No Script

مليارات المهاجرين الروس تُنعش نموها

مصائب حرب أوكرانيا عند جورجيا... فوائد اقتصادية

تصغير
تكبير

- الاقتصاد الجورجي تفوّق في نموه العام الجاري على الكويت وفيتنام

يتجه اقتصاد جورجيا إلى أن يصبح واحداً من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم بعد تدفق ما يزيد على 100 ألف روسي إلى البلاد منذ غزو روسيا لأوكرانيا.

وحسب وكالة رويترز من المتوقع للجمهورية المتاخمة للبحر الأسود والتي يبلغ عدد سكانها 3.7 مليون نسمة أن تسجل نمواً قياسياً بنسبة 10 في المئة في ناتجها الاقتصادي خلال هذا العام وسط ازدهار يغلب عليه الطابع الاستهلاكي.

وتفوق وتيرة النمو هذه في سرعتها ما تشهده الأسواق الناشئة القوية مثل فيتنام ودول مصدّرة للنفط مثل الكويت.

وكشفت الوكالة عن أن 112 ألف روسي على الأقل هاجروا إلى جورجيا هذا العام، إذ وصلت موجة أولى مكوّنة من 43 ألفاً إلى البلاد بعد بداية غزو أوكرانيا بينما وصلت موجة ثانية بعد إعلان الرئيس الروسي عن تعبئة جزئية في سبتمبر.

وترى الوكالة أن هذا الازدهار الاقتصادي حّير الخبراء الذين توقعوا بسبب الحرب عواقب سيئة للجمهورية السوفياتية السابقة التي يرتبط اقتصادها ارتباطاً وثيقاً باقتصاد جارتها الأكبر من خلال الصادرات والسياحة.

فعلى سبيل المثال، توقع البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية في مارس الماضي أن يتلقى الاقتصاد الجورجي لطمة قاسية بسبب الحرب، بينما تنبأ البنك الدولي في أبريل بتراجع النمو الاقتصادي في 2022 إلى 2.5 في المئة عن التنبؤات السابقة بمعدل 5.5 في المئة.

ولكن هذا النمو الكبير لا يحقق فائدة للجميع لأن وصول آلاف من الروس أدى إلى ارتفاع في الأسعار وإلى استبعاد بعض الأوكرانيين من سوق المساكن المستأجرة والتعليم.

ولفتت الوكالة إلى أن جورجيا وروسيا تتشاركان بمعبر حدودي بري وبسياسة هجرة منفتحة تسمح للروس ولمواطني دول أخرى بالعمل وإنشاء أعمال في جورجيا من دون الحاجة إلى تأشيرة. وفي الوقت ذاته فإن أولئك الروس الهاربين من الحرب يحملون معهم مبالغ كبيرة من المال.

وحسب البنك المركزي الجورجي حوّل الروس بين أبريل وسبتمبر إلى جورجيا ما يعادل أكثر من مليار دولار بزيادة 5 أضعاف عن الفترة ذاتها من العام الماضي. وأدى هذا التدفق للتحويلات إلى بلوغ سعر صرف العملة المحلية أعلى مستوى له منذ 3 سنوات.

ونقلت الوكالة عن دافيت كيشيلافا الباحث في الكلية الدولية للاقتصاد بجامعة «تبيليسي ستيت» قوله: «نتوقع الكثير من الآثار السلبية... ولكن الآثار كانت إيجابية».

ويظهر تأثير المهاجرين بأجلى صوره في سوق المساكن المستأجرة في العاصمة تبليسي حيث أدى ارتفاع الطلب إلى زيادة الإيجارات بواقع 75 في المئة. وأفاد كيشيلافا بأن أعداداً من الطلبة يرجئون دراستهم الجامعية بسبب ارتفاع تكاليف السكن.

ورغم المكاسب الواضحة المتمثلة في تدفق مهاجرين من الشباب الذين يتمتعون بالمعرفة التكنولوجية، فإن الاقتصاديين ورجال الأعمال يشعرون بالقلق من الآثار السلبية للحرب على المدى الطويل وما يمكن أن يحدث إذا قرر الوافدون الروس العودة إلى بلادهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي