No Script

خواطر صعلوك

شغلتك على المدفع... بروروروم!

تصغير
تكبير

إن وجود رئيس وزراء مُصلح ومخلص ليس كافياً لإزالة العوائق في المؤسسات، حتى لو نزل سموه بنفسه لإصلاح ما أفسدته الحكومات السابقة... ومنها «الأداء الوظيفي».

عزيزي القارئ، لا تستغرب إذا اقسمت لك بالله أن أكثر من 90 في المئة من موظفي الدولة لا يعرفون توصيفهم الوظيفي، رغم أنهم سمعوا يوماً ما أن هناك شيئا اسمه «التوصيف الوظيفي»، ولكنهم لم يطلعوا عليه ولم يُخرجه لهم أي قيادي لكي يقرأوا ما فيه من مهام وواجبات ومسؤوليات.

ونسبة الـ 90 في المئة التي وضعتها في الأعلى هي نسبة أقل من الواقع، ولكني وضعتها لكي لا أحنث في قسمي.

وأقسم لك بالله مرة ثانية، أن موظف الاستعلامات الذي قابلته الأسبوع الماضي ورأيته كيف يعامل المراجعين، ويأخذ «امتياز» كل سنة، هذا الرجل يعتقد أن من ضمن توصيفه الوظيفي أن يستقبل الجمهور «بنفسية خايسة» طالما أنهم لا يحملون واسطة أو معرفة تأهلهم للحصول على معلومة أو ابتسامة من سيادته، وأن هذا الرجل وأمثاله لا يختلفون عن «إسماعيل ياسين في البحرية» عندما سُئل عن وصفه الوظيفي على المدفع... فقال «بورورورم».

ولكي لا أتفذلك أو أتفلسف على أحد، أو أزايد معرفياً على قارئ من القراء «حاشا لله»، أو موظف من الموظفين، ولكي لا يعتقد قارئ من القراء أنني أكتب تحت الضغط الانفعالي، فلكي أكون صادقاً معك فأنا فعلاً أكتب تحت الضغط الانفعالي بسبب ما أشاهده في مؤسسات الدولة من غياب أو جهل بما يسمى بالوصف الوظيفي رغم أهميته القصوى.

ولكي أُريحك وأنا أعلم أنك غير مرتاح من هذا الطرح، فقد أحضرت لك من «Google» ومن أول موقع صادفني تعريف الوصف الوظيفي، وهو عبارة عن وصف مكتوب للعمل الذي يقوم به الموظف بدءاً من عناصر العمل الأساسية التي تحدد هذا العمل، ويتكون الوصف الوظيفي بشكل عام من معلومات أساسية عن العمل وتتضمن هذه المعلومات فقرة قصيرة عن الأهداف الأساسية التي يجب أن يقوم بها الموظف، واسم العمل الوظيفي، كما تضمن عبارات مفصلة عن المسؤوليات والواجبات مع وصف كل واجب ومسؤوليته في فقرة منفصلة.

إنني أرجو منك عزيزي الموظف وأختي الموظفة... أن تدخلا غداً على مديريكم في العمل وتسألوهم عن وصفكم الوظيفي... فإذا قدر الله وكان الوصف الوظيفي موجