خواطر صعلوك

عبدالرحمن المطيري... استاذ المساحات!

تصغير
تكبير

رغم أن في الكويت الكثير من الأشياء التي لا يمكن التنبؤ بها مثل الطقس وأسعار العقار وثبات أعضاء مجلس الأمة على العهد... إلا أن هناك أشياء أخرى يُمكن التنبؤ بها، ورؤيتها بشكل جيد وهم الرجال الذين يعملون بإخلاص في هذا الوطن.

ولا شك أن من حصلوا على ثقة سمو الأمير، حفظه الله وأعزه، فهم أهل ثقة، أعانهم الله على حمل الأمانة.

وسوف أكتب اليوم عن تجربتي الشخصية مع معالي الوزير عبدالرحمن المطيري.

السيد عبدالرحمن بداح المطيري (بو يوسف)، وزير الإعلام ورجل الدولة الذي في مكانه الصحيح، والرجل الذي عرفته عن قُرب، حيث كانت لديه قدرة على إيجاد مساحات مشتركة بين مؤسسات الدولة.

نجح في إدارة المشهد الإعلامي بشكل تشاركي وتفاعلي مع الفنانين والإعلاميين والموظفين في وزارته، ومع الصحف والحسابات الإلكترونية، والمجتمع المهني والأكاديميين في الحقل الإعلامي، كما وفر مساحات تعلم للشباب الموظفين من خلال الهيئة العامة للشباب ونهجها التشاركي الذي أرسى قواعده، والهيئة العامة للرياضة والمجلس الوطني للفنون والآداب، والسعي إلى وضع خطط عمل من خلال العاملين فيهما من القيادات والموظفين، وإعداد استراتيجية وزارة الإعلام من خلال موظفيها- وليس شركات ومكاتب استشارية - وتحديث وتطوير الهوية البصرية للتلفزيون، وتشكيل لجنان متابعة وتقييم، والسعي الحثيث من أجل إشراك الجميع ومشاركتهم في النتائج والنجاحات، ومجهود ملحوظ في ما يتعلق بالتحول الرقمي.

لا شك أن الحمل ثقيل - خصوصاً - وأن المؤسسات الثقافية وصحابة الخطاب، كلها تقع تحت قيادته وإشرافه ومتابعته، ولكني أعلم - يا بو يوسف - أنك من أصحاب منهجية إيجاد الحلول والبدائل دون الغوص في المشاكل و«التحلطم» والتعذر بالإجراءات والدورات المستندية.

مما يؤسف عليه أن متوسط استمرار الوزراء في وزارة الإعلام منذ عام 1990 وحتى عام 2022، لا يتعدى ستة شهور إلى سنة، بتغير مستمر وكبير ما يؤثر على تكوين انجاز واضح المعالم، ورغم ذلك فقد استغل السيد عبدالرحمن المطيري خلال فترتين كل إمكاناته وقدراته بالتعاون مع فريق عمله، ليحقق ما شهد له به أهل الكويت من تطور واضح في المنظومة الإعلامية، ووضع أولى بذور العمل المؤسسي في وزارة كانت ترتجل بشكل دائم... وننتظر النتائج وحصد الثمار في الهيئة العامة للرياضة والهيئة العامة للشباب والمجلس الوطني.

قد يبدو المقال مشحوناً بمشاعر المحبة والتقدير، والفرحة بعودته في التشكيل الحكومي، وقد يبدو مقالاً يليق بوزير يودع وزارته وليس يبدأ العمل فيها، ولكنه أيضاً وربما الأهم هي كلمة شكر للمساحات التي تعلمت فيها الكثير من خلال العمل معه، وتشرفت فيها بقيادة فريق التيسير لصناعة الإستراتيجية الوطنية للعمل التطوعي في دولة الكويت، وزادني شرفاً ورفعة مقابلة سيدي حضرة صاحب السمو لتقديمها وأخذ مباركته عليها... والشباب ينتظرون منك الكثير يا معالي الوزير.

أسأل الله التوفيق للجميع أينما كانوا، والحمد لله رب العالمين. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.

Moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي