No Script

رأي نفطي

قطر... العالم

تصغير
تكبير

قطر... هذه الجارة الخليجية الصغيرة دخلت عالم الرياضة والطاقة في آن واحد. هاهي اليوم تستضيف كأس العالم لكي تكون الدولة رقم 18، لتكون محط أنظار العالم ولمدة 30 يوماً، ولتدخل التاريخ الرياضي الأهم والأشهر، ولنفتخر نحن دول مجلس التعاون الخليجي بهذا الإنجاز.

ونحن في الكويت لسنا بغرباء عن كأس العالم حيث كنا أول دولة خليجية تأهلت في عام 1982، وكذلك أول منتخب آسيوي في الوقت نفسه، ولتتبعها المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة لاحقاً.

وكلف قطر نحو 200 مليار دولار لتشييد البنية التحتية من ملاعب وفنادق وجميع أنواع المواصلات لتستقبل أكثر من مليون ونصف المليون زائر. وتكون تحت مجهر ولسان العالم 24 ساعة متواصلة، وليتعرف العالم علينا وما نحققه من تنافس ومن تقدم، وهي فرصة ايضاً لدول مجلس التعاون في استضافة أخرى لكن قد تكون مشتركة بين دول المجلس، ومع ريادة وخبرة التجربة القطرية بكل تأكيد.

وقطر الغاز الطبيعي المسال أيضاً يلعب ويساهم في تزويد العالم بهذا المنتج الحيوي والمطلوب، لكن هذه المرة في القارة الأوروبية مع أزمتها الحالية مع روسيا وانقطاع الغاز الروسي وليكون الفرج والمخرج الوحيد.

وتعتبر قطر حالياً من أهم الدول في صناعة الغاز، وتنتج ما يقارب 50 مليون برميل من النفط المكافي. لكن لم تكتف بذلك وبصدد زيادة إنتاجها من 45 ألف برميل حالياً إلى 500 ألف برميل من النفط المكافي من مشاريع خارجية في أكثر من 10 دول ممتدة في مختلف بقاع العالم في البرازيل، كندا، أميركا، زامبيا، سيرنام، مصر وفي أنغولا. لكن بمشاركات قوية مع عمالقة صناع الغاز والنفط مثل شركة أكسون موبيل الأميركية، توتال الفرنسية، وشل الإنكليزية -الهولندية، بإلإضافة إلى شركتي ميتسووي وماربيني اليابانيات.

مما يعني التزام قطر بعمل المستحيل في البقاء والتمركز في صناعة الغاز وتطويره والخروج إلى الخارج وبمشاركات أجنبية لتثبيت قدراتها بتمكين وتطمين زبائنها من الدول في البقاء في هذه الصناعة محلياً وعالمياً، الأهم الثقة بإمكانيتها باستمرار تزويد المستهلك النهائي المنتج المطلوب.

وتزويد العالم بالغاز القطري بدأ تقريباً مع نهاية 1974، لكن دائماً البداية كانت للنفط، إلا انه مع اكتشاف الغاز تحول إلى هدف استراتيجي وحيد بأن تكون الدولة المصدر الأكبر للغاز وتنال الثقة المطلوبة من المستوردين الآسيويين.

لكن غزو روسيا لأوكرانيا وانقطاع الغاز الروسي عن أوروبا أعطى قطر البعد والعمق المطلوب والفرصة المناسبة لتوقيع عقود التصدير مع الدول الأوروبية، وتعزيزعلاقاتها التجارية والسياسية بالثقل المطلوب، وهي الأمل ولتحل محل المزود الروسي ولعهود مقبلة.

استضافة قطر لكأس العالم رقم 18، هو حدث تاريخي للقارة الآسيوية والدول العربية ومقدرتنا على المنافسة والتحدي هو محل افتخار لدول مجلس التعاون الخليجي واثبات لقدراتنا وامكاناتنا في تنظيم بطولات عالمية مختلفة، وخبرة قطر الطريق إلى ذلك، وقطر اليوم فخر وتجربة الخليج إلى العالمية الرياضية.

ولا جدال أن قطر الآن تحت مجهر العالم من خلال الكرة والغاز الطبيعي وفي كلا الحالتين... فوز على فوز لنا جميعاً.

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي