العلم نور يشع على الدنيا بأسرها، ولن ترقى الأمم وتتقدم الشعوب، إلا إذا أخذت بمفاهيم العلم وأصول المعرفة من جميع أطرافها.
لذلك قيل:
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم
لم يبن ملك على جهل وإقلال
والذين يحملون هذا المشعل هم المعلمون، وإذا ما توافرت الأسباب والعوامل والوسائل والطرق التي تعين المعلم على أداء رسالته في مجال الطريقة وبيئة التعلم والمناهج الدراسية، فإن المعلم يمكن له أن يبدع في أداء رسالته، وكلما ازدادت الطرق وكثرت الوسائل التعليمية والتقنيات التربوية وازدهرت المناهج، أصبحت رسالة المعلم سهلة وممتنعة، لأنها تحتاج إلى كثير من اعمال العقل واستنباط الحقيقة واختيار الطريقة المثلى في توصيل الحقائق لأذهان التلاميذ. وإن المعلمين في وطني الحبيب يبذلون جهوداً حثيثة في اختيار الطرق الطيبة وبذل الجهد من أجل توصيل المعلومة بسهولة ويسر، بما يتناسب مع قدرات وميول واستعدادات ومواهب المتعلمين على اختلاف فروق المتعلمين الفردية وظروف تحصيلهم، إلا ان المعلم يبذل جهوداً مخلصة من أجل تحقيق هدف التربية في وطني الحبيب، وهو إعداد المواطن الصالح الذي تكون الكويت في قلبه ويستشعرها في ذهنه ويراها في عينيه ويسمعها في أذنيه، وينطقها كل يوم في طابور الصباح:
«تحيا الكويت»
تحية للمعلمين الذين يجعلون من يومهم مجالاً تربوياً خصباً لإسعاد النشء، ولا يفكرون في تخفيض نصاب المعلم من الحصص ولا يتركون طلابهم يلجأون إلى الدروس الخصوصية بعد أن وجدوا في يومهم المدرسي صرفاً للوقت من دون جدوى.
وتحية للمعلم المثابر الذي لا يتمارض فيمرض ويضيع الوقت على نفسه وتلاميذه.
والتحية للمعلمين الذين يجعلون من مادتهم تنمية روحية واجتماعية وعلمية وأخلاقية ووطنية.
تحية للمعلم الذي يجعل في قلب أبنائه حب الكويت.
يقولون لماذا تحب الكويت؟ لماذا أغانيك مسكونة بحب الكويت وأهل الكويت؟
فقلت: اسألوا الفجر عن نورهِ
وقلت: اسألوا الطير عن وكرهِ
وقلت: اسألوا البحر عن موجهِ
وقلت: اسألوا الورد عن عطرهِ
إذا ما عرفتم لهذا جواباً عرفتم لماذا أحب الكويت.
تحية لمعلمي وطني كلهم، لأن جميعهم يحثون على إعداد الشخصية المتكاملة.
والتحية والتقدير لمعلمي وطني والعالم في يوم المعلم العالمي.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي