No Script

الطفل روكو ماكجوان المصاب بالشلل الدماغي حقق حلمه بمشاهدة 5 مباريات في الملاعب

مونديال قطر... الأفضل بالوصول الميسّر لذوي الإعاقة

No Image
تصغير
تكبير

- إطلالة مثالية مع إمكانية اختيار المكان الذي يفضّل ذوو الإعاقة الجلوس فيه
- قطر نجحت في استضافة كأس عالم ميسّر الوصول في ظل الزخم الجماهيري

قبل أسبوعين فقط،، كان لدى الطفل روكو ماكجوان، كل ما يلزم كمشجع حقيقي لكرة القدم، باستثناء أمر واحد، وهو أنه لم يشاهد قط أي مباراة في الملعب، إذ كانت إعاقته تشكل تحدياً أمام ذلك.

ويستمتع ماكجوان حاله كحال معظم الأطفال الآخرين في سنه، بمشاهدة مباريات كرة القدم عبر شاشة التلفاز، ويبرع في لعبة «فيفا» الإلكترونية، وهو عضو في برنامج لكرة القدم، في حين أن أحد جانبي كرسيه المتحرك، يحمل توقيع اللاعبين البرازيلي نيمار، والإنكليزي ديفيد بيكهام.

وشكّل كأس العالم في قطر نقطة تغيير في حياة ماكجوان، المصاب بالشلل الدماغي، حيث تميّزت هذه النسخة من كأس العالم بأنها الأفضل من  حيث الوصول  الميسر، إذ تمكن والداه من شراء تذاكر لمقاعد يسهل الوصول إليها، وتمكنه من حضور 5 مباريات خلال البطولة، وهو ما يعني أنه أصبح قادراً على مشاهدة هذه المباريات في 11 يوماً فقط، بحيث تمكن من مشاهدة منتخبات مثل البرازيل والبرتغال وإنكلترا والولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية تلعب أمام عينيه.

وشاهد ماكجوان المباريات في استادات 974، وخليفة الدولي، والمدينة التعليمية، والثمامة، ويعدُّ الأخير هو المفضل لديه، بحيث شاهد فيه مباراتين، ولدى سؤاله عن السبب، قال ماكجوان وهو اسكتلندي وُلد ونشأ في قطر إن ملعب الثمامة هو أول ملعب يراه في حياته، وأول ملعب يشاهد فيه مباراة بشكل واقعي، لافتاً إلى أنه تمكن من التشجيع والهتاف والتفاعل وسط جمهور كبير من مشجعي كرة القدم، وأنه لن ينسى هذه التجربة مدى الحياة.

وأشار ليام ماكجوان، والد روكو، إلى أنه قد زار العديد من الملاعب حول العالم، لكنه لم يتمكن من اصطحاب ابنه إلى أي منها، لأنها لم تكن مؤهلة بشكل كامل لاستضافة جماهير من ذوي الإعاقة، لافتاً إلى أنه عادة ما يتم تخصيص مقاعد في أسفل المدرجات لهم، وهو ما يمنعهم من الحصول على إطلالة جيدة على الملعب، ومنوهاً إلى أنه خلال كأس العالم 2022، حظيت هذه الفئة بإطلالة مثالية، مع إمكانية اختيار المكان الذي يفضلون الجلوس فيه.

تيسير الأمور

ووصف الوالد تجربة حضور المباريات في الملعب بأنها كانت«رائعة»، وبأن كل شيء كان ميسراً، خصوصاً بعدما تمكنوا من معرفة مكان تواجد مواقف السيارات المخصصة لذوي الإعاقة، بحيث بات الوصول أكثر سلاسة.

وأضاف «في كل مباراة حضرناها، ولمجرد وصولنا إلى مقاعدنا، كان يأتي إلينا أحد الموظفين للاطمئنان والتأكد من أن كل شيء على ما يرام، ومعرفة ما إذا كان لدينا أي ملاحظات، لقد كان من الرائع أن نرى أن قطر التزمت بوعدها باستضافة كأس عالم يسهل الوصول إليه».

وأفاد ليام ماكجوان «خلال إحدى مبارياتنا في استاد خليفة الدولي، قررنا أن نذهب إليه سيراً على الأقدام، لقربه من منزلنا، وفوجئت بمدى سهولة وصولنا إليه، إذ كانت هناك ممرات مشاة سلسة وأرصفة على طول الطريق».

ورأى أنه ما دامت قطر قد نجحت في استضافة كأس عالم ميسر الوصول في ظل هذا الزخم الجماهيري، فهي ستتمكن من أن تضمن مستقبلاً لابنه روكو وغيره من الأطفال من ذوي الإعاقة، حياة أقل تحدياً، وهو ما يمنح أولياء الأمور شعوراً لا مثيل له.

ويأتي ذلك في وقت يجيد روكو ماكجوان ممارسة كرة القدم أيضاً، إذ كان على مدار السنوات الثلاث الماضية، عضواً في برنامج «لكل القدرات» التابع لمؤسسة قطر، بحيث إنه ووفقاً لوالدته، جيليان ماكجوان، فإن دروس كرة القدم في المؤسسة هي أكثر ما يتوق إليه على مدار الأسبوع، وتبين أن المدينة التعليمية توافر لطفلها فرصة اللعب والاستمتاع وسط بيئة آمنة، كما يساعده المدربون على ممارسة بعض التمارين بطريقة ممتعة وهو أمر مهم جداً بالنسبة له نظراً لحالته.

ولم تكن الوالدة تدرك أهمية هذه الحصص لطفلها، إلى أن أخبرته ذات يوم أنها لن تتمكن من اصطحابه إليها، فكان رده «أمي، لا بأس إذا كان لديكِ شيء آخر، فقط اتصلي بسيارة أجرة لتقلني، وسأذهب بنفسي، فأنا لا أريد تفويت أي حصة».

بحث عن التذاكر

الآن بعد مشاهدة المباريات الخمس، لا تتوقف أسرة ماكجوان عن البحث عن التذاكر لحضور المزيد من المباريات، ولاستعادة تلك التجربة الاستثنائية التي اختبروها، إذ يقول الوالد «أمضينا ساعات طويلة ونحن نبحث عن تذاكر سواء في مراكز البيع، أو عبر التطبيق الالكتروني، ولكن يبدو أن جميع تذاكر الوصول الميّسر قد بيعت، وهو ما يدل على الإقبال الشديد من قِبل الأفراد من ذوي الإعاقة لحضور المباريات» مضيفاً «سنستمر في البحث عن التذاكر، ونأمل أن يحالفنا الحظ بالحصول عليها، وتحقيق حلمنا بحضور مباراة واحدة على الأقل في كل من الملاعب الثمانية».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي