انقطاع التيار الكهربائي قد يدفع بالملايين إلى مغادرة كييف

واشنطن تطالب أوكرانيا بالانفتاح على التفاوض مع روسيا

منظر عام لسد كاخوفكا الإستراتيجي (رويترز)
منظر عام لسد كاخوفكا الإستراتيجي (رويترز)
تصغير
تكبير

- تعرض سدّ كاخوفكا لـ «أضرار» إثر استهدافه بصاروخ «هيمارس»
- أوكرانيا تحشد للهجوم على خيرسون... و«فاغنر» تضيّق الخناق على باخموت

واشنطن، كييف - رويترز، أ ف ب - ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تشجع سراً أوكرانيا على التعبير عن انفتاحها على التفاوض مع روسيا والتخلي عن رفضها العلني للمشاركة في محادثات سلام، إلا بعد إزاحة الرئيس فلاديمير بوتين عن السلطة.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص لم تسمهم على دراية بالمناقشات، أن الطلب لا يهدف إلى الضغط على أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل محاولة محسوبة لضمان أن تحافظ كييف على دعم دول أخرى تخشى من تأجيج الحرب لسنوات كثيرة قادمة.

وتابعت أن المناقشات أوضحت مدى صعوبة موقف إدارة بايدن، حيث تعهد الأميركيون علناً بدعم كييف بمبالغ ضخمة من المساعدات «لأطول فترة ممكنة»، بينما يأملون في التوصل إلى حل للصراع المستمر منذ ثمانية أشهر وألحق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي وأثار مخاوف من اندلاع حرب نووية.

وأضافت ان الأميركيين أيدوا موقف الأوكرانيين بأن بوتين ليس جاداً في الوقت الحالي في شأن المفاوضات، لكنهم أقروا بأن رفض الرئيس فولوديمير زيلينسكي الدخول في محادثات معه، أثار مخاوف في أجزاء من أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وهي المناطق التي ظهر فيها تأثير الحرب على تكاليف الغذاء والوقود على نحو كبير.

ونقلت عن مسؤول أميركي، لم تذكر اسمه، ان «الإرهاق من تبعات الملف الأوكراني حقيقة واقعة بالنسبة لبعض شركائنا».

ووقع زيلينسكي مرسوماً في الرابع من أكتوبر الماضي، يعلن فيه أن آفاق أي محادثات مع بوتين «منعدمة»، لكنه ترك الباب مفتوحاً لمحادثات مع موسكو.

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، «قلنا من قبل وسنقولها مرة أخرى: الأفعال أبلغ من الأقوال. إذا كانت روسيا مستعدة للتفاوض فعليها أن توقف قنابلها وصواريخها وتسحب قواتها من أوكرانيا».

وأضاف «يواصل الكرملين تصعيد هذه الحرب. الكرملين لم يظهر استعداداً للانخراط بجدية في المفاوضات حتى قبل أن يبدأ غزوه الشامل لأوكرانيا».

وأشار الناطق أيضاً إلى تصريحات زيلينسكي يوم الجمعة، والتي قال فيها «نحن مستعدون للسلام، لسلام عادل ومنصف وقد عبرنا عن ذلك مراراً».

وأعلن زيلينسكي في خطابه «العالم يعرف موقفنا. احترام ميثاق الأمم المتحدة واحترام وحدة أراضينا واحترام شعبنا».

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، خلال زيارة لكييف يوم الجمعة، إن دعم واشنطن لكييف سيظل «ثابتاً وراسخاً» بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، غداً.

إخلاء كييف!

في سياق ثانٍ، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أوكرانيين أن انقطاع التيار الكهربائي الكامل قد يتطلب إخلاء نحو 3 ملايين من سكان كييف.

ووصف تقرير الصحيفة الأميركية، الوضع بـ«المروّع»، مع تضرر 40 في المئة من البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، وقيام عمال البلدية باستحداث ألف ملجأ للتدفئة يمكن أن يتضاعف عددها، بينما يحاول المهندسون إصلاح محطات الطاقة التي تعرضت للقصف الروسي وسط نقص كبير في المعدات اللازمة.

ويورد التقرير ان الأضرار الكبيرة التي لحقت بقطاع الطاقة زادت من معاناة الأوكرانيين، الأمر الذي أجبر المسؤولين على التفكير في احتمال أن يؤدي المزيد من الضرر لجعل المعنيين عاجزين وغير قادرين على توفير الخدمات الأساسية.

وشدد رومان تكاتشوك، مدير الأمن في مجلس بلدية كييف، على أنه «إذا استمرت روسيا في مثل هذه الهجمات فقد نفقد نظام الكهرباء بالكامل».

وأضاف: «تم إخبار المسؤولين في العاصمة أنه من المحتمل أن يتلقوا إشعاراً قبل 12 ساعة على الأقل بأن الشبكة على وشك الانهيار. إذا وصلنا لهذه النقطة سنبدأ في إبلاغ الناس وسنطلب منهم المغادرة».

وبحسب المسؤولين فإن الوضع يمكن التحكم به حتى الآن، ولا توجد مؤشرات على فرار ومغادرة أعداد كبيرة من المدنيين، محذرين من إمكانية تبدل الوضع «في حال توقفت الخدمات التي تعتمد على سلطة المدينة».

وأوضحوا «إذا لم يكن هناك كهرباء، لن يكون هناك ماء ولا صرف صحي، ولهذا السبب تتخذ الحكومة وإدارة المدينة حاليا جميع التدابير الممكنة لحماية نظام إمدادات الطاقة».

وكان زيلينسكي، اتهم روسيا بالضلوع في «إرهاب الطاقة» بعد أن تركت الضربات الروسية على شبكة الطاقة الأوكرانية ملايين السكان من دون كهرباء.

سد كاخوفكا الاستراتيجي

ميدانياً، أعلنت أجهزة الطوارئ في المناطق التي تسيطر عليها موسكو، أمس، أن سد كاخوفكا الاستراتيجي في منطقة خيرسون (جنوب) لحقت به «أضرار» جراء ضربة أوكرانية.

وأعلنت أنه «سُجلت ضربة بستة صواريخ هيمارس. أسقطت وحدات الدفاع الجوي خمسة صواريخ وأصاب صاروخ أحد أقفال سد خاكوفا الذي لحقت به أضرار».

وحذرت كييف في الأسابيع القليلة الماضية، من أن قوات موسكو تنوي نسف المنشأة الاستراتيجية للتسبب بفيضان.

وقال المسؤول في الإدارة المعينة من موسكو في مدينة نوفايا المجاورة رسلان أغاييف «كل شيء تحت السيطرة. تم التصدي للضربات الجوية الرئيسية، أصاب صاروخ (السدّ) لكنه لم يلحق أضراراً خطيرة».

ويؤمن السد المياه لشبه جزيرة القرم.

خيرسون وباخموت

وأعلن الانفصاليون في خيرسون، أمس، أن القوات الأوكرانية تحشد عدداً كبيراً من الدبابات والعربات المدرعة استعدادا لهجوم كبير على المدينة. في المقابل، باتت قوات «فاغنر» الروسية تتمركز على بعد أقل من كيلومترين عن مدينة باخموت الإستراتيجية شمال مقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس شرق أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أحبطت محاولات هجوم أوكرانية على محاور عدة، وكبدت الطرف الأوكراني 500 شخص، بينهم مرتزقة من الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي