تقدّم عروضاً مغرية للكوماندوس الأفغاني
روسيا تلجأ لـ«أعداء الأمس» لمساعدتها في أوكرانيا
مع اشتداد الهجوم الأوكراني لإعادة السيطرة على مدينة خيرسون الاستراتيجية، كشفت تقارير أميركية عن مفاجأة مرتبطة بالحرب، تمثلت بمحاولات روسية لجذب مقاتلين أفغان، «أعداء الأمس»، للقتال إلى جانب قواتها.
ونقلت مجلة «فورين بوليسي» عن عناصر من الكوماندوس الأفغاني، أنه يتم الاتصال بهم عبر تطبيقات «واتساب» و«سيغنال»، وانهم يعتقدون بأن «فاغنر» وراء الحملة.
وأشار تقرير المجلة الأميركية إلى أن العرض الروسي يأتي في وقت تتهاوى فيه سمعة «فاغنر»، وتنامي حاجة موسكو لتعويض النقص في عدد جنودها بمقاتلين يتمتعون بخبرة طويلة.
قوات الكوماندوس الأفغانية
وبحسب رئيس مركز أفغانستان للدراسات والإعلام، فضل الهادي وزين، فإن وحدات الكوماندوس، تعرف باسم القوات ذات الأصفار «01-02-03-04».
ودرب الجيش الأميركي هذه الوحدات على مدى 20 عاماً، بعد غزو أفغانستان عام 2001. وأعدادها لم تتجاوز 12 ألفاً قبل خروجه من البلاد.
وكثير من أفراد الكوماندوس، هربوا للخارج خوفاً من حركة «طالبان» بعد وصولها للسلطة في أغسطس 2021.
وما يجذب روسيا لضم المقاتلين الأفغان أن لديهم معنويات قتالية عالية، ويتمتعون بالخبرة القتالية، وقد صنعوا الفارق في التسعينيات عندما ساندوا أذربيجان ضد أرمينيا.
ويتوقع الباحث السياسي الأفغاني عبيدالله بهير، المحاضر السابق في الجامعة الأميركية في أفغانستان، أن تنجح روسيا في تحقيق هدفها، لأن الكثير من أفراد الكوماندوس يعانون من عدم وجود مصدر للدخل، وقسم كبير هرب للخارج، ما قد يسهل على موسكو تجنيدهم «في حال تقديم إغراءات مادية».
لكنه تساءل «كيف لموسكو أن تثق بقوات كان ولاؤها التام للولايات المتحدة»؟
من جانبه، أشار وزين، إلى عراقيل قد تواجه روسيا، مثل عدم سماح واشنطن بانضمام المقاتلين الأفغان لجانب موسكو في الحرب، وسعيها إلى استقطابهم إلى جانب أوكرانيا.
وأوضح أن الأفغان يأخذون موقفاً عدائياً من روسيا بسبب الغزو السوفياتي من 1979 ولغاية 1989.
واعتبر بهير في حديثه لموقع «سكاي نيوز عربية» أن «طالبان كررت خطأ الأميركيين في العراق حين فككوا الجيش العراقي، فقد رفضت دمج الكوماندوس في النظام الجديد، ما دفعهم للهروب خوفاً من انتقامها، وباتوا لقمة سهلة للعمل كمرتزقة".
ودعا حكومة «طالبان» إلى أن تسبق التنافس الروسي - الأميركي حول الكوماندوس، وتبادر لجذبه ودمجه في قواتها، محذراً من أن الأمر قد لا يقتصر على مجرد جذب موسكو لعناصر مدربة، لكن قد يمتد لتوريط أفغانستان في حرب أكبر منها، ويخل بأمنها القومي.