No Script

ربيع الكلمات

دوحة الخير... قطر

تصغير
تكبير

«الإدارة هي أن تنجز الأشياء بطريقة صحيحة، أما القيادة فهي أن تنجز الأشياء الصحيحة». بيتر دراكر

لحظة تاريخية في الثاني من ديسمبر عام 2010، عندما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» منح قطر استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، وخلال هذه السنوات شاهدنا قطر كيف أدارت الملف بكل احتراف، خصوصاً أن المسابقة الأكثر جماهيرية على مستوى العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى تقام في تاريخ البطولة، وحظيت قطر باستضافة كأس العالم في الاقتراع الرابع متفوقة بذلك على إستراليا واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأميركية.

وخلال هذه السنوات قامت قطر بعمل وتفانٍ لتطوير البنية لاستضافة البطولة، وتم اقرار ملاعب قطر لكأس العالم بتاريخ 9-9-2009، وانطلاق شعار لجنة ملف قطر 2022 كان بتاريخ 4-10-2009، وتجهيز المسودة الأولى لمحتويات وثيقة ملف قطر 2022 في ديسمبر 2009، واتفاقية ملف قطر مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بتاريخ 11-12-2009، والانتهاء من النسخة النهائية لوثيقة ملف قطر في مارس 2010، وتم تسليم وثيقة الملف النهائية بتاريخ 14مايو 2010.

وكل هذه التواريخ تبين مدى استعداد قطر لاستضافة كأس العالم، والجدية والتخطيط السليم والرؤية الواضحة والتخطيط الجيد التي تمتلكها، ونبارك لقطر هذا النجاح الكبير في ترتيب وتنظيم أكبر حدث كروي عالمي، والقيادة المسؤولة والمحبة لبلدها والتي تضحي من أجله.

إنها قطر، إذا قالت فعلت وهذا يدل على وجود قيادة تعرف ماذا تريد وتجيد التخطيط للمستقبل، وتحدت نفسها حتى تدخل هذا البلد الصغير التاريخ من أوسع أبوابه من خلال هذا التنظيم الرائع، وهو نجاح لكل قطري وخليجي وعربي، وأظهرت صورة الخليج بأجمل لوحة فنية، ومن الواضح أن قطر تخطط جيداً لما بعد كأس العالم.

وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، في كلمة سبقت انطلاق البطولة: «من قطر من بلاد العرب، أرحب بالجميع في بطولة كأس العالم 2022، لقد عملنا لتكون من أنجح البطولات، استثمرنا في الخير. وصلنا ليوم الافتتاح، اليوم الذي انتظره الجميع. من اليوم سيتابع العالم المهرجان الكروي الكبير في هذا الفضاء، سيجتمع الناس على مختلف جنسياتهم وحول الشاشات في جميع القارات».

وبطولة كأس العالم تعتبر فرصة لتلاقي الثقافات بين دول العالم في دوحة الخير قطر، وفرصة ثانية لكي تتوقف حروب العالم لمدة شهر كامل والحديث عنها، ولا حوار إلا عن الرياضة، والعالم بأمس الحاجة أن يعيش بسلام فقد أنهكتنا الحروب الطاحنة...

وكما نبارك هذا الانجاز الكروي الذي حققته المملكة العربية السعودية بفوز تاريخي على الأرجنتين، والذي يبين قوة الارادة والعزيمة والاصرار لدى اللاعبين، ويدل على أن الإنجازات السعودية ليست فقط اقتصادية وإدارياً، وإنما في مختلف المجالات وفي فترة وجيزة، وهذا أيضاً خلفه قيادة تعرف جيداً ماذا تريد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي