العيسى: العبرة من مصاب الحسين أن تبقى رسالة الرسول الأكرم
حضور أمني
وفي اليوم الثالث في ذكرى عاشوراء، واصلت الحسينيات احياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين، حيث اقيم في «مجلس أبا ذر الغفاري» مجلس عزاء بحضور السيد محمد باقر المهري، والشيخ ميرزا كمال الدين الحائري الاحقاقي، والسيد جاسم جمعة، والسيد حسين القطان ولفيف من المؤمنين.
وبدأ الشيخ علي العيسى المجلس بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ومن ثم تناول كيفية تحدي الرسول الأكرم العالم بأسره من الانس والجن بأن يأتوا له بآية أو سورة أكثر بلاغة وقيمة من القرآن الكريم، وعجزوا عن تحقيق ذلك، معتبرا ان «طلب الرسول له أكثر من دلالة فكرية وبلاغية وايمانية».
وأشار الى ان «القرآن هو ربيع القلوب، وتميزه يكمن بأنه سيبقى ولن ينسخه كتاب، ولن يأتي كتاب لينسخه، بل ختمت النبوة والأنبياء والمرسلون به، وختمت الكتب كلها أيضا به، أي القرآن اصل الكتب كلها، والكتب الاخرى فروع ليس أكثر، وما من نبي جاء ومعه كتاب الا ورحل الكتاب معه إلا الرسول محمد عليه السلام، فكتاب القرآن لا يزال معنا وفينا حيا، وبقيت أحكامه، وستبقى إلى يوم يبعثون، إلى يوم القيامة».
وأشار الشيخ العيسى الى ان «القرآن تضمن أمورا كثيرة لا تخضع للعد من العلم والمعرفة، ومن ضمن ما تضمنه الإخبار عن المستقبل، وعن أمور ستحدث في المستقبل، والكثير منها حدث، لم يخبر القرآن بالتوقع بل جزم الحدث وما يليه، تحدث من غير مغايرة مما جعل المؤمنين على يقين دائم».
وقال ان «الله في جزمه لا يستطيع اي شخص مهما بلغت قوته أن يتجاوز جزمه، أي الله يريد وابن آدم يريد ولا يكون إلا ما يريد الله، فإرادة الله فوق كل شيء، وأوضح أن عدل القرآن لا عدل بعده، وان أهل بيت الرسول من عدل القرآن فمن تمسك بكتاب الله وبأهل بيت الرسول لن يخسر أو يضل، كما ان الرسول أخبر اكثر من مرة عن الأرض التي سيقتل فيها الحسين وأهل بيته، وقد روى ابن حجر الهيثمي في كتابه «الصواعق المحرقة» ان جبرائيل ابلغ النبي بأن الحسين سيقتل في أرض يقال عنها كربلاء، وقد اخبر الحسين، والحسين كان يمشي على هذا الاخبار، لذلك حينما وصل مع قافلته الى تلك الارض سأل عن اسمها قيل له الغابرية، وآخر قال الطفوف، والعق، ونينوى، وأخيرا قيل له انها تسمى كربلاء، حينها تنفس الامام الحسين وقال «انها الارض التي وعدتها، هنا سنحط الرحال، وهنا سنكون من الشهداء».
بعد ذلك قدم الشيخ علي العيسى مجلس العزاء شارحا دور الامام الحسين وأهل بيته في الحفاظ على الاسلام، والعبرة من مصابهم الجلل في ان تبقى رسالة الرسول الأكرم.