمة للجنود الذين كانوا يصدّون حملة عسكرية روسية شرسة مستمرّة منذ أشهر على المدينة.
ويُعتقد أنّ روسيا تعتمد على مرتزقة ومجنّدين من السجون وجنود تمّت تعبئتهم حديثاً، من أجل استعادة السيطرة على المدينة عبر شنّ سلسلة هجمات على المواقع الأوكرانية.
وأدّت حرب الخنادق والمعارك المدفعية حول باخموت - التي كانت تشتهر بكروم العنب وكهوف مناجم الملح - إلى تسوية أجزاء كبيرة من المدينة ومحيطها بالأرض.
ونقلت وسائل إعلام حكومية عن زيلينسكي قوله في إشارة إلى الضربات الممنهجة التي استهدفت شبكة الكهرباء في أوكرانيا، «أود لو كان هناك ضوء لكن الوضع صعب للغاية بحيث إنه من الصعب أن يكون هناك ضوء، وبالتالي لا يوجد ضوء. الشيء الرئيسي هو أنّ هناك ضوءاً في الداخل».
من جهتها، قالت نائبة وزير الدفاع غانا ماليار التي كانت تزور باخموت أيضاً، إنّ «بخموت هي القلعة الشرقية لأوكرانيا».
وأضافت في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي «غداً الاعتدال الشتوي والليالي ستقصر. ستنتهي أحلك الليالي مع فجر انتصارنا».
ومنذ الصيف، يحاول الروس السيطرة على المدينة التي كان عدد سكانها قبل الغزو اواخر فبراير نحو 70 ألف نسمة.
وسبق أن اعلنت القوات الروسية السيطرة على قرى ومناطق تقع عند أطراف المدينة، ولكن يبدو أن القوات الاوكرانية تسيطر على بخموت وقسم من ضواحيها.
وافاد معهد دراسات الحروب ومقره في الولايات المتحدة في تقرير الاثنين، بان «القوات الروسية خسرت مواقع جنوب باخموت في 18 ديسمبر وواصلت هجماتها البرية قرب بخموت ومدينة دونيتسك».
من جانبه، قال قائد في قوات لوغانسك الموالية لروسيا، إن القوات الأوكرانية المتمركزة في باخموت بدأت بتدمير مبان وتقاطعات الطرق وكل المرافق والبنى التحتية في المدينة على طريقة «الأرض المحروقة».
«صعب جداً»
وتأتي الزيارة بعدما أقرّ بوتين في وقت سابق، أمس، بأنّ الوضع «صعب جداً» في المناطق الأربع التي أعلنت موسكو ضمّها من دون السيطرة عليها بالكامل.
وفي سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس الروسي ضم أربع مناطق أوكرانية (دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون) التي يسيطر عليها الجيش الروسي جزئياً، بعد إجراء «استفتاءات» محلية ندّدت بها كييف والغرب.
ولم تسيطر قواته بشكل كامل على أيّ من المناطق، واضطرّت الشهر الماضي إلى الانسحاب من العاصمة الإقليمية لمنطقة خيرسون الجنوبية، بعد هجوم مضاد استمرّ أشهراً من قبل القوات الأوكرانية.
وقال بوتين لموظفي أجهزة الأمن الذين يحتفلون بـ«عيدهم المهني»، إنّ «الوضع في جمهوريات دونيتسك ولوغانسك الشعبية وكذلك في منطقتي خيرسون وزابوريجيا صعب جداً».
وأشاد بأداء عناصر الأجهزة الأمنية الروسية الذين يعملون في «المناطق الجديدة لروسيا» مؤكداً أنّ «الناس الذين يعيشون هناك، مواطنون روس» يعتمدون على «حماية» هذه الأجهزة.
ودعا بوتين الى «تركيز الى أقصى الحدود» من جانب أجهزة مكافحة التجسس.
وقال «من الضروري قمع أعمال أجهزة الاستخبارات الأجنبية بشدة وتحديد هوية الخونة والجواسيس والمخرّبين بشكل فعّال».
وفي حفل توزيع جوائز في الكرملين في وقت لاحق امس، سلّم بوتين أوسمة لقادة المناطق الذين عيّنتهم موسكو.
وقال في إشارة إلى الأراضي التي استعادتها أوكرانيا «واجهت بلادنا مراراً تحدّيات ودافعت عن سيادتها. اليوم، تواجه روسيا مرة أخرى التحدّي نفسه».
عبارة عن «رقصة»
جاءت تصريحات بوتين غداة زيارته الأولى منذ سنوات إلى بيلاروسيا المجاورة لإجراء محادثات مع رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، الذي سمح للقوات الروسية باستخدام أراضي بلاده لبدء غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير.
وأفاد الجيش الأوكراني بعد الزيارة بأنّ هناك تهديداً متزايداً بشنّ هجوم محتمل آخر من الأراضي البيلاروسية ولكن قواتها تتّخذ خطوات للاستعداد لذلك.
وقال قائد القوات المشتركة الأوكرانية سيرغي ناييف «نراقب عن كثب الأسلحة التي يتمّ نقلها من روسيا».
وأضاف أنّ «مستوى التهديد العسكري يتزايد تدريجياً لكننا نتخذ أيضاً إجراءات مناسبة».
في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية دميترو كوليبا خلال إفادة عبر الإنترنت بانّ «اجتماع بوتين ولوكاشينكو هو رقصة أخرى أدّياها... لم يتم اتخاذ قرارات حاسمة. مهما حدث، نحن مستعدّون لأي سيناريو».
ونفى بوتين أيّ خطط لابتلاع بيلاروسيا خلال زيارته الإثنين، لكنّ الحليفين السوفياتيَين السابقَين تعهّدا تعزيز التعاون العسكري بينهما.
تحقيق دولي!
وفي حين تتعرض كييف ومدن أوكرانية أخرى، لهجمات مكثفة بطائرات مسيرة «إيرانية» الصنع، طالبت واشنطن، مجلس الأمن بالتحقيق في نقل مثل هذه المسيرات إلى روسيا.
وخلال جلسة لمجلس الأمن في شأن تنفيذ القرار الأممي المتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، قال نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن روبرت وود، أول من أمس، إن عدم تحرك الأمم المتحدة في هذا الشأن «دليل على تعرضها لتهديدات روسية».
في المقابل، نفى مندوب إيران أمير سعيد ايرواني، خلال الجلسة ذاتها، انتهاك بلاده قرار مجلس الأمن الرقم 2231، موضحا أن المسيرات التي نقلتها طهران إلى موسكو قبل غزوها أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، «لا تنطبق عليها الخصائص التقنية المنصوص عليها في القرار».
مكونات عسكرية متطورة
وفي لندن، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أمس، إن روسيا تعتزم إمداد إيران بمكونات عسكرية متطورة مقابل مئات الطائرات المسيرة.
وأضاف أمام البرلمان في إطار بيان عن الصراع الروسي - الأوكراني «أصبحت إيران أحد أكبر الداعمين العسكريين لروسيا».
وتابع «مقابل تزويدها بأكثر من 300 طائرة مسيرة انتحارية، تعتزم روسيا الآن إمداد إيران بمكونات عسكرية متطورة، مما يعرض الشرق الأوسط والأمن الدولي للخطر».
وفي برلين، حضّ الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس، نظيره الصيني شي جينبينغ في اتصال هاتفي على استخدام نفوذه لدى روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا.
وذكر مكتب شتاينماير في بيان أن «الرئيس شدّد على المصلحة المشتركة للصين وأوروبا في نهاية للحرب وفي احترام السيادة الأوكرانية والانسحاب المطلوب للقوات الروسية»، مضيفاً أنه «طلب من شي استخدام نفوذه لدى روسيا وبوتين لهذه الغاية».
واشنطن: القادة الروس منقسمون في شأن شنّ هجوم شتوي واسع
واشنطن - أ ف ب - قال مسؤول أميركي رفيع المستوى، أمس، إن القادة الروس منقسمون في شأن شنّ هجوم شتوي واسع النطاق في أوكرانيا، وسط مخاوف من أن تحاول موسكو مرة أخرى السيطرة على العاصمة كييف.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، متحدثاً عن المداولات الجارية داخل الحكومة الروسية، «أعتقد أننا أمام وجهات نظر متباينة».
وتابع «من الواضح أن هناك من يؤيدون مواصلة الهجوم في أوكرانيا. وهناك آخرون لديهم تساؤلات حقيقية حول قدرة روسيا على القيام بذلك».
وتأتي تصريحات المسؤول الأميركي في وقت من المقرر أن يحدد الرئيس فلاديمير بوتين أهداف جيشه لعام 2023 خلال اجتماع مع كبار المسؤولين العسكريين اليوم، بحسب الكرملين.
وأكد أن الولايات المتحدة سوف «تعدّل وتكيّف بسرعة» أهدافها إذا تقرر شنّ مثل هذا الهجوم الواسع.
وأردف المسؤول الكبير «ما نقوم به وما نواصل القيام به هو ضمان أن يكون للأوكرانيين وسائل الدفاع عن أنفسهم بشكل فعّال ضد العدوان الروسي».
ولا يُظهر الأوكرانيون، وفقاً له أي علامة على رغبتهم في «التباطؤ وأعتقد أن الروس يجب أن يأخذوا ذلك في الاعتبار».