الأسلحة الغربية تتمتّع بأفضلية التوجيه الدقيق ضد الأهداف الروسية
أوكرانيا «تقلب الطاولة» في حرب المدفعية
ذكر تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، أنه باستخدام الأسلحة الغربية، تمكنت أوكرانيا من «قلب الطاولة في حرب المدفعية» مع القوات الروسية.
ويورد التقرير أنه «في منطقة خيرسون الجنوبية، تتمتع القوات الأوكرانية الآن بأفضلية التوجيه الدقيق، ومدى المدفعية والصواريخ والطائرات المسيرة، ما يجعلها تتفوق على القوات الروسية».
وسيطرت الحرب الجوية بالدرجة الأولى على مشهد المعارك في أوكرانيا، وذلك باستخدام المدفعية والراجمات والصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.
وخلال الأشهر الأولى من الغزو، كان لروسيا التفوق في ذلك، وهي قادرة على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على المدن والبلدات والأهداف العسكرية الأوكرانية من مواقع بعيدة عن متناول الأسلحة الأوكرانية.
لكن في الأشهر الأخيرة، تغير ذلك على طول الخطوط الأمامية في جنوب أوكرانيا. ويقول قادة ومحللون عسكريون إن «أوكرانيا تتمتع الآن بأسلحة غربية قوية وطائرات مسيرة قاتلة محلية الصنع، ما يعطيها التفوق المدفعي في تلك المنطقة».
ويقوم جنود أوكرانيون باستهداف وتدمير مركبات مدرعة روسية تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، باستخدام طائرات مسيرة رخيصة التكلفة ومحلية الصنع، بالإضافة إلى مسيرات أكثر تطوراً وأسلحة أخرى تقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها لهم.
وتحدث التقرير عن عملية أوكرانية مضادة للروس باستخدام مسيرة، حيث قام ملازم أول بتوجيه الطائرة نحو هدفها في قرية تسيطر عليها روسيا.
وتم استهداف حاملة جنود مدرعة، وشاهد الملازم «على شاشة كاميرا التصوير الحراري، كيف اختفت المدرعة الروسية، وتصاعد الدخان» بعد الهجوم، وقد سمع الانفجار بعد ثوان في موقعه على بعد 6 كيلومترات تقريباً.
كما لفت إلى عملية أخرى «باستخدام طائرات مسيرة استهدفت، السبت، سفينة حربية روسية راسية في ميناء سيفاستوبول الرئيسي لأسطول البحر الأسود، في عمق الأراضي المحتلة لشبه جزيرة القرم، حيث كان يعتقد ذات مرة أنها حصن منيع».
وفي بيان السبت، أعلنت روسيا تعليق الاتفاق في شأن صادرات الحبوب الأوكرانية، الحيوية لإمدادات الغذاء في العالم، بعد هجوم المسيرات.
وبررت موسكو تعليق مشاركتها بهجوم مكثف بطائرات مسيرة استهدف سفناً عسكرية ومدنية تابعة لأسطولها في البحر الأسود المتمركز في خليج سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، صباح السبت، وفقاً لـ«فرانس برس».
وذكرت وزارة الدفاع الروسية على «تلغرام»، «بالنظر الى العمل الإرهابي الذي نفذه نظام كييف بمشاركة خبراء بريطانيين ضد سفن في أسطول البحر الأسود وسفن مدنية تشارك في (ضمان) أمن ممرات (نقل) الحبوب، تعلق روسيا مشاركتها في تطبيق الاتفاق حول صادرات المنتجات الزراعية من المرافئ الأوكرانية».
في مقابل ذلك، يشير التقرير إلى أن «الجيش الروسي لايزال يتمتع بقوة هائلة، بصواريخ كروز وجيش ضخم وملايين من قذائف المدفعية، وإن كانت غير دقيقة».
ويقول القادة الروس إن الجيش أكمل لتوه جهود التعبئة التي ستضيف 300 ألف جندي إلى ساحة المعركة، رغم أن العديد منهم سيكون تدريبهم ضعيفاً وتجهيزهم سيئا. وقد أوضح الرئيس فلاديمير بوتين، «عزمه على كسب الحرب بأي ثمن».
وأشار التقرير إلى وجود نقص في بعض أنواع الذخائر الموجهة بالترسانة الروسية، وأصبح هناك نوع من التوازن في إطلاق القذائف المدفعية بين الجانبين في خيرسون الآن.
ويقول قادة أوكرانيون إن «الجانبين يطلقان أعداد متساوية من القذائف تقريباً، لكن الضربات الأوكرانية ليست فقط بعيدة المدى ولكنها أكثر دقة بسبب الصواريخ الموجهة بالأقمار الاصطناعية وقذائف المدفعية التي قدمها الغرب».
وأضاف الرائد أولكسندر، قائد بطارية المدفعية على جبهة خيرسون، والذي مثل الآخرين الذين تمت مقابلتهم في التقرير، ذكر اسمه الأول فقط لأسباب أمنية: «يمكننا الوصول إليهم ولا يمكنهم الوصول إلينا (...) ليس لديهم هذه الأسلحة».
وتابع أن «انخفاض معدلات النيران الروسية يشير أيضا إلى نقص الذخيرة».
وقد أجبرت مدافع الهاوتزر الأميركية M777 التي تطلق قذائف دقيقة التوجيه وتضرب ما يصل إلى 32 كيلومترا خلف الخطوط، الروس على وضع معدات ثقيلة بعيداً عن الجبهة.
وقال الملازم أول، أوليه، قائد وحدة طائرات استطلاع مسيرة، إن المسيرات الأوكرانية رصدت المشاة ولكن عدد الدبابات أو العربات المدرعة أقل بالقرب من خط الجبهة.
وبالعودة إلى الهجوم بالطائرة المسيرة الذي قاده الملازم، سيرغي، فقد تم تحميل الطائرة بذخائر متفجرة، وتم إسقاطها على الأهداف الروسية، حيث أدى الهجوم «إلى تدمير عربتين مدرعتين روسيتين في غضون ثلاث ساعات تقريباً، ما يعني تدمير أكثر من مليون دولار من الأسلحة الروسية بسلاح كلف نحو 20 ألف دولار فقط، وقد عادت الطائرة المسيرة بعد بضع دقائق من تنفيذ الهجوم من دون أن يتم استهدافها».
وقال الملازم، أوله، قائد وحدة المراقبة بطائرات مسيرة، إنه «بعيداً عن خط الجبهة، وبعيداً عن مدى الطائرات المسيرة، أجبرت قذائف المدفعية الأميركية الموجهة بالأقمار الاصطناعية الجيش الروسي على التمويه أو سحب المعدات الثقيلة بعناية».
وأضاف، وهو جالس أمام شاشات، يحدد الدبابات والثكنات أو غيرها من الأهداف العسكرية، وينقل الإحداثيات إلى فرق المدفعية التي تطلق قذائف موجهة عبر الأقمار الاصطناعية «كانت ميزة روسيا شيئاً واحداً فقط: الكمية».
وأوضح أن روسيا تفتقر إلى «طائرات الاستطلاع وقذائف المدفعية الموجهة بالأقمار الاصطناعية».
وألمح التقرير إلى وجود صعوبات لوجستية تواجه القوات الروسية في خيرسون، حيث «أدى التدمير الجزئي للجسور فوق نهر دنيبرو خلال الصيف إلى إبطاء حركة المعدات الروسية الثقيلة إلى الضفة الغربية للنهر».