No Script

حروف باسمة

بسملة ضحية الضرب

تصغير
تكبير

ظاهرة استخدام العنف من بعض المُعلّمين على تلاميذهم بالضرب والتعنيف، ظهرت عندما تعرّضت التلميذة بسملة من مُعلّمها بعد ما أخطأت في الإملاء، فانهال عليها ضرباً حتى فارقت الحياة.

إنّ التوجيه والإرشاد يكون بالموعظة الحسنة، وقسوة القلب يجب ألا يتصف بها المعلم، فمن صفاته الرحمة والتوجيه بالتي هي أحسن.

ولعلّ ظاهرة الضرب آثارها واضحة في الأزمنة الغابرة، حيث يأتي الأب بابنه للمعلم فيقول له: لك اللحم ولنا العظم، وإذا ما اخطأ تلميذ فان المعلم يضربه بعدد من الضربات على كلتا يديه فيشعر بالألم والوجع والاضطراب.

ما هذه القسوة؟

التلميذ إنسان بين يدي مربٍّ لابد وأن يتصف بالأبوة الحانية، والقلب المتدفق حناناً، يشير إلى سبل طيّبة بإشارات ملؤها الشفقة وتعمل على شحذ هِمم التلميذ بطرق مختلفة يستغلها المعلم في التوجيه والإرشاد والرعاية والتأهيل، لان هذا التلميذ له كيان وكرامة لابد أن يستشعر بها المربي ويعمل على استغلال بدائل كثيرة في عملية التربية.

ولابد أن تمنع المدارس حمل العصي من قِبل بعض المعلمين، وكل من يعنف طالباً تعنيفاً قاسياً تكون له آثار على جسده أو نفسيته.

يجب أن يكون للذي استخدم هذا الأسلوب من المعلمين الردع حتى يصل الأمر إلى العدل، لكي يقتص من كل ظالم لا يعترف بآدمية التلميذ، فكل من يستخدم العنف من المعلمين تجاه تلاميذهم هم مرضى يحتاجون إلى علاج.

ما أقسى قلوب البعض عندما تصل درجة الخطأ البسيط إلى فقد الحياة!

ما أقساه من قلب!

هذا القلب الذي يجب أن يمتلئ بعاطفة الأبوة تجاه أبناء جعلهم الآباء أمانة في عنقه حتى يوجههم ويهديهم إلى الصراط السوي.

فتحية للمربين الذين يجعلون من أفكارهم وقلوبهم وإشاراتهم شموعاً تحترق لتضيء الدروب أمام الناشئة، ويعتبرون تلاميذهم نواة لعلم واثق ورأي سديد وإشارات واضحة نحو تحقيق آمال مشرقة لغد ممتلئ بالخير والعمل.

ويبقى التلميذ إنساناً يجب أن يُرعى بأساليب هادئة ومطمئنة، نحو تحقيق شخصية متكاملة واثقة بعملها مشرقة في كنف مُعلّم يعمل على تحقيق المواطن الصالح الذي يسهم في بناء الوطن بكل ما يمتلك من قدرة وموهبة ومهارة.

حقاً:

عليّ ثياب لو يُباعُ جميعها بفلس

لكان الفلسُ منهنّ أكثرَا

وفيهن نفسٌ لو تُقاسُ ببعضها

نفوس الورى كانت أجلّ وأكبرَا

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي