إيران تصف إشادة ماكرون بـ «الثورة النسائية» بأنها «مدعاة للعار»
باريس تنتقد اعتقال طهران لمواطنيها: اختارت الطريق الخطأ وستُحاسب على أفعالها
- توجيه الاتّهام إلى نحو 800 بالضلوع في «أعمال شغب» في 3 محافظات إيرانية
وصفت فرنسا، اعتقال المزيد من مواطنيها في إيران، بأنه «عمل استفزازي»، مشيرة إلى أن طهران «اختارت الطريق الخطأ وستحاسب على أفعالها».
وكانت وزيرة الخارجية كاترين كولونا صرحت لصحيفة «لوباريزيان»، السبت، إن مواطنَين فرنسيَين آخرين اعتقلا في إيران ليصبح مجموع عدد المعتقلين الفرنسيين، سبعة.
وأوضحت «كانت لدينا مخاوف في شأن مواطنين آخرين، ويبدو من أحدث عمليات التحقق أنهما محتجزان أيضاً».
وأضافت كولونا «من المهم أكثر من أي وقت مضى تذكير إيران بالتزاماتها الدولية. إذا كان هدفها هو الابتزاز فلن تنجح في ذلك. إنها طريقة خاطئة للتعامل مع فرنسا».
وتابعت الوزيرة الفرنسية «نطالب بالإفراج الفوري عنهم والوصول إلى الحماية القنصلية، لقد التزم نظيري الإيراني (حسين أمير عبداللهيان) الذي أجريت معه محادثة طويلة وصعبة، احترام حق الوصول هذا. أتوقع تحقيق ذلك».
ومن بين السجناء السبعة، الباحثة الفرنسية الإيرانية فريبا عادلخاه الموقوفة منذ يونيو 2019 والتي حكم عليها بالسجن 5 سنوات بتهمة المساس بالأمن القومي، وبنجامان بريير الذي اعتُقل في مايو 2020 وحكم عليه بالسجن 8 سنوات و8 أشهر بتهمة التجسس، والنقابيان سيسيل كولر وجاك باري اللذان اعتقلا في مايو الماضي.
في المقابل، ندّدت طهران، أمس، بلقاء للرئيس إيمانويل ماكرون، ناشطات إيرانيات، ووصفت تصريحاته عقب اللقاء بأنها «مدعاة للأسف والعار».
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن لقاء ماكرون، النشاطات يشكّل «انتهاكاً لمسؤوليات فرنسا الدولية في مكافحة الإرهاب وأعمال العنف وترويجاً لهذه الظواهر المشؤومة».
وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت أن ماكرون استقبل الجمعة على هامش منتدى للسلام في باريس، وفداً مؤلّفاً من مسيح علي نجاد، وهي ناشطة إيرانية مقيمة في نيويورك تشجّع النساء الإيرانيات على الاحتجاج ضدّ إلزامية ارتداء الحجاب، وشيما بابائي التي تناضل من أجل الحصول على معلومات عن والدها، ولادان بوروماند، إضافة إلى رويا بيري.
وأشاد خلال اللقاء بـ«الثورة التي يقُدنها»، وأكد أن فرنسا تكن «الاحترام والتقدير» لثورتهن.
واعتبر كنعاني ان «التصريحات التي نقلت عن ماكرون في شأن دعم ما يسمى بالثورة المزعومة في إيران التي تقودها مثل هذه الشخصيات، مدعاة للأسف والعار»، وفق ما نقلت عنه «وكالة إرنا للأنباء» الرسمية.
وفي إشارة إلى مسيح علي نجاد، قال كنعاني «من المثير للاستغراب أن يقوم رئيس جمهورية بلد يتشدّق بالحرية، بخفض مستواه الى درجة أن يلتقي بشخصية منبوذة جعلت نفسها العوبة بيد الآخرين وسعت خلال الشهور الأخيرة وراء نشر الكراهية والتحريض على أعمال العنف وممارسة الأعمال الإرهابة داخل إيران وضد الديبلوماسيين والمقرات الديبلوماسية الإيرانية في الخارج».
قضائياً، وجّهت السلطات الإيرانية الاتهام إلى نحو 800 شخص لضلوعهم في «أعمال شغب وقعت أخيرا» في محافظات هرمزكان وأصفهان ومركزي، وفق موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية ووكالات محلية.
وبحسب أرقام القضاء، تم توجيه الاتهام إلى أكثر من 2200 شخص، نصفهم في طهران، منذ بدء الاحتجاجات قبل شهرين.
وتشير منظّمات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان في الخارج إلى أن حصيلة التوقيفات تخطّت 15 ألفاً، ما تنفيه السلطات الإيرانية.
وأشار «ميزان» إلى أنه «على هامش زيارة لمركز الاحتجاز في محافظة هرمزكان أعلن المدعي العام في المحافظة مجتبى قهرماني أن 164 شخصا اعتقلوا في الاضطرابات الأخيرة سيُحاكمون اعتبارا من الخميس بحضور محامين» للدفاع عنهم.
وهم متّهمون بـ«التجمّع والتآمر ضد أمن البلاد» و«الدعاية ضد النظام» و«الإخلال بالنظام العام» و«الشغب» و«التحريض على القتل» و«إصابة عناصر أمن بجروح» و«إلحاق الضرر بالأملاك العامة».
من جهته، أشار المدّعي العام في محافظة أصفهان أسدالله جعفري إلى 316 قضية على صلة بأعمال الشغب الأخيرة. وقال إن 12 ممّن وُجّه إليهم الاتّهام حوكموا.
وفي محافظة مركزي، أعلن المدعي العام عبدالمهدي موسوي توجيه الاتّهام إلى 276 شخصا، وفق ما نقلت عنه «إرنا».
في المقابل، أُطلق مئة شاب اعتقلوا أخيرا من دون محاكمة بعدما وقّعوا تعهّدات بالتوقف عن المشاركة في «أعمال شغب».
وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر احتجاجات إثر وفاة مهسا أميني (22 عاما) بعد أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس.
وتتّهم السلطات، أعداء إيران خصوصاً الولايات المتحدة بالوقوف وراء الاحتجاجات التي تصفها طهران بأنها «أعمال شغب».