No Script

إطلالة

مشروع «الخيران» السكني... إلى أين؟!

تصغير
تكبير

هناك الكثير من المدن السكنية الجديدة التي شيّدتها المؤسسة العامة للرعاية السكنية لم تكتمل بالشكل الصحيح، بل تم بناء بنيتها التحتية على استعجال ولم يتم الاهتمام بخدماتها العامة أو مرافقها العامة، فتركوها لساكنيها وهم يصارعون الإهمال في الخدمات بين المناطق الداخلية والخارجية منذ سنوات إلى أن تنامى التجاهل إلى حد النسيان، وعلى سبيل المثال مدينة الخيران التي يفترض أن تكون مدينة «اسم على مسمى» وهي تبعد عن المناطق الداخلية عشرات الأميال، ربما بسبب بُعدها الجغرافي أهملتها «السكنية» ولم تسأل عنها الحكومة إلى أن ضاق صدر قاطنيها.

فمشروع «الخيران» التي أُنشئت على قارعة الطريق المؤدي إلى نهاية الحدود الجنوبية للبلاد، عندما تسمع عن هذه المدينة للوهلة الأولى تعتقد أنها هي الأروع كونها ساحلية جذبت العشرات من الأسر الكويتية ينتظرون الدور للسكن فيها، ولكنها في الحقيقة أصبحت فخاً لدى الآخرين، بعدما غفل عنها الاهتمام الحكومي بكل الجوانب في ظل بنية تحتية جاهزة للتشغيل.

فلا يوجد بها خدمات صحية ولا تعليمية لأهالي المنطقة وبالتالي لم يكتمل المشروع حسب خطة «السكنية» منذ سنوات عديدة لتصبح هذه المدينة العملاقة شبه صحراء تتقاذف فيها الرمال وقت تقلّب الرياح الشديدة لتغلق بعض الطرق المؤدية إلى البيوت.

لقد وعدت المؤسسة قاطني أهالي الخيران بإنجاز معظم خدمات المدينة في أسرع وقت، إلا أنها لم تلتزم الوعود فطواها النسيان، واختفت المدينة من جدول الإسكان حتى أُغلقت الأبواب على طلبات قاطنيها الذين يمثلون عدداً محدوداً من بقية عدد القسائم للسكان، فبدلاً من العمل على إنهاء المشروع بشكل كامل، تركت المؤسسة ملف الخيران واتجهت إلى إعمار بقية المدن الأخرى كمدينة المطلاع الجديدة وجنوب صباح الأحمد وجنوب سعد العبدالله، ومن هنا قد يتكرّر المشهد إلى المدن الجديدة الأخرى وهكذا؟!

ففي ظل هذا التخبط واللامبالاة في أراضي الإسكان نريد أن نسأل المؤسسة عن سبب إغلاق ملف مشروع الخيران السكني في ظل وجود البنى التحتية لها، ولماذا غابت الخدمات الأساسية فيها، ثم لماذا وزّعت «السكنية» عدداً محدوداً من القسائم على أهالي المدينة ثم أغلقت الطلبات على الآخرين؟

فهل يعقل أن يسكن فيها 300 مواطن بينما يتوقف التوزيع على 36 ألف وحدة سكنية وتغلق على مستحقي الرعاية السكنية؟!

إن مدينة الخيران السكنية بحاجة إلى فتح ملفها من جديد، وذلك لاكتمال عمل مخططها الإسكاني بشكل واف بعدما توقّف فجأة من دون طرح الأسباب، واقتصر على 300 مواطن ليكونوا ضحية إهمال حكومي واضح وسط الصحراء، فلا يريدون شيئاً سوى انصافهم وإعطائهم حقوقهم حالهم حال المدن الجديدة، فسكانها القلة لا يريدون سوى تكملة الخدمات وتحقيق مطالبهم مثلما تحققت لبقية المناطق الداخلية، كالإسراع نحو إنشاء جمعية تعاونية وافتتاح المدارس بها، ثم دعم الخدمات الطبية وصيانة الطرق الداخلية والخارجية، والأهم من ذلك تكثيف رجال الأمن لحماية الممتلكات العامة بعدما طالت السرقات بعض مرافقها. فاليوم تعرّض مشروع الخيران إلى الإهمال وغداً سيطول بقية المدن الإسكانية إن لم تتفاعل «السكنية» في هذه القضية.

ومن هناك نناشد الحكومة الجديدة ورئيس وزرائها الإصلاحي الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، أن يلتفت قليلاً إلى هُموم مشروع مدينة الخيران السكنية، وذلك لتسخير كل الجهود في معالجة النقص الحاد بالخدمات الأساسية لأهالي الخيران حتى نخفّف عنهم المعاناة اليومية بعد أن تبخّرت الوعود، كما نناشد الحكومة الموقرة أن تفتح ملف إغلاق المدينة ليتم توزيع بقية القطع على المواطنين، لنعطي كل صاحب حق حقه بالتمام.

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي