No Script

وجع الحروف

فرض الضرائب و«مدورين الطلايب»...!

تصغير
تكبير

قرأنا ما قيل حول برنامج عمل الحكومة المتضمن فرض الضرائب، وقد كتبت قبل سنوات حول التوقيت الصحيح لفرض الضرائب وحال بعض مسؤولينا يقول «أنتم مدورين الطلايب» أي باحثين عن المشاكل!

اسأل نفسك... كم مرة دخلت الجمعية ولم تجد منتجات معينة، وعندما سألت عن السبب قيل لك «المورد طالب زيادة أسعار»؟!

واسأل نفسك هل أسعار المنتجات التي ستفرض عليها القيمة المضافة ضمن الأسعار المعقولة المقبولة وتوجد لدينا على أرض الواقع مراقبة فعلية على الأسعار؟!

الأسعار ترتفع لسببين: إما لارتفاع تكلفة المنتج من الدولة المنتجة، وإما ارتفاع في المواد الخام التي تدخل في إنتاج المنتجات المحلية وإما ارتفاع تكلفة الاستيراد من شحن وخلافه.

واسأل عن الرسوم التي تدفع، هل يقابلها جودة؟!

قارن بين أسعار المنتجات سواء الاستهلاكية أو الطبية «الأدوية» أو مواد البناء في السوق المحلي والأسواق المجاورة وستعرف أننا نعاني من هامش ربح عالٍ جداً، وزيادة مفتعلة وأحياناً تأتي الزيادة عندما ترتفع الرواتب أو في المواسم، وللعلم «التسعير» فصل يدرس ضمن مادة التسويق وممكن نستعين بالطلبة لكل المنتجات والخدمات!

وابحث عن مصير «الحرامية» والراشين والمرتشين... هل حوسبوا وردوا الأموال المنهوبة؟!

هذه باختصار حالنا عندما علمنا بنية فرض الضرائب... ناهيك عن بقية الخدمات!

اعطني منتجات بجودة عالية وسعر معقول مقارنة بأسعارها في الدول المجاورة وعندئذ سنرحب بالضرائب، اطرح مشاريع بأسعار معقولة وخلال مدة تنفيذ قصيرة، وحاسب سراق المال العام وبعدئذ نستطيع تقبل فكرة فرض الضرائب.

اعطني تعليماً ورعاية صحية وطرقاً وإسكاناً ومستوى معيشي يواكب تكلفة المعيشة للأسر الكويتية وبعدها لن تجدوا «مدورين الطلايب»!

لسنا «مدورين طلايب» فكل ما في الأمر أننا نريد «جيب المواطن» يمس فقط عند توافر معيشة رخاء وخدمات راقية وضرائب ورسوم تطبق على الكبار أولاً!

لسنا «مدورين طلايب» نحن فقط نبحث عن هموم الشارع الكويتي ونعرض الحلول لكن لا حياة لمن تنادي!

الزبدة:

فلسفتنا الكويتية تقول إن المتحدث عن المشاكل وعرض الحلول لها «متشائم» أو «مدور للطلايب» وأي فرد محترم يعلم بأن الفلسفة تعني «البحث عن الحقيقة» والشاهد أن الحقيقة على أرض الواقع مؤلمة والدليل ما ينشر حول ترتيب الكويت في المؤشرات العالمية!

أرجو ألّا يضيق صدر أحبتنا... فنحن كإعلاميين ومستشارين إداريين جزء من النسيج الاجتماعي وعلى عاتقنا مهمة جسيمة وهي أمانة عرض الرأي الذي يعكس هموم فئات المجتمع ومكوناته ومحاط بحلول سليمة... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي