الكرملين يرحّب بـ«ضبط النفس» الأميركي... إثر اتهامات لروسيا بتأجيج النزاع لما وراء الحدود
بايدن يحسم الجدل الغربي: صاروخ بولندا... أوكراني
- وارسو: لا دليل على إطلاق الصاروخ «إس
-300» من الجانب الروسي
- شولتس: عزلة بوتين أصبحت أقوى بعد مجموعة العشرين
وسط حالة التأهب التي عمت العالم، بحثاً عن مصدر الصاروخ الذي أصاب الأراضي البولندية، الثلاثاء، موقعاً قتيلين، وفي خضم الاتهامات لموسكو، التي وجدت نفسها مرة أخرى متهمة بتأجيج نزاع له عواقب بشرية اقتصادية ضخمة، حسم الرئيس الأميركي جو بايدن، الجدل، مؤكداً أن «من غير المحتمل» أن يكون الصاروخ أطلق من روسيا، بينما رحب الكرملين، بـ«ضبط النفس» الأميركي.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى ردّ فعل يتميز بضبط النفس وبمهنية أكبر من الجانب الأميركي»، مندداً بـ«هستيريا» من طرف «مسؤولين كبار لدول عدة».
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن ضرباتها الثلاثاء لم تصب سوى الأراضي الأوكرانية، مضيفةً أنها تمكنت من تحديد أن الصاروخ الذي سقط في بولندا هو قذيفة أطلقها نظام دفاع «إس-300» تابع للقوات الأوكرانية.
وتابعت «نريد أن نشير إلى أن الضربات العالية الدقة التي شُنّت على أراضي أوكرانيا كانت على مسافة تتجاوز 35 كلم من الحدود الأوكرانية - البولندية».
كما أكدت وزارة الدفاع، أنها لم تشنّ أي ضربة على كييف الثلاثاء.
وتابعت في بيان أن «كلّ الدمار في الأحياء السكنية في العاصمة الأوكرانية (...) هو نتيجة مباشرة لسقوط لصواريخ مضادة للطائرات أطلقتها القوات الأوكرانية وتدميرها ذاتياً».
وأضافت أن روسيا دمّرت كل أهدافها، مشيرةً إلى أنها استهدفت القيادة العسكرية وبنى تحتية للطاقة.
وعزز سقوط الصاروخ، المخاوف من تصعيد في النزاع يحذر منه باستمرار قادة الاقتصادات العشرين الكبرى المجتمعين في غياب فلاديمير بوتين، منذ الثلاثاء في بالي.
وفي الجزيرة الاستوائية الإندونيسية تشاور المسؤولون الأميركيون والفرنسيون والبريطانيون خصوصاً مع نظرائهم البولنديين والأوكرانيين في وقت مبكر من صباح امس، في سلسلة من المكالمات الهاتفية.
وبعد اجتماع طارئ استمر نحو الساعة، أكد رؤساء دول وحكومات بلدان مجموعة السبع (الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وكندا واليابان) وحلف شمال الأطلسي «دعمهم الكامل» لبولندا.
ومن دون توجيه أي اتهامات لأي طرف، قرروا «البقاء على اتصال وثيق لتحديد الخطوات التالية بناء على التحقيق».
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في حلف شمال الأطلسي ان «بايدن أبلغ شركاء مجموعة السبع والناتو أن الانفجار في بولندا نجم عن صاروخ دفاع جوي أوكراني».
واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن «لا مؤشر» يسمح بالقول إن الانفجار الذي ناجم عن «هجوم متعمّد».
وقال الرئيس البولندي أندريه دودا، «من المعلومات التي لدينا نحن وحلفاؤنا، كان صاروخ من طراز إس-300 السوفياتي الصنع، وهو صاروخ قديم ولا يوجد دليل على إطلاقه من الجانب الروسي».
وأضاف «من المحتمل جدا أن تكون منظومة دفاعية أوكرانية مضادة للطائرات أطلقته».
وتابع خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء ماتيوش مورافيتسكي «لا يوجد ما يشير إلى أنه كان هجوماً متعمداً على بولندا (...)».
وأكدت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندر، من جانبها، أن الانفجار هو «نتيجة أنظمة دفاع أوكرانية مضادة للطائرات تستخدم لاعتراض الصواريخ الروسية».
وذكرت الرئاسة الفرنسية أنه «نظراً للرهانات، من المنطقي أن نتعامل مع المسألة بأقصى درجة من الحذر»، مذكرة بوجود «مخاطر تصعيد كبيرة في المنطقة».
وحذر المستشار الألماني أولاف شولتس من أي «استنتاجات متسرعة في شأن مجريات الأحداث قبل إجراء تحقيق دقيق».
وتابع أن عزلة بوتين أصبحت أقوى بعد مجموعة العشرين.
وقال «أنا متأكد من أن نتيجة هذه القمة هي أن الرئيس الروسي مع سياسته يكاد يكون وحيداً في العالم».
كما رأى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن الضربة أيا كان منفذها «لم تكن لتحدث لولا الغزو الروسي لأوكرانيا».