البرازيل والبرتغال وإنكلترا... دفعت ثمن عناد المدربين
- طارق مصطفى لـ «الراي»:
- الركراكي تعامل مع عقلية اللاعب العربي بنجاح
- داليتش أثبت نجاحه في قراءة المجريات واستفاد من قدرات نجومه
- ديشان تعامل بواقعية مع الغيابات ومنح الثقة للنجوم المتواجدين
أطاح مونديال قطر بعدد من المدربين، مع النتائج غير المتوقعة منذ مرحلة المجموعات وصولاً إلى الدور نصف النهائي.
مدرّبون خرجوا من الباب الضيق مع منتخباتهم، وآخرون ارتقوا سلم المجد حتى باتوا أبطالاً قوميين، ونظراء لهم حافظوا على ثقة اتحاداتهم مع استمرار النتائج المميزة التي سجلوها في الحدث العالمي.
7 مدربين أتت النتائج كما لا تشتهي سفنهم، وودعوا منتخباتهم بخفي حنين، هم البرازيلي تيتي الـ «سيليساو»، والإسبانيان لويس إنريكي «لا روخا»، ومواطنه روبرتو مارتينيز (بلجيكا).
وينضم إلى هؤلاء أوتو آدو (غانا)، البرتغالي كارلوس كيروش (إيران)، الأرجنتيني جيراردو مارتينيو (المكسيك)، البرتغالي باولو بينتو (كوريا الجنوبية) ولويس فان غال (هولندا)، الذين أُقيلوا أو استقالوا بعد انتهاء مشوارهم.
حصيلة تُعدّ الأكبر في النسخات الأخيرة من كأس العالم، في ظاهرة تعكس خيبة الأمل الكبيرة التي سببها هؤلاء بخروجهم المبكر.
في المقابل، نجا المدرب الألماني هانز- ديتر فليك من شبح الإقالة من منصبه، بعد تجديد الثقة به من الاتحاد المحلي، رغم خروج
الـ «مانشافت» للمرة الثانية توالياً من الدور الأول للمونديال، في قرار يأتي بحسب عدد من النقّاد للعجز عن اختيار بديل له بشكل سريع يهيئ المنتخب الألماني لبطولة الأمم الأوروبية التي تستضيفها بلاده بعد نحو 18 شهراً من الآن.
في الوقت نفسه، ينتظر النقاد مصير مدربي المنتخبين الإنكليزي غاريث ساوثغيت، والبرتغالي فرناندو سانتوس، والكاميروني ريغوبير سونغ، بعد خروج «الأسود الثلاثة» و«برازيل أوروبا» و«الأسود غير المروّضة» من ربع النهائي، أمام منتخبي الفرنسي والمغربي، والأخير من الدور الأول، وذلك بعد لقائهم المفترض مع مسؤولي اتحاداتهم وتقييم نتائج المشاركة، ودراسة قرار البقاء أو الاستقالة أو الإقالة من المنصب خلال المنافسات المقبلة.
فيما كان المدربان المغربي وليد الركراكي، والكرواتي زلاتكو داليتش على الموعد، وتحوّلا إلى بطلين قوميين في بلديهما، في ظل النجاح الكبير الذي حقّقه «أسود الأطلس» ووصيف بطل العالم 2018، ووصولهما إلى المربع الذهبي، في ظل الحنكة والدهاء والذكاء الذي يتمتع به هذان المدربان، والخطط التي ألزما بها لاعبيهما في جميع الخطوط، وأخرجت كل ما لدى هؤلاء من طاقات على أرض الملعب، والتي أتت بثمارها الإيجابية، مع مفاجأة جميع متابعي كرة القدم، وقلب التوقعات التي لم تضع المغرب وكرواتيا في طليعة المرشّحين للقب.
وفي هذا السياق، قال مدرب نادي أولمبيك أسفي المغربي، المصري طارق مصطفى إن مونديال قطر أثبت أهمية وجود المدرب الوطني على رأس القيادة الفنية للمنتخبات المشاركة، مشيداً بنجاح داليتش والركراكي، والفرنسي ديدييه ديشان في هذا الإطار.
ورأى مصطفى في تصريح لـ «الراي» أن الركراكي لعب على نفسية اللاعبين في الدرجة الأولى، وجعل جميع عناصر «أسود الأطلس» يُخرجون أفضل ما لديهم من قدرات فوق أرضية الملعب، لافتاً إلى أنه أوجد الحب والعلاقة الحميمة والصداقة بينه وبين جميع اللاعبين، وهي عناصر مؤثرة جداً في عقلية اللاعب العربي بشكل خاص.
وأضاف مصطفى أن الركراكي نجح وخلال فترة قصيرة نسبياً من استلام تدريب المنتخب المغربي من إعادة اثنين من أهم العناصر إلى صفوفه وهما حكيم زياش ونصير مزراوي، في مبادرة تُحسب له وعزّزت نجاحه في المونديال.
وذكر أن داليتش من جهته، نجح في إدارة المباريات التي لعبها المنتخب الكرواتي بواقعية، وتعامل مع ظروف كل لقاء على حدة، واستفاد من قدرات لاعبيه في كل تفصيل من اللقاءات، لافتاً إلى أنه يملك فكراً كروياً مميزاً وأثبت نجاعته للمونديال الثاني توالياً.
وبيّن مصطفى أن ديشان هو مدرب واقعي نجح في أداء مهمته على أكمل وجه، رغم غياب عدد من العناصر المهمّة عن تشكيلة أبطال العالم، مشيراً إلى أن منحه الثقة الى عدد من اللاعبين وعلى رأسهم أوليفييه جيرو وثيو هرنانديز وأنطوان غريزمان ساهم في استمرار «الديوك» ووصولهم إلى نصف النهائي المرتقب ضد المغاربة.
غرور وعناد
واعتبر نجم الزمالك السابق أن المنتخبين البرازيلي والبرتغالي، دفعا ثمن غرور وعناد مدربهما تيتي وفرناندو سانتوس توالياً، منتقداً إصرار مدرب الـ «سيليساو» على إشراك التشكيلة نفسها دون النظر إلى مستوى اللاعبين وأحقية كل منهم في اللعب من عدمها، لافتاً إلى أن عناد سانتوس أثّر سلباً على المنتخب البرتغالي، خصوصاً أنه اتخذ قراراته بشكل عشوائي وبناء على اعتبارات شخصية من دون النظر إلى مصلحة المنتخب.
وأفاد بأن المدرب الإنكليزي غاريث ساوثغيت تحمّل نتيجة الإصرار على التشكيلة نفسها، رغم وجود بدلاء يستحقون أن يكونوا أساسيين، وهي مسألة لم يتخل عنها في العامين الأخيرين، ما أدى إلى عدم تحقيق «الأسود الثلاثة» للنتائج المرجوة.