No Script

ألوان

بصمات السنعوسي

تصغير
تكبير

كثر، هم الذين عملوا في الإعلام بالكويت، إلا أن قلة منهم من استحق لقب إعلامي وفي مقدمهم محمد السنعوسي، الذي رحل عنا قبل أيام بعد عطاء تدفق لأكثر من ستة عقود من الزمن.

إن لقب إعلامي يطلق على من ترك بصمة مميزة في الإعلام وأشهد أن الراحل السنعوسي هو أكثر الإعلاميين تميزاً وإبداعاً خصوصاً أنه جمع بين الإدارة والعمل الإعلامي.

ولد السنعوسي ودرس في الكويت ثم في جمهورية مصر العربية مع صديقه الفنان شادي الخليج، أطال الله بعمره، ثم أكمل دراسته في الولايات المتحدة الأميركية. وكان له دور بارز في تأسيس تلفزيون الكويت والعمل على تطويره إدارياً وفنياً، فكان رائداً تتلمذت عليه تلفزيونات دول مجلس التعاون الخليجي.

وكان صاحب فكرة تأسيس فرقة التلفزيون التي حققت قفزات نوعية في أدائها وفي اجترار النجاحات محلياً وخليجياً وعربياً وعالمياً، إذ قدمت الفلكلور الفني الكويتي الأصيل. ولا ننسى أنه كان وراء مجلة التلفزيون، وكان وراء تشجيع الكفاءات المحلية على الدراسة وتطوير أدواتهم الإبداعية ليساهموا في تطوير الإعلام الكويتي، كونه عملاً جماعياً بحاجة إلى قائد إعلامي يمتلك رؤية واضحة وتقديم الأفكار الجديدة المفيدة وهي أمور تجلت عند الراحل السنعوسي.

وكان له دور بارز في إنتاج فيلمي «الرسالة» و«عمر المختار» مع مصطفى العقاد، وخلال حواراته تحدث يرحمه الله عن الصعوبات التي واجهتهما في إنتاج الفيلمين. وقدم السنعوسي برامج تلفزيونية عدة ناقشت قضايا سياسية واجتماعية برزت مع تطور وتغير المجتمع بسرعة فائقة مع الطفرة النفطية التي غيرت مفاصل الحياة في الكويت، كما كان له الدور الرئيس في مكافحة الفئران التي كانت وباء كبيراً في الكويت.

نعم درس الكثير من أبناء الكويت وعملوا في الإعلام على مدى أكثر من نصف القرن، إلا أن قلة منهم من ترك بصمة هنا أو هناك، إلا أن السنعوسي كانت له أكثر من بصمة في مسيرة الإعلام الكويتي بينما نجد من يطلق على نفسه لقب إعلامي وهو لم يقدم أي شيء يذكر، وكم أعجبني الإعلامي الشاعر المبدع بدر بورسلي، عندما قرأت له في لقاء لإحدى الصحف قبل سنوات، إذ قال بكل تواضع إنه لا يعتبر نفسه إعلامياً بل شخص يعمل في الإعلام، وهذا تواضع الكبار.

وكم كان يرحمه الله شجاعاً وهو يتحدث عن جوانب من حياته الشخصية ليقدم النصيحة لأبناء مجتمعه، وكل من عرفه أدرك جرأته في اتخاذ القرارات الحاسمة في مسيرته الإعلامية، وفي تجربته السياسية وإن كانت قصيرة، إلا أنه عاش تجربة منها عندما كان يعمل وكيلاً للتلفزيون.

وكم أعجبتني فكرة الأستاذ وليد الجاسم رئيس تحرير «الراي» عندما تحدث قبل أيام مطالباً وزارة الإعلام بإنشاء أكادمية للابداع باسم الإعلامي الراحل محمد السنعوسي، وهي فكرة رائعة، وكم تمنيت تأسيسها أثناء حياته ليلمس مكانته في الكويت التي أحبها.

همسة:

رحل السنعوسي عنا بجسده إلا أن بصماته باقية في ذاكرة الإعلام الكويتي على الأجيال.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي