زيلينسكي يزور خيرسون... «قتل أوكرانيا مستحيل»
ستولتنبرغ يعتبر أن الأشهر المقبلة «ستكون صعبة» لأوكرانيا
- توقيف جندي روسي «بزيّ مدني» في خيرسون... وتقييد مدنيين إثنين إلى عمودين
- بايدن وشي شددا على معارضتهما لاستخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها في أوكرانيا
- ماكرون سيتصل ببوتين بعد قمة الـ 20
- مسودة قرار ثالث للوكالة الذرية تستنكر تصرفات موسكو
اعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أمس، أن «قتل أوكرانيا مستحيل»، في زيارة مفاجئة لخيرسون المستعادة من القوات الروسية بعد انسحاب الأخيرة من المدينة الأوكرانية الجنوبية الاستراتيجية القريبة من البحر الأسود.
في غضون ذلك، حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتبرغ، من أن الأشهر المقبلة «ستكون صعبة» بالنسبة لأوكرانيا وأن القدرة العسكرية الروسية يجب عدم الاستهانة بها.
واتفق الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ خلال محادثات امس، على أنه لا ينبغي استخدام الأسلحة النووية إطلاقا بما يشمل في أوكرانيا، حسب ما أعلن البيت الأبيض.
وأظهرت صور نشرها مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك، زيلينسكي وهو يردد النشيد الوطني ويضع يده فوق صدره بينما رُفع علم أوكرانيا الأزرق والأصفر قرب مبنى الإدارة الرئيسي في وسط خيرسون.
وقال زيلينسكي «هذا ما فعلته روسيا الاتحادية في دولتنا، أظهرت للعالم بأسره أنها قادرة على القتل. لكن جميعنا، قواتنا المسلحة وحرسنا الوطني و(أجهزة) الاستخبارات، أظهرنا أن قتل أوكرانيا مستحيل».
من جهته، شدد الكرملين على أنّ خيرسون لا تزال جزءاً من روسيا.
وقال الناطق ديمتري بيسكوف عن زيارة زيلينسكي «نترك الأمر من دون تعليق». لكنّه أضاف «تعلمون أن تلك المنطقة جزء من روسيا الاتحادية».
وصرح زيلينسكي لصحافيين «أن نكون هنا أمر مهمّ».
ونشرت الرئاسة الأوكرانية صوراً يظهر فيها وهو يلتقي سكاناً من خيرسون ومسؤولين عسكريين.
وأضاف «إن ثمن هذه الحرب باهظ. سقط جرحى. عدد كبير من القتلى. (القوات الروسية) غادرت أو هربت -- نعتقد أنهم هربوا لأن جيشنا حاصر العدو وكانوا في خطر».
أشهر صعبة!
وكان زيلينسكي أعلن مساء الأحد أنّ القوات الروسية ارتكبت في الجزء الذي احتلّته من خيرسون «الفظائع نفسها» التي ارتكبتها في مناطق اوكرانية أخرى كانت تحتلها.
وانسحبت القوات الروسية من خيرسون قبل أيام بعد ثمانية أشهر على احتلالها، تاركة الطريق مفتوحة أمام الجنود الأوكرانيين لدخول المدينة، الجمعة.
وتشّكل استعادة القوات الأوكرانية لخيرسون أحدث انتكاسة للجيش الروسي الذي بدأ يغزو أوكرانيا في 24 فبراير.
وفشلت القوات الروسية في دخول العاصمة كييف وتمّ إبعادها مذاك الحين من أجزاء كبيرة من الأراضي الأوكرانية جنوباً وشرقاً.
وقال ستولتنبرغ في لاهاي، بعد لقائه وزيرَي خارجية ودفاع هولندا، إن انسحاب القوات الروسية من خيرسون «يعكس الشجاعة الهائلة للقوات المسلحة الأوكرانية» لكن «يجب ألا نرتكب خطأ الاستخفاف بروسيا».
وأضاف «تحتفظ القوات المسلحة الروسية بقدرات كبيرة وبعدد كبير من الجنود وأبدت روسيا استعدادها لتحمل خسائر كبيرة».
وتابع ستولتنبرغ "ستكون الأشهر المقبلة صعبة. هدف بوتين هو ترك أوكرانيا باردة ومظلمة هذا الشتاء.
وأعرب الأوكرانيون في خيرسون المحررة عن ارتياحهم مع انتهاء الاحتلال لمدينتهم.
وكانت مدينة خيرسون أول مركز حضري رئيسي يسقط في أيدي القوات الروسية والعاصمة الإقليمية الوحيدة التي سيطرت عليها قوات موسكو.
وفتحت استعادتها مجالًا لأوكرانيا إلى منطقة خيرسون بأكملها، مع إمكانية الوصول إلى البحر الأسود في الغرب وبحر آزوف في الشرق.
وكانت منطقة خيرسون واحدة من أربع مناطق أعلن الكرملين في سبتمبر ضمها. وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام جميع الوسائل المتاحة للدفاع عن هذه المناطق من القوات الأوكرانية.
وأعلن جهاز الأمن الأوكراني، أمس، توقيف جندي روسي «بزيّ مدني» في خيرسون، علما أن ثمة مخاوف كبيرة من أن يكون جنود روس لا يزالون متواجدين بشكل سري في المدينة المحررة الجمعة.
وأضاف أن مهمته كانت «جمع المعلومات وإطلاق النيران على القوات المسلحة الأوكرانية والقيام بأعمال تخريبية».
ونشرت «وكالة أسوشيتد برس» صورة من خيرسون لشخصين مقيدة أيديهما من الخلف ومربوطين إلى عمودين، فيما يقف بعض الأشخاص يتفرجون.
من جهته، قال الناطق باسم الكرملين تعليقاً على زيارة زيلينسكي، ورداً على سؤال صحافي وما إذا كان ذلك استفزازاً «أنت تعلم أن هذه أراض روسية».
في أماكن أخرى، استعادت القوات الأوكرانية 12 بلدة وقرية في منطقة لوغانسك الشرقية، حسب ما ذكر الجيش ومسؤولون محليون.
ويسيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على المنطقة الصناعية الشرقية منذ العام 2014، لكن قوات كييف بدأت تستعيد الأراضي هناك ببطء.
لكن الجيش الروسي أعلن أيضاً تقدّم قواته في منطقة دونيتسك المجاورة واستيلاءها على قرية بافليفكا الاستراتيجية.
وفي بالي، ذكر البيت الأبيض في بيان إن «الرئيس بايدن والرئيس شي كررا اتفاقهما على أنه لا ينبغي خوض حرب نووية أبدا، وبأنه لا يمكن كسبها أبدا، وشددا على معارضتهما لاستخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها في أوكرانيا».
وقال مسؤول فرنسي، أمس، إن الرئيس إيمانويل ماكرون سيتصل بالرئيس بوتين، بعد قمة مجموعة العشرين في بالي، لافتاً إلى «عزلة» بوتين على خلفية غزو أوكرانيا.
كما سيؤكد ماكرون لنظيره الصيني شي جينبينغ صباح اليوم، على هامش القمة «مصلحتك، مثل مصلحتي، الضغط على روسيا كي تعود إلى طاولة المفاوضات وتحترم القانون الدولي».
وفي فيينا، تنوي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دعوة روسيا لوقف جميع الأعمال ضد المنشآت النووية الأوكرانية بما فيها زابوريجيا، وذلك وفقاً لمسودة اطلعت عليها «رويترز»، أمس، لما سيكون ثالث قرار يتخذه مجلس محافظي الوكالة في شأن الحرب.
وتتشابه صياغة مشروع القرار الذي وزعته كندا على الدول الأخرى في مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة، مع صيغة القرارين السابقين اللذين أصدرهما المجلس في مارس وسبتمبر الماضيين، واللذين استنكرا أيضاً تصرفات روسيا في أوكرانيا.