ناصر الصانع: الكويت بلد المال والشباب فلماذا «نحاتي» انقطاع الكهرباء؟
شهد مقر المشروع الوطني لترشيد الطاقة في العدان الأربعاء الماضي عرس ترشيد حقيقي، إذ تجمع أكثر من 150 طالباً وطالبة من روضات ومدارس إبتدائية عدة تحدوهم الأشواق لرؤية رشود ورشودة ويدفعهم إحساسهم الطفولي للتعبير عن حبهم لحملة ترشيد وتفاعلهم معها بالأناشيد والمسرحيات وقد ارتسمت فرحتهم على وجوهم البريئة وهم يرون أقرانهم من المدارس المختلفة مجتمعين في صالة المسرح لمشاهدة فيلم توعية يدور حول الطفل راشد المسرف في الكهرباء والماء والذي تعرض لشكوى من أجهزة منزلهم الكهربائية وحنفيات الماء وحوكم على إسرافه.
وكان لحضور النائب الدكتور ناصر الصانع ورئيس المشروع المهندس طلال القحطاني وأعضاء مجلس إدارة المشروع، دوره في إذكاء حماسة الأطفال فغنوا وصفقوا وعبروا عن مشاعرهم بما يليق باحتفالية ترشيد التربوية.
وبدأ الحفل بتلاوة من آي الذكر الحكيم قدمتها الطالبة ربى محمد من مدرسة الجيل الجديد، تلتها أغنية تدور حول نعم الماء قدمتها مجموعة من الطالبات أعقبتها مشاهد مسرحية حول الترشيد قدمتها طالبات مدرسة خباب، كما قدمت طالبات مدرسة نورة أغنية أخرى وأنشدت الطالبة رهف الحريش من مدرسة عقيلة بنت عبيد أنشودة، معبرة عن فكرة الترشيد تحث كلماتها على عادة التوفير وعدم الهدر في الكهرباء والماء.
فاق توقعاتي
وألقى النائب الدكتور ناصر الصانع في مستهل الحفل كلمة قال فيها : «بصراحة فوجئت بما رأيت وكنت قد وعدت بزيارة للمشروع الذي شرفنا به جميعاً وحددنا اليوم للزيارة، وعندما دخلت المقر كنت أتوقع أن أشاهد مكتباً وأرى بعض البوسترات، لكني فوجئت بهذا الجمع الطيب وقالوا لي ان شيئاً طيباً فاتني من العروض التي قدمت هذا الصباح، وأتمنى ألا يحرمونا من تسجيل لهذا الحفل كي نتذكر دوماً في حياتنا أننا شاركنا في مثل هذا النشاط، وبصفتي عضواً في واحدة من اللجان وهي لجنة حماية المال العام انتظرت اللجنة الصيف الماضي على أعصابها لترى هل باستطاعتها أن تمثل مجلس الأمة في الإشراف على الطاقة الكهربائية آنذاك؟ وهل سنتخطى هذه المشكلة أم لا؟ وقد وضعنا أيدينا على قلوبنا وقلنا إن شاء الله لا تنقطع الكهرباء، ونحن في بلد مثل الكويت فيها المال والشباب نحاتي انقطاع الكهرباء.. وين قاعدين بالبر أم بالمخيم أو قاعدين في دولة نامية ليس لديها مال...؟ لكن بعد ظهور نتائج الصيف وتعدينا المرحلة الحرجة، بدأنا نتكلم ونسأل ما السبب وكيف تخطينا الأزمة؟ وعرفنا بعد ذلك أن السبب في تعديها أننا تعاملنا معها كلنا بقلب واحد... كل الشعب سواء المواطن والمقيم تجاوبوا، فإذا لم نتحمل المسؤولية دفعنا الثمن كلنا، وبدأنا نسترجع المفاهيم التي كنا نقولها: لا تسأل عما أعطاك الوطن بل ماذا أعطيته أنت».
