المغرب يواجه فرنسا في المحطّة قبل الأخيرة نحو المباراة النهائية
«الحلم العربي»
- «أسود الأطلس» يعتمدون على دهاء الركراكي وروح العائلة
- أبطال العالم يطمحون للوصول إلى النهائي الثاني توالياً
«لم لا نتأهل إلى النهائي؟»، «الحلم مجاني ولكن لن تمنحنا الدول الكبرى ذلك، ويتعيّن علينا نحن البحث عن ذلك وبلوغ القمة»، بهذه العبارات أنهى مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي، أمس، المؤتمر الصحافي المخصص لمباراة بلاده وفرنسا حاملة اللقب، التي تشكّل العقبة قبل الأخيرة في الطريق نحو تحقيق «الحلم العربي»، وذلك في المواجهة الثانية من الدور نصف النهائي لكأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، التي تُقام على استاد «البيت» في الدوحة، اليوم، بإدارة الحكم المكسيكي سيزار راموس.
كلمات قليلة، ولكن وقعها كبير جداً، وتعكس الثقة العالية التي بات يمتلكها المنتخب المغربي، وهو المنتخب العربي الأول الذي يبلغ المربع الذهبي، وأول منتخب أفريقي يكسر الهيمنة الأوروبية والأميركية الجنوبية على نصف النهائي للمونديال منذ 5 نسخ على الأقل، وأول منتخب يثأر ممن ساهم بإخراجه في نسخة 2018 من الدور الأول، وأول منتخب عربي استقبل مرماه هدفاً واحداً في 5 مواجهات عن طريق الخطأ من نايف أكرد.
وبعد مفاجأة جميع النقاد وعشاق الكرة حول العالم، يدخل منتخب «أسود الأطلس» المواجهة التاريخية، بعد تألقه في الدور الأول ونيله الصدارة أمام كرواتيا وإقصائه بلجيكا، ومن ثم الفوز على إسبانيا بركلات الترجيح في ثُمن النهائي، قبل إنهاء مشوار البرتغال في ربع النهائي بقفزة تاريخية لمهاجمه يوسف النصيري.
وسيكون المغاربة على موعد مع الجار الفرنسي، في الأميال الأخيرة نحو النهائي الحلم، في مفاجأة أكدت أن لا كبير في عالم «الساحرة المستديرة»، وأن النتائج تُحسم فوق أرضية الملعب وليس بناء على أسماء النجوم.
ويدخل «أسود الأطلس» إلى اللقاء الناري، بعد نجاح الركراكي في وضع الخطط التكتيكية الكفيلة بإخراج طاقات لاعبيه، والتفوّق على الخصوم بعد دراسة نقاط ضعفهم وقوتهم، وهو ما يعكس نجاحه في التعامل بالعقلية العربية مع نجوم منتخبه في الخطوط كافة، وزرع روح العائلة في ما بينهم، حتى باتوا مجموعة واحدة، على عكس نظيره البوسني وحيد خليلوزيتش، الذي أدت المشاكل بينه وبين عدد من اللاعبين لإخراجه من الباب الضيق بعد التأهل إلى المونديال.
ويعتمد الركراكي على تشكيلة جلّها من النجوم المحترفين في أوروبا، وعلى رأسهم أفضل حارس في الدوري الإسباني، ياسين بونو، والظهير أشرف حكيمي، ولاعبو الوسط المتألقون عز الدين أوناحي، اكتشاف المونديال والذي بات محط أنظار عدد من الأندية الأوروبية، سفيان إمرابط، سليم أملاح، سفيان بوفال، وأمامهم حكيم زياش.
وفرض الركراكي وأبطاله أنفسهم رقماً صعباً في الدوحة، بخطتهم الفعّالة بالتكتل في الدفاع والوسط، مع عجز نجوم كبار عن اختراقها، وآخرهم «ترسانة» البرتغال جواو فيليكس، برونو فرنانديز، برناردو سيلفا، غونزالو راموس، كريستيانو رونالدو ورافائيل لياو.
كما أثبت المغرب أنه أصبح المنتخب الودود في المونديال، بعدما أظهر للعالم أنه في الحياة، وأنه يمكن أن يكون ذلك ممكناً مع قلّة الموهبة والجودة والمال، إذا كانت لديك الرغبة، وهو يأمل الليلة استعادة لاعبيه المصابين القائد رومان سايس وأكرد ونصير مزراوي، إذ غاب الأخيران عن مواجهة البرتغال، الأول بسبب المرض والثاني للإصابة، فيما تعرّض سايس لإصابة في الفخذ كان يعاني منها في المباراة ضد إسبانيا، أرغمته على ترك مكانه لمدافع بريست الفرنسي، أشرف داري، مع افتقاده لخدمات المهاجم وليد شديرة بعد طرده ضد البرتغال.
إقناع وثبات
من جهتهم، يدخل أبطال العالم إلى اللقاء، بعدما نجحوا في إقناع الجميع بثبات أدائهم منذ البداية، وعدم معاناتهم من صعوبة كبيرة في الوصول للمربع الذهبي للمرة الثانية توالياً.
ويطمح الفرنسيون بقيادة هداف المونديال حتى الآن كيليان مبابي، والقنّاص أوليفييه جيرو، ومن خلفهم المتألقان في خط الوسط أنطوان غريزمان، وإلى جانبه عثمان ديمبيلي، الذي أعاد اكتشاف نفسه، في الوصول إلى النهائي للمرة الثانية توالياً.
ويعوّل المنتخب الفرنسي، الذي حقّق اللقب في 1998 و2018، على خطط مدربه المحنّك ديدييه ديشان، الذي أثبت دهاءه وتجاوز الغيابات المؤثرة عن صفوف «الزرق» بتشكيلة تمزج بين الشباب والخبرة.
ووصل «الديوك» إلى نصف النهائي بعد فوزهم التاريخي على إنكلترا في كأس العالم 2-1 في ربع النهائي، ليشقوا طريقهم نحو المربع الذهبي للمرة السابعة، وهم يتطلّعون للظهور في المباراة النهائية للمرة الرابعة، مع تخوفهم من بعض الهشاشة الدفاعية.
صراع الهدافين والنجوم
يعتمد المنتخب الفرنسي في مواجهته، اليوم، على هدافين أثبتا علو كعبهما في مونديال قطر، الأول هو كيليان مبابي متصدر الهدافين بـ 5 أهداف، والذي رفع رصيده إلى 9 أهداف في كأس العالم خلال نسختين فقط، والقنّاص أوليفييه جيرو الهداف التاريخي لأبطال العالم، الذي تجاوز «الغزال الأسمر» تييري هنري بعد وصوله إلى 52 هدفاً، والحارس هوغو لوريس، وأنطوان غريزمان، صاحب أعلى عدد من التمريرات الحاسمة في تاريخ المنتخب أيضاً.
من جهته، يتميّز المنتخب المغربي بوجود عدد من النجوم، وعلى رأسهم حامي العرين ياسين بونو، أول حارس عربي يمنع دخول مرماه في 3 لقاءات متتالية في المونديال، والمهاجم يوسف النصيري وهو اللاعب العربي الرابع الذي يسجّل في أكثر من نسخة من كأس العالم برصيد 3 أهداف حتى الآن، وأشرف حكيمي صاحب الخبرة الكبيرة بلاعبي المنتخب الفرنسي، وحكيم زياش المشاغب القادر على اقتناص الأهداف من أنصاف الفرص.
7 مواجهات
التقى المنتخبان الفرنسي والمغربي 7 مرات، وستكون مواجهة اليوم المرة الأولى التي يتواجهان فيها في كأس العالم، وقد نجح «الديوك» في تحقيق 5 انتصارات، وفرض التعادل نفسه على لقاءين، في حين مازال المنتخب المغربي يبحث عن انتصاره الأول، بينما ترجع آخر مواجهة بين المنتخبين إلى 16 نوفمبر 2007 عندما تعادلا 2-2 ودياً.
معركة فاران
أصرّ مدافع منتخب فرنسا رافائيل فاران على أنه لن يكون هناك أي تهاون من قِبل أبطال العالم، عندما يواجهون المغرب، ايوم، في الدور نصف النهائي من مونديال قطر.
وقال فاران، الفائز بكأس العالم 2018، عندما سئل عن خطر الثقة الزائدة: «لدينا خبرة كافية في المنتخب، حتى لا نقع في هذا الفخ».
وأضاف: «نحن نعلم أن المغرب ليس هنا بالصدفة. الأمر متروك لنا كلاعبين مخضرمين للتأكد من أن الجميع مستعد لمعركة أخرى».
وصلت فرنسا إلى الهدف، الذي حدّده الاتحاد بالوصول إلى دور الأربعة، لكن فاران قال إن المنتخب متعطّش لمكان في المباراة النهائية.