بوتين اقترح على أردوغان إنشاء مركز لتصديره وتحدث عن نظام عالمي جديد
«وصفة روسية» لتمرير الغاز إلى أوروبا... عبر تركيا
شهدت قمة مؤتمر «التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا» (سيكا) التي عقدت في أستانا أمس، تقديم اقتراح من قبل روسيا بتوريد الغاز لأوروبا عبر تركيا.
وعقدت القمة برعاية رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف وبمشاركة عدد من قادة الدول من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورؤساء أذربيجان إلهام علييف، وإيران إبراهيم رئيسي، والعراق برهم صالح، وفلسطين محمود عباس.
كما شارك وانغ كيشان نائب الرئيس الصيني، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، والرئيس الأوزبكي شوكت ميرزاييف والقرغيزي صدر جباروف، والطاجيكي إمام علي رحمانوف، وفو تي آن خوان نائب الرئيس الفيتنامي، بجانب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو وغيرهم من قادة العالم.
مركز الغاز
وعلى هامش القمة، اقترح بوتين على أردوغان أن تنشئ موسكو «مركزاً للغاز» في تركيا لتصدير الغاز إلى أوروبا، في وقت تراجعت الإمدادات الروسية إلى الاتحاد الأوروبي جراء العقوبات.
وقال بوتين «بإمكاننا درس إمكانية إنشاء مركز للغاز على الأراضي التركية للتصدير إلى دول أخرى» ولا سيما أوروبا، مشيداً بأنقرة التي أثبتت أنها «الطريق الأكثر أماناً حالياً لتسليم» الغاز الروسي.
ولفت إلى أنّ إقامة مركز الغاز في تركيا سيساعد «في تحديد أسعار» هذه المحروقات «الباهظة حالياً»، مضيفاً أنه «يمكننا تنظيم الأسعار من دون تدخّل أي سياسة في ذلك».
من جانبه، قال أردوغان: «نحن مصمّمون على مواصلة وتعزيز اتفاق اسطنبول في شأن (تصدير) الحبوب وكذلك نقل الحبوب والأسمدة الروسية عبر تركيا إلى الدول النامية».
من جهته، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إنه سيتعين على أوروبا شراء الغاز الروسي، و«السيل التركي» هو المسار الوحيد الموثوق به، لذلك تم اقتراح إنشاء مركز غاز في تركيا.
وعن موقف أردوغان من المقترح، أشار بيسكوف إلى أن تركيا مهتمة بتأسيس المركز، و«كان هناك رد فعل إيجابي للغاية ورد فعل مهتم».
ولفت إلى أنه لا توجد اتصالات مع أوروبا حول المسائل المتعلقة بالغاز، مشيراً إلى أنه تم توقيف مخربين حاولوا تفجير خط أنابيب «السيل التركي» على الأراضي الروسية.
عالم متعدد
وفي كلمته أمام القمة، قال بوتين إن موسكو تعمل على إعادة النظر في المنظومة المالية العالمية، مشيراً إلى أن العالم أصبح حالياً متعدد الأقطاب وأن آسيا تلعب الدور الأهم في هذا النظام الجديد.
واتهم واشنطن بـ«تقويض الأمن» في المنطقة وذلك «بسبب وجودها الذي استمر 20 عاماً في أفغانستان».
من جهته، طالب الرئيس الفلسطيني بعقد مؤتمر دولي للسلام وتأمين الحماية للشعب الفلسطيني الذي يتم قتله يومياً، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية «لن تلتزم وحدها» بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل وأنها «ستراجع» مجمل العلاقات معها.
بدوره، أعلن أردوغان أن العالم يواجه مشاكل اقتصادية وأمنية كبيرة، مؤكداً أن بلاده تدعم زيادة عدد الدول المشاركة في المؤتمر وتحويله إلى مؤتمر عالمي.
كما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن الطريق التي تنتهجها بلاده في سياستها الخارجية صعبة وشائكة، مؤكداً أنها بدأت تعتمد على نفسها في مواجهة العقوبات والهيمنة. (أستانا / كازاخستان - وكالات)
تطور ملموس في العلاقات القطرية - الروسية
في لقاء جمعهما على هامش القمة، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أهمية العلاقات بين بلديهما، وأنها تتطور بشكل ملموس.
وناقش الجانبان الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على أسواق الطاقة، وتناولا الصراع على الأمن الغذائي وكذلك الوضع في ليبيا وسورية ومحادثات إيران النووية.
وقال بوتين إن «العلاقات المشتركة تتطور بشكل كبير، وسأكون سعيداً لرؤية أمير قطر في روسيا، وواثقون من نجاح قطر في تنظيم كأس العالم (مونديال قطر 2022)».
وأضاف: «إننا ننقل كل ما يتعلق بتجربتنا في تنظيم بطولة العالم لكرة القدم إلى قطر».
من جهته، قال الشيخ تميم بن حمد: إن «موسكو قدمت دعماً كبيراً لقطر بخصوص اللجنة المنظمة لكأس العالم، ونتطلع لتطوير هذه العلاقات في كل المجالات».
وأشار إلى أن البلدين يرتبطان بصلات تاريخية، لافتاً إلى وجود استثمارات قطرية ناجحة في روسيا.
كما أكد بوتين خلال لقاء جمعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثبات موقف بلاده في شأن القضية الفلسطينية «الذي لم يتغيّر ويستند إلى الشرعية الدولية».
من جانبه، دعا عباس إلى ضرورة تنشيط دور اللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط وإعطائها ديناميكية للمساهمة في تسوية القضية الفلسطينية «لأننا نؤمن بأنه على اللجنة الرباعية أن تمارس مهامها وليس أميركا فقط».