تبسيط المصطلحات
واضاف الصانع ان «هذه الروح فقدت منذ سنوات لأن هناك شعارات كثيرة شغلتنا مع الدنيا عن خدمة البلد، حتى جاءت حملة ترشيد التي قادها المشروع الوطني، واستطاعت أن تعيد واقعاً مهماً جداً للأذهان والشعور النبيل والاعتزاز بالوطن، حينما طلع وزير الكهرباء المهندس محمد العليم وقال لو أطفأ كل بيت لمبة واحدة لوفرنا طاقة تكفي لإضاءة منطقة كاملة، وهكذا بسط لنا المصطلحات وشعرنا كلنا وأنا منهم بأهمية الترشيد».
حسافة
وقال: «في هذه المناسبة أرفع رسالة إلى سمو رئيس مجلس الوزراء والحكومة، وأتمنى أن هذا الأسلوب الناجح الذي نظم به مشروع ترشيد وحقق نتائج أن يتم تبنيه من قبل سمو رئيس مجلس الوزراء في حملات أخرى لقضايا عامة تتعلق بحب الوطن والتضحية والعطاء يتم تبنيها بذات الأسلوب الناجح الذي طبق في ترشيد كي نشرك المواطن باستمرار في تحمل الهموم والمسؤوليات».
أنتم الشركاء
ومن جهته قال رئيس المشروع الوطني لترشيد الطاقة رئيس جمعية المهندسين المهندس طلال القحطاني: «حاولنا أن نوصل الرسالة لكم فما قدمتموه خلال الصيف ليس بالقليل وأثبتم حسن الظن فيكم، حينما قلنا إن الشريك الحقيقي للمشروع الوطني لترشيد الطاقة ولجمعية المهندسين في هذا النجاح الذي تحقق هم أهل الكويت»، مضيفا «نحن عملنا الواجب لكن ما فعلتموه أنتم نفتخر به على مر الزمان، وحصول جمعية المهندسين على جائزة الإبداع والتميز في الملتقى الهندسي الخليجي الذي عقد في عمان، هو فعلاً إنجاز نهديه إلى سمو الأمير وكذلك إلى الشعب الكويتي، والكلام الذي يتوجب علي إيصاله لكم هو ان الرسالة وصلت ولكن لابد أن تستمر... فهي ليست رسالة يوم، بل نتكلم عن سلوك ومستقبل ومسؤولية ملقاة على عاتقنا كمجتمع، وهي كيف نحافظ على الطاقة».
الشكر قليل
وأضاف ان «المسألة ليست مسألة الحكومة ولا مسألة مجلس الأمة فقط، ومن السهل للإنسان القاء اللوم على الآخرين، ولكن الدور الحقيقي والتحدي الكبير يتمثلان في كيفية قيام الإنسان والشخص والمجموعة والمجتمع بادوارهم تجاه هذا المجتمع ،إذ لا يجب أن ننتظر التوجيه ولا الإملاءات، ولا ننتظر حتى تقع المشاكل كيف نقوم بدورنا... وكلمة الشكر لكم قليلة جداً وجزء بسيط من شعورنا».
الكويت تستاهلكم
وأشار القحطاني إلى أن «الرسالة الضمنية التي نحرص دوماً على توصيلها من خلال لقاءاتنا ومشروعنا تتلخص بأن الكويت تستاهلكم وأنتم أيضاً تستاهلون الكويت، لكن يجب أن نفكر في هذا الكلام وهذا الوطن كيف يستمر، وكيف يبقى شامخاً بأبنائه ويجب أن نقوم بالدور الذي نحس بأنه واجب وطني وأن نتكاتف جميعاً ونتكامل من أجل رفعة هذا الوطن».
انطباعات الوفود
وقالت رئيسة قسم العلوم في مدرسة عقيلة بنت عبيد فاطمة الضويحي ان «وفدنا الطلابي مكون من عشرين طالبة ولدينا أنشطة عديدة تشارك بها المدرسات والموظفات والعاملات، وما رأيناه اليوم يدل على مجهود رائد وعمل يدل على اسم ترشيد، ومن أجل الكويت نخطط للتوسع في التوعية.
مثلث ذهبي
وأضافت : «بالتوعية الصحيحة يصبح هناك مثلث ذهبي تستفيد منه الدولة والمواطن والشركات، وهذا الوعي ينعكس بالإيجاب على ممارستنا اليومية، وهناك طرق نوفر بها الماء والكهرباء ونؤدي بهما أغراضنا دون إسراف».
ومن جهتها قالت مدرسة التربية البدنية في ابتدائية سودة بنت زمعة وفاء الصواغ إن «وفد المدرسة يضم 33 طالبة ولدينا في الفصول حملات ترشيد، إذ خصصنا بعض الطالبات ليشرفن على إطفاء الإنارة وأخريات كقائدات للإشراف على المغاسل والماء حتى صارت كل واحدة تتنافس مع الأخرى على العمل».
وعي اضافي
وقالت مدرسة اللغة الإنكليزية في ابتدائية نورة راشد السيف بنات منيرة المطيري إننا «استعددنا لهذه المناسبة وجهزنا بعض الأغاني للطالبات عن الترشيد، ولدينا في قسم اللغة الإنكليزية بوسترات ومسرحيات، واتوقع أن تكون هذه الزيارة مثمرة وتنعكس وعياً إضافياً على طالباتنا اللواتي سعدن بالتعرف على ما يجري في مقر مشروع ترشيد».
أما المدرسة في روضة المروج خولة الأمير فقالت: «وفدنا مكون من 26 طالباً، وهذه الزيارة نعتبرها مهمة لأنها تزيد من وعي الطلاب وهم في هذه السن الصغيرة، وإن شاء الله سيستفيدون منها إفادة كبيرة لأنها تتعلق بأهم ممارسة في حياتهم الا وهي الترشيد.
مسرحية جميلة
ومن روضة السنابل تقول منيرة الحمدان ان القائمين على هذا المشروع يستحقون الشكر وبالنسبة لنا فقد أقمنا يوماً كاملاً للترشيد تضمن مسرحية وفعاليات وقد اصطحبنا عشرة أطفال من صبيان وبنات وشاهدوا المسرحية التي قدمت وأسعدتهم كثيراً فعاليات هذا الملتقى الطيب في مقر المشروع الوطني لترشيد الطاقة.
ومن روضة الكوثر تحدثت المدرسة رنا الفارسي فقالت ان وفد الروضة يضم 48 طالباً وقد أسعدهم ما عرض أمامهم من أفلام ومسرحيات وما رأوه في مراكز الاتصال... وإن شاء الله بعد عودتنا سوف نجري تقييماً لمدى استفادتهم من هذه الزيارة ورصد وعيهم بمسألة الترشيد.
زيارة مثمرة
واعتبرت رئيسة قسم العربي في مدرسة محمد اسماعيل الغانم جليلة العريان ان «وفد المدرسة ضم 36 طالباً وفي قسم العلوم لدينا نشاط ترشيد جيد، إلا أن مارأيناه هنا أكثر من رائع ومفيد، وهذه الزيارة أوحت لنا بالكثير وبعد العودة سوف نقيم مسابقة لمعرفة مدى استفادة الطلاب من هذا العرض».
وذكرت حمدة العتيبي من مدرسة المزدلفة للبنات إن «المدرسة لديها فريق خاص بها أعد مسابقة عن ترشيد الكهرباء، وخلال زيارتنا لمقر العدان قدموا لنا بوسترات وهدايا من ترشيد وكان تجاوب الفتيات كبيراً في هذه الفعاليات».
دور التوعية
وقالت عالية حبيب من روضة الدانة انه «منذ فترة قريبة أقمنا يوماً كاملاً للترشيد تضمن مسرحيات وتوزيع بوسترات، وفي بعض الفصول عملنا رشود ورشودة، وأثناء نشاطنا المدرسي كان لدينا أنشطة عن الترشيد في الكهرباء والماء، ولاشك أن هذه الزيارة عززت دورنا في التوعية وكان دور المشروع مكملاً لها من خلال الهدايا والبروشورات الجميلة».
وفي نهاية الحفل جالت الوفود الطلابية في مراكز الاتصال ومركز ترشيد واطلعت على سير العمل فيها، كما وزعت عليها الهدايا والبوسترات، والتقطت الصور التذكارية أمام بوستر ترشيد الضخم في مدخل المقر... وبعد انتهاء الجولات التقت الوفود ثانية في صالة المسرح، حيث قدمت فقرات شارك فيها الطلاب والطالبات وتضمنت أهازيج وعروضاً مسرحية وتصفيقاً وتعارفاً بين الوفود. واختتم الحفل بتوزيع الهدايا والدروع .