No Script

«الملتقى الثقافي» دشّن موسمه الحادي عشر بكتابٍ للمفكر آلان دونو

«نظام التفاهة»... عندما يفقد المبدع حاسته النقدية

تصغير
تكبير

- طالب الرفاعي: استضافة مفكرين ومثقفين عالميين عبر «Zoom»
- حامد الحمود: الكتاب مثير عقلياً... ولكنه غير معروف عالمياً
- مشاعل الهاجري: حين قرّرت ترجمته قدمته بروح القارئ لا الكاتب

«أن تفتقد حاستك النقدية، فأنت تنتمي إلى (نظام التفاهة)»...

هذه الجملة لخّصت فصول الكتاب الذي ألّفه المفكر العالمي آلان دونو، وافتتحت الموسم الحادي عشر للملتقى الثقافي للروائي الأديب طالب الرفاعي، حيث استهل أمسياته بمحاضرة ثرية بقيمتها الأدبية والنقدية، بحضور مترجمة الكتاب الدكتورة مشاعل الهاجري، وحشد من الأدباء والمثقفين، على رأسهم الأديبة ليلى العثمان والكاتب محمد جواد والدكتورة باسمة العنزي وحمزة عليان وغيرهم، في حين قدم الدكتور حامد الحمود مراجعة مطوّلة تتعلّق بأبرز المحاور التي تناولها المؤلف في كتابه.

في البداية، أعرب الرفاعي عن سعادته بافتتاح الموسم الحادي عشر للملتقى، مستعرضاً أهم المحطات التي توقف عندها منذ تأسيسه، بالإضافة إلى الندوات والمحاضرات التي أقيمت في أماكن مختلفة، مثل رابطة الأدباء الكويتيين، والجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، وما كابده الملتقى لسنوات في إيجاد مقر ثابت له، حتى وجد ركناً في منزل الرفاعي، ليكون حاضنة لكل المثقفين الكويتيين والعرب والعالميين.

ولفت الرفاعي إلى أن فكرة إقامة المحاضرات الفكرية والندوات الثقافية في منزله بدأت عندما طرحها على الأديبة ليلى العثمان والأديب الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، «حيث وجدت ترحيباً وتأييداً كبيرين من طرفهما، ومنذ ذلك الوقت لاقى الملتقى الثقافي حضوراً لافتاً، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى العربي أيضاً، وقريباً سيتسع الأفق ونستضيف باقة من الأدباء والمثقفين والمفكرين العالميين من خلال التواصل معهم عبر منصة (Zoom)».

نقص الأصالة

في غضون ذلك، قدّم الدكتور الحمود مراجعته للكتاب، حيث قال: «عندما شاهدت غلاف الكتاب، تساءلت بيني وبين نفسي: هل للتفاهة نظام؟ فقد اعتدنا أن يكون التافه هو ذلك الشخص الذي لا رأي له، أو أنه يردد كلمات لا يفهمها هو نفسه. لجأت إلى القاموس فوجدت أن معناها (نقص في الأصالة أو الإبداع أو القيم) والذي كان قريباً من ظني».

ولم يَفت الحمود الثناء على دور المترجمة، قائلاً: «الدكتورة مشاعل لم تترجم الكتاب فقط، وإنما وضعت مقدمة تبلغ ستين صفحة يمكن تطويرها لكتاب.

كما أنها وللتسهيل على القارئ العربي، وضعت هوامش وشروحات يمكن أن تطور إلى مرجع لمعرفة الكثير عن المثقفين الأوروبيين وغيرهم الذين اقتبس منهم آلان دونو، فشرحت لنا معاني مثل (Kleptocracy) ومعناها استخدام النفوذ السياسي في الفساد، والذي نعيشه في الكويت أكثر من كندا.

ووضحت معاني مثل البنيوية والتفكيكية، ومئات أخرى من المصطلحات والتعريفات بالكتّاب والمفكرين». وختم كلامه: «الكتاب مثير عقلياً ومهم جداً ولكنه ليس معروفاً عالمياً».

أما مشاعل الهاجري، فقالت: «لا أودّ التكلم عن ترجمة الكتاب بقدر التحدّث عن التجربة في حد ذاتها، فأنا لست مُترجمة بالأساس بل أشعر أنني متطفلة عليها، غير أن الكتاب لفت انتباهي بقوة، ولولا الإلحاح الشديد من دار النشر (دار سؤال) والذي استمر لأكثر من عام لما قمت بترجمته، ولذلك أراه جهداً مستحقاً وليس ضائعاً».

واعتبرت الهاجري بأنها قارئة وليست كاتبة، «وحين قرّرت ترجمة (نظام التفاهة) قدمته بروح القارئ لا الكاتب، ومع ذلك فقد شعرت بالرعب أثناء ترجمته.

يد التعاون الثقافي

قال الأديب الرفاعي إن «الملتقى كان ولم يَزل يمد يد التعاون مع الجهات الثقافية الرسمية في البلاد، مثل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ورابطة الأدباء الكويتيين، وسيتم التركيز خلال الموسم الحالي على الطروحات التي تلامس توجهات الشباب».

سلوكيات مجتمعية

رأى الحمود أن هناك سلوكيات أوعادات مجتمعية عندما تُزاول، تشجع الفرد أن يكون تافهاً، ويتحوّل تافهاً من دون أن يدرك ذلك، «لكن موضوع الكتاب أكبر من ذلك، فموضوعه هو نقد النظم السياسية والاقتصادية والتي بالرغم من نجاحاتها وتفوقها الاقتصادي، تتطلب أن يكون الشخص تافهاً بمعنى أنه لنجاحه في هذه الأنظمة يتطلب منه أن يفقد حاسته النقدية».

«بداهة البداوة»

عزت الهاجري الأصداء الكبيرة التي حققها كتاب «نظام التفاهة» إلى ملامسته لوترٍ في الشعور العربي.

وأضافت «أدعي بأن ذكاء العرب أفضل من الغرب، فنحن لدينا (بداهة البداوة) والتي لاتزال إلى الآن موجودة، أي إننا (نفهمها وهي طايرة)، لكننا نفتقد المنهجية التي يمتلكها الغرب».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي