No Script

ألوان

إدارة الفنون بالمجلس

تصغير
تكبير

يتزايد عدد الفنانين التشكيليين الكويتيين باستمرار، وهذا شيء طبيعي وقد تضاعف كثيراً بعد التحرير، فقد كانت الأسماء معروفة ومحدودة لكن إنتاجها الفني يفوق كثيراً من حيث جودة الإنتاج الفني، حيث كانت هناك أعمال إبداعية كثيرة بينما هذا ما نفتقده في الوقت الحاضر!

ويتعامل الفنانون مع جهتين تعنيان بالفن التشكيلي، الأولى رسمية متمثلة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والثانية ضمن جمعيات النفع العام، وهي الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية.

وهناك مناصب في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مهمة بالنسبة لكل فنان تشكيلي لطالما أنه يتعامل مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من أجل الاشتراك في معارض مشتركة، أو من خلال تنظيم معرض شخصي، ومتى ما حقّق التميز حصل على فرصة للمشاركة في معرض خارج الكويت سواء كان معرضاً مشتركاً أو منفرداً.

وليس كل من شغل هذه المناصب هو ناجح في عمله، لأنه يتطلب منه أن يكون إنساناً عادلاً وإدارياً ناجحاً يقف على مسافة متساوية بين كل الفنانين التشكيليين وأن تكون لديه ثقافة عن الفن التشكيلي وهذا ما نفتقده بشكل كبير.

ولقد عرفت عمن شغل هكذا مناصب الكثير من المواقف والأحداث التي تدعو للفخر، لكنها قليلة مقارنة بالمواقف والأحداث التي تدعو للغضب والإحباط على المستوى الشخصي وعلى مستوى بقية الفنانين الذين ما إن تسألهم عمن شغل مثل هذه المناصب إلا وروى لك سلسلة من القصص التي تكاد لا تصدق!

وكانت الفضيحة الكبرى عندما تكونت لجنة لتقييم معرض أقامه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فجاء من رفض الأسماء الفائزة التي اختارتها اللجنة التي تم اختيارها من خارج الكويت، وتم تغيير الاسماء فرفض أحد أعضاء اللجنة هذا التصرف وهو فنان تشكيلي إماراتي، فقيل له: إننا نحضركم هنا ونتكفل بالتذكرة والفندق والطعام والمكافأة، وما عليكم إلا التوقيع، فرفض الفنان الإماراتي ذلك الأمر وسافر، بينما صمت بقية أعضاء اللجنة الذين ينتمون إلى أكثر من دولة عربية!

إن مثل هذا التصرف هو سيئ للغاية لأنه يسيء للكويت أولاً، ويسيء إلى مَن يشغل هكذا منصب، حيث إنه يقع تحت مظلة سوء استخدام السلطة.

ومن الأمور المؤسفة انه كان اذا اشترى المجلس لوحة أو أكثر من فنان فإن الفنان يتعرض إلى «المكاسر» وكأنه في «سوق الجمعة»، لكن هذا المكاسر يتم مع بعض الأسماء بينما لا يمارس ذلك الأمر مع فنانين معينين آخرين!

ومن المواقف لأحد الذين شغلوا مثل هذه المناصب أنه رفض صرف «ستاند» من أجل تعليق اللوحات كون الفنان الكويتي كان يريد المشاركة في معرض غير تابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهذا هو القانون، فتقبل الفنان ذلك، لكن بعد أقل من أسبوع اتصلت به فنانة تشكيلية غير كويتية وطلبت منه «ستاند» لأنها تريد المشاركة في معرض خاص بها، فأمر العمال بالعمل على نقله إلى موقع المعرض!

وكانت العلاقة بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والجمعية الكويتية للفنون التشكيلية متذبذبة ليس لأنه توجد قضايا تقف عائقاً أمام جعل العلاقة ودية بل بسبب طبيعة بعض الشخصيات التي تدير تلك العلاقة بين «المجلس والجمعية»، فعندما تكون العلاقة طيبة بينهما فإننا نشهد تعاوناً ونشاطاً يأتي لصالح الفنانين التشكيليين الذين ينتمون إلى أكثر من جيل ومدرسة، وعندما تسوء العلاقة بينهما فان الفنانين التشكيليين يدفعون ثمن ذلك الأمر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي