أوستن ووي فينغ لم يبديا أي تراجع عن مواقفهما الأساسية

كمبوديا تجمع لقاء «مثمراً» و«مهنياً» بين وزيري الدفاع الأميركي والصيني

 محادثات «مهنية» بين أوستن ووي فينغ في كمبوديا (شينخوا)
محادثات «مهنية» بين أوستن ووي فينغ في كمبوديا (شينخوا)
تصغير
تكبير

- هاريس تزور جزيرة فيلبينية قريبة من مياه تؤكد بكين أحقيتها بها

سيام ريب (كمبوديا)، بويرتو برنسيسا (الفيلبين) - أ ف ب - التقى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في كمبوديا، أمس، نظيره الصيني وي فينغ، في اجتماع وصفه الجانبان بـ «المثمر» من دون أن يبديا أي تراجع عن مواقفهما الأساسية.

وانخرطت القوتان في سجالات في شأن سلسلة قضايا تشمل تايوان والأمن وحقوق الإنسان، لكن الطرفين يحاولان تخفيف حدة التوتر منذ قمة نادرة من نوعها جمعت الرئيسين جو بايدن وشي جينبينغ الأسبوع الماضي على هامس قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية.

وحاول الرئيسان تخفيف حدة اللهجة الصادرة عن البلدين، لكن الخلافات بينهما كانت واضحة، وهكذا بدت المحادثات بين وزيري الدفاع أيضاً.

ووصف مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية، المحادثات بأنها «مثمرة» و«مهنية».

وقال للصحافيين إن «الجانبين اتفقا على أن من الضروري أن يعمل بلدانا معا لضمان عدم تحوّل المنافسة إلى نزاع»، لكن «المنافسة تبقى السمة المهيمنة على العلاقة».

وذكر بأن أوستن سعى إلى «إعادة إطلاق عدد من الحوارات بين الجيشين ووضع آليات تساعد في التعامل مع هذا التنافس بمسؤولية»، في إشارة إلى خطوات ألغتها بكين بعد زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان في اغسطس الماضي، قوبلت بتهديدات وتحذيرات غاضبة من بكين.

وأكد المسؤول الأميركي أن أوستن ووي عقدا «محادثات مطوّلة» في شأن تايوان خلال اللقاء الذي دام قرابة ساعة ونصف الساعة.

ووصف ناطق باسم وزارة الدفاع الصينية الاجتماع بـ«الصادق والمعمّق والعملي والبنّاء».

وقال إن «الجانبين أقرا بأن على الجيشين التطبيق الصادق لتسوية مهمة تم التوصل إليها من قبل رئيسي البلدين والمحافظة على الاتصالات وتعزيز إدارة الأزمات والعمل بجد للمحافظة على السلم والاستقرار الإقليميين».

وتابع «تولي الصين أهمية لتطوير العلاقات العسكرية الثنائية، لكن على الولايات المتحدة احترام مصالح الصين الجوهرية».

- خط أحمر

وتعيش تايوان في ظل تهديد دائم من غزو صيني محتمل، فيما تعتبر بكين الجزيرة التي تتمتع بالديموقراطية جزءاً من أراضيها وتتعهّد استعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.

وشدد وي خلال الاجتماع على أن تايوان خط أحمر بالنسبة للصين، بحسب الناطق.

وقال إن «تايوان هي تايوان التابعة للصين. إنها مسألة لا يمكن حلها إلا من قبل الشعب الصيني وحده، لا حق لأي قوى خارجية في التدخل».

وتندد بكين بأي تحرّك ديبلوماسي من شأنه أن يضفي الشرعية على تايوان فيما تثير أي زيارات يجريها مسؤولون وسياسيون غربيون إلى الجزيرة حفيظتها.

وعلى مدى أسبوع بعد زيارة بيلوسي، أرسلت الصين سفنا حربية وصواريخ ومقاتلات إلى المياه والأجواء حول تايوان، في أكبر مناورات وأكثرها عدائية منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي.

وأكد أوستن لنظيره الصيني أن سياسة الولايات المتحدة حيال تايوان لم تتغيّر وبأن واشنطن تواصل معارضة أي تغيير أحادي الجانب للوضع القائم في ما يتعلق بالجزيرة.

- روسيا وكوريا الشمالية

وناقش الوزيران أيضاً مجموعة ملفات أخرى تشمل الغزو الروسي لأوكرانيا إضافة إلى كوريا الشمالية، بحسب بيان عن فحوى اللقاء صدر عن الناطق باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر.

وقال رايدر إن «الوزير أوستن ناقش حرب روسيا وأكد على معارضة الولايات المتحدة والصين لاستخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها».

كما أعرب أوستن عن قلقه حيال سلوك الطائرات الحربية الصينية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ «الخطير بشكل متزايد».

ودعا أوستن، الصين، الداعم الديبلوماسي الأبرز لبيونغ يانغ، إلى «التطبيق الكامل» لقرارات مجلس الأمن بحق كوريا الشمالية على خلفية برامجها التسلحية.

وجاء اجتماع وزيري الدفاع بعد محادثات مقتضبة بين شي ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس خلال قمة «أبيك» في بانكوك.

- هاريس في بالاوان

وأمس، وصلت هاريس إلى جزيرة بالاوان الفيلبينية في مياه تؤكد بكين أحقيتها بها، لإظهار دعمها لحليف الولايات المتحدة القديم ومواجهة النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة.

وهاريس هي أعلى مسؤول أميركي يزور جزيرة بالاوان الغربية، الأقرب إلى أرخبيل سبراتلي، الواقع في بحر الصين الجنوبي الذي تتنازع بكين السيادة عليه مع جيرانها.

وتؤكد الصين أن سيادتها تشمل كل هذا البحر تقريباً وتتجاهل حكماً أصدرته محكمة تحكيم دولية بأن ما تدعيه ليس له أساس قانوني.

وتطالب الفيلبين وكذلك فيتنام وماليزيا وبروناي، بأجزاء معينة من بحر الصين الجنوبي.

وشددت هاريس على «أهمية القانون الدولي وحرية التجارة المشروعة وحرية الملاحة».

وتأتي هذه الزيارة بعد يوم من المحادثات الثنائية بين هاريس والرئيس الفيلبيني فرديناند ماركوس في مانيلا، حيث أعادت التأكيد على الالتزام «الثابت» للولايات المتحدة تجاه مانيلا.

قالت هاريس لماركوس في بداية محادثاتهما في القصر الرئاسي «إننا نقف إلى جانبكم لدعم القوانين والأعراف الدولية المتعلقة ببحر الصين الجنوبي».

وأضافت أن «الهجوم على القوات المسلحة الفيلبينية أو السفن الحكومية أو الطائرات في بحر الصين الجنوبي سيفعل الالتزام الدفاعي المتبادل... إنه التزامنا الراسخ تجاه الفيلبين».

وتوترت العلاقات بين الفيلبين والولايات المتحدة طيلة سنوات في عهد الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي المقرّب من بكين.

وتسعى واشنطن إلى تعزيز تحالفها الأمني مع مانيلا في ظل الرئاسة الجديدة، وسط تصاعد التوترات الإقليمية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي