No Script

ربيع الكلمات

أحسنوا الاختيار... والتحديات كبيرة

تصغير
تكبير

أحسنوا الاختيار من أجل مستقبل الكويت فالتحديات الداخلية والخارجية كبيرة، ونحن أمام فرصة تاريخية لتعديل المسار، وهذا الأمر بيد الناخب لأنه صاحب الكلمة في هذا اليوم والعرس الديموقراطي، وقد يكون حسن الاختيار صعباً وليس بالأمر الهين نتيجة تراكمات سابقة من شراء ولاءات الناس عبر تقديم مجموعة من الخدمات والمعاملات، ومع ذلك يجب أن نتسامى عن مصالحنا الذاتية ونفكر في الأجيال القادمة وفي الوطن الذي يحتاج منا إلى فزعة في المجالات كافة.

عندما نذهب إلى صندوق الاقتراع علينا أن نبتعد عن العصبيات القبلية والطائفية، ونعطي الصوت للأفضل والأصلح الذي سيخدم البلد، وهل هذا المرشح يستحق الصوت والتزكية أم لا، ونضع عليه بعض المجاهر لنتعرف على مواقفه السابقة عن قرب أكثر.

والسبب في حسن الاختيار هو أن الأولويات المقبلة مختلفة كثيراً عن السابقة، فهناك الكثير من الخطط والبرامج وعلى مختلف الأصعدة تحتاج إلى تعاون وثيق بين الحكومة والمجلس، خاصة وأن هناك مبادرات إيجابية من قبل الحكومة خلال الأيام الماضية من محاربة شراء الأصوات، وعدم التدخل في الانتخابات، ومنع الواسطة عن طريق تسهيل الأمور والإجراءات، والتصويت بالبطاقة المدنية لمنع التزوير الحاصل من خلال نقل القيود الانتخابية.

وهناك العديد من المواضيع والملفات التي تهم كل بيت كويتي في انتظار المجلس المقبل، خاصة القضية الإسكانية التي تعتبر من أهم احتياجات الأسرة الكويتية، وهو سبب أساسي للاستقرار، والاهتمام بالقضية التعليمية والصحية، وتعديل رواتب الموظفين الذين ليس لهم كوادر، و45 في المئة من موظفي الدولة لم تتم زيادة رواتبهم، وكانت المرتبات قبل 10 سنوات تكلف الميزانية 3 مليارات دينار كويتي، أما الآن فقد تجاوزت 12 مليار دينار، وذلك بسبب الزيادات غير المدروسة التي تمت خلال السنوات الماضية.

من الأمور المهمة، ومع الأسف لم نجد اهتماماً من قبل المرشحين على الرغم من أهميتها، وهي موضوع الاقتصاد ودعم القطاع الخاص كشريك أساسي في عملية التنمية، ويجب ألا نتفاءل كثيراً بارتفاع أسعار النفط وقد ترتفع أكثر، ولكن هذا الارتفاع سيعقبه انخفاض أو إيجاد مصدر بديل، لذلك لابد لاقتصادنا أن يكون منتجاً بشكل حقيقي، قادراً على الاستمرار وإن احتجنا إلى هيكلة وإلغاء بعض المؤسسات وبناء مشاريع حقيقية وليس إسكات الناس بزيادات موقتة.

إن الانتخابات اليوم قد تكون من أهم الانتخابات التي تجري في الكويت، خاصة بعد الخطاب التاريخي الذي رسم لمرحلة جديدة في تاريخ الكويت السياسي، والذي انعكس على أداء الحكومة وهذا ما نشاهده من محاربة الانتخابات الفرعية وغيرها من القرارات الإصلاحية، وهو توجه محمود يهدف للخروج من عُنق الزجاجة والمشاكل السياسية التي عَصفت بالكويت خلال الفترة الماضية، وهي بداية لمرحلة جديدة.

ولعل جلسة مجلس الوزراء السابقة كانت مليئة بالانجازات وقدمت حلولاً عملية وتحرير أراض للرعاية السكنية، حيث تنازلت وزارة الدفاع عن موقع معسكر لواء الجنوب (غرب مدينة صباح الأحمد السكنية) للمؤسسة العامة للرعاية السكنية، إضافة للمشاريع التنموية مثل مشروع المدينة الترفيهية، ومشروع حديقة الشعب، ومطار الكويت الدولي، والمدن العمالية، والعديد من المشاريع الأخرى.

ونحن في عرس الكويت الديموقراطي أحسنوا الاختيار، والتحديات أمامنا جداً كبيرة والناس وايد متفائلة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي