لماذا «تقاوم» دمشق مساعي روسيا لعقد لقاء بين الأسد وأردوغان؟
نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أن «الحكومة السورية تقاوم جهود الوساطة الروسية لعقد لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان»، بعد عداء مرير على مدى أكثر من عقد منذ اندلاع الأزمة في سورية.
لكن مصدرين تركيين، أحدهما مسؤول كبير، قالا إن «دمشق ترجئ الأمر فحسب وإن الأمور تسير في طريقها نحو عقد اجتماع في نهاية المطاف».
وفي وقت سابق، أشار أردوغان إلى استعداده للتقارب، وقال إن تركيا يمكن أن «تضع الأمور في مسارها الصحيح مع سورية»، وأضاف أنه «لا يمكن أن تكون هناك ضغينة في السياسة».
«نصر مجاني» !
وقالت مصادر مطلعة على موقف سورية من المحادثات المحتملة إن «الأسد رفض اقتراحاً لمقابلة أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
وذكر مصدران أن «دمشق تعتقد بأن مثل هذا الاجتماع قد يعزز موقف الرئيس التركي قبل الانتخابات في العام المقبل، خاصة إذا تناول هدف أنقرة بإعادة بعض من 3.6 مليون لاجئ سوري من تركيا».
وقال أحد المصدرين «لماذا نمنح أردوغان نصراً مجانياً؟ لن يحدث أي تقارب قبل الانتخابات»، مضيفاً أن «سورية رفضت أيضاً فكرة عقد اجتماع لوزيري الخارجية».
وبحسب المصدر الثالث، وهو ديبلوماسي مطلع على الاقتراح، إن سورية «ترى أن هذا الاجتماع عديم الجدوى إذا لم يأت بشيء ملموس، وما نطالب به الآن هو الانسحاب الكامل للقوات التركية».
«تمهيد بوتين»
وصرح مسؤولون أتراك أن «الجيش التركي يحتاج إلى أيام قليلة فقط ليكون جاهزاً لعملية عسكرية برية في شمال سورية، حيث نفذ بالفعل قصفاً مدفعياً وجوياً».
لكن أنقرة ذكرت أيضا أنها «مستعدة لإجراء محادثات مع دمشق إذا ركزت على أمن الحدود»، حيث تريد إبعاد مقاتلي «وحدات حماية الشعب الكردية» السورية عن الحدود ونقل اللاجئين إلى «مناطق آمنة».
وقال المسؤول التركي الكبير إن «من الممكن اللقاء بين الأسد وأردوغان في المستقبل غير البعيد.. وبوتين يمهد ببطء لذلك ستكون (الخطوة) بداية تغيير كبير في سورية، وستكون لها آثار إيجابية للغاية على تركيا، وستستفيد روسيا أيضاً... نظراً لأنها مشغولة في العديد من المناطق».