الشاب الكويتي تحدّى «إعاقته» واندفع بقوة وإصرار لتحقيق طموحه
سالم الظفيري... سالم العقل والروح
- سار في طريق العمل التطوعي وخاض تجربة إعلامية كمحلل رياضي
- يتحدّث الفرنسية والألمانية والتشيكية والإنكليزية
- يحلم بأن يصبح إعلامياً متميزاً كالوزير الراحل محمد السنعوسي
«ولدت معاقاً، لكنني سالم العقل والروح»...
هذه الكلمات العميقة، نابعة من الشاب الكويتي سالم عامر الظفيري، الذي يقدم نموذجاً ملهماً في تحدي الإعاقة الجسدية التي لازمته منذ الولادة، وبإصراره وعمله الدؤوب استطاع التغلب على كل التحديات ليكون قدوة... فسار في طريق العمل التطوعي وخاض تجربة إعلامية كمحلل رياضي وغيرها من الإنجازات.
في الثالث من ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة. وسالم، أعلن تحدي واقعه، لينطلق في عالم التغيير الذي يريد، فكان صاحب مبادرة أسبوع التضامن مع ذوي الإعاقة التي تهدف إلى تقديم هذه الفئة بشكل أوسع وتغيير نظرة أفراد المجتمع والتعرف على إنجازاتهم وإبداعاتهم، فضلاً عن دوره الفعال في الجمعية الكويتية لمتابعة قضايا المعاقين.
الظفيري، الذي يتحدث لغات أجنبية عدة، منها الفرنسية والألمانية والتشيكية والإنكليزية، بالإضافة إلى اللغة العربية، ذكر في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن إعاقته الجسدية لم تكن بسبب عامل جيني، بل نتجت عن وفاة شقيقه التوأم قبل ولادتهما، الأمر الذي تسبب له بنقص حاد في الأوكسجين فتوفي شقيقه قبل الولادة، فيما كُتبت الحياة له.
وأضاف «لم تكن إعاقتي عائقاً في طريقي، بل منحتني القوة والإصرار على التحدي لتحقيق طموحي»، متابعاً «عند عمر الست السنوات استوعبت إعاقتي، ولكنني آمنت حينها بأن تحقيق طموحي لا يتطلب إقداماً فحسب، بل إصراراً للتقدم نحو أهدافي لأنني مؤمن تماماً بأن الإعاقة هي إعاقة العقل لا الجسد والأطراف».
تحدث الظفيري عن تجربته بالعمل التطوعي في الهلال الأحمر الكويتي والدفاع المدني، فضلاً عن انضمامه لكثير من الهيئات الخيرية ومشاركاته في الفرق التطوعية الأخرى، وذلك بسبب حبه لعمل الخير ورسم الابتسامة على وجوه الآخرين.
وهو يعتزم الالتحاق بكلية الإعلام (تخصص إذاعة وتلفزيون) ليصبح إعلامياً متميزاً كالإعلامي القدير وزير الإعلام السابق الراحل محمد السنعوسي، مثبتاً أن ذوي الاحتياجات الخاصة ليسوا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع فقط، بل هم قادرون على الأخذ بالمبادرة ليصبحوا نماذج ملهمة لغيرهم، مؤكداً دعم الحكومة لهذه الفئة في جميع المجالات.
دعم العائلة
تحدّث الظفيري عن دعم محيطه العائلي، فقال «واجهت عائلتي منذ البداية صعوبات شديدة في رعايتي، لكنهم لم يعزلوني عن الناس، بل قدموني بكل فخر للمجتمع، وذلك لإيمانهم بنشر الوعي المجتمعي لمحاربة الخجل الاجتماعي من إعاقة الأبناء».