حروف نيرة

البصمة... والجلوس على المقهى!

تصغير
تكبير

تفشت ظاهرة التسيب الوظيفي وأثرت تأثيراً سلبياً على ازدهار وتقدم المجتمع، فقد أدت إلى تعطيل مصالح الناس، وتسببت في إحباط المواطن لعدم إنجاز معاملاته في مواعيدها وتقديم الخدمة المناسبة له، ويضطر المواطن بذلك إلى وسائل غير مشروعة كالرشوة أو الواسطة ليؤدي مصلحته...

ومن أهم وسائل تنظيم العمل اختيار المسؤول أو الرئيس المباشر المتمكن من رقابة وتوجيه كل موظف، والعمل على توزيع الموظفين توزيعاً عادلاً دون تمييز، فلا يقوم بتوزيع العمل على بعض الموظفين وترك البعض من دون عمل، بل يوزع العمل على موظفيه جميعاً، ويضع القوانين الخاصة بتنظيم العمل، مع المتابعة المستمرة للموظف لمعرفة ما تم انجازه، ويعطي كل موظف حقه فإن شعر الموظف بأنه قد هُضم حقه بالرغم من اتقانه لعمله خصوصاً لما يجد الموظف المهمِل يأخذ الميزات والعلاوات التي هو أولى بها... المسؤول هو المعالج الأول للفوضى، وفي الوقت ذاته تراه سبباً في التسيب عندما يكون أكثرهم انصرافاً واهمالاً، فهو القدوة والمشرف على الحضور والغياب، ولمّا يرى الموظف أن المسؤول غير مؤهل، لن يهتم بمواعيد العمل.

ومن صور التسيب، الموظف الذي ينصرف جميع ساعات العمل أو بعضها ويثبت حضوره بمجرد استخدام البطاقة أو البصمة أو التوقيع، أو يوكيل زميله بالتوقيع عنه، كذلك الموظف الذي يأخذ إجازة طبية وهمية مزورة، وينسى أن هذه الساعات أمانة، وينتشر ذلك بين الموظفين إلى درجة أنك لا ترى إلا قليلاً من الموظفين أو موظفاً واحداً! فتتراكم الخدمات المطلوبة ويصعب إنجازها!

ومن اعتاد ذلك ينسى أن وظيفته أمانة، ولا يحل له أخذ ما لا يستحقه من مال؛ لأنه أَخذه مقابل بصمة!

فإن الوظيفة أمانة، والموظف مؤتمن على أداء عمله على أكمل وجه، والموظف الذي جعل راتبه مبنياً على غش وتزوير، صار المسمى الوظيفي لا يليق به، ولا يستحق الراتب الشهري لما فيه من خداع وخيانة للأمانة... فهل يُعقل أخذ الراتب مقابل الغياب؟ وترك ما عليه من عمل حتى لو كان بسيطاً؟ وإن طرحت هذا السؤال على هذه الفئة من الموظفين، قال: أنا مشغول أو وظيفتي لا تستحق الحضور! ويقول بكل صراحة إنه يقضي وقت العمل في الجلوس على المقاهي والتجول في الأسواق!

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي