أضواء

قمة «لمّ الشمل» العربي

تصغير
تكبير

انتهت القمّة العربية الواحدة والثلاثون المقامة في الجزائر يومي الأول والثاني من نوفمبر الجاري، وكانت تحت شعار «لمّ الشمل». وكالعادة مثل القمم السابقة، لم تكن القمة بالمستوى الذي يطمح إليه المواطن العربي.

ويبدو من الشعار الحاجة الماسّة إلى لمّ الشمل العربي الذي يعاني من التشتّت وهو يزداد اتساعاً وتجذراً.

فهناك من يدق أسفيناً بين العرب باصطفافه مع النظام الإيراني رغم ممارساته العدوانية التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الدول العربية من خلال تدخلاته في شؤونها الداخلية كما يحدث في لبنان والعراق وسورية واليمن، حيث أكدت الكويت في المؤتمر على أهمية «احترام مبادئ القانون الدولي في عدم التدخّل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول وحسن الجوار... وإدانتنا ورفضنا التاميّن لجميع أشكال التدخلات الخارجية التي تمس سيادة أي من الدول العربية الشقيقة».

يزداد التشتّت العربي اتساعاً مع عدم استقرار الأوضاع السياسية في السودان وليبيا، ناهيك عن لبنان وسورية واليمن والعراق. وعلى الجانب الغربي لمنطقتنا العربية، هناك الصراع حول الصحراء الغربية الذي أدى إلى قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين الشقيقين المغرب والجزائر في أغسطس 2021.

يستغرب المرء من حدّة هذا الصراع الجغرافي بين الجارتين بينما لا تجد مثل هذه الحدّة تجاه الإسباني الأجنبي الذي يحتل مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين!

لم يغب عن المؤتمر موضوع الخلافات العميقة بين حركتي فتح وحماس - اللتّين يفترض أن توّحدا جهودهما لمواجهة عدوهما المشترك الصهاينة -، ودعا إلى «لمّ الشمل الفلسطيني» من خلال المصالحة بين الحركتين.

ومع أن البيان الختامي للقمة أشار إلى «تجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحق العودة وتعويض اللاجئين الفلسطينيين»، إلاّ أن تنفيذ ذلك يصطدم مع توجّه التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي يقوم على مبدأ الاعتراف بالاحتلال الصهيوني وما يقوم به من ممارسات ضد القانون الدولي في جعل القدس المحتلة بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لكيانه المحتل لفلسطين.

قمة «لمّ الشمل العربي» لا تختلف عن قمة المناخ «كوب 27» المقامة حالياً في شرم الشيخ.

تحديات كبيرة جداً تواجه العرب ولا يتوفّر الإجماع العملي على مواجهتها، كمشكلة تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري التي تفتقد إلى تضافر الجهود العالميّة المخلصة في التقليل من آثارها المدمرة التي تهدّد حياة البشر وبقية الكائنات على كوكبنا الأرضي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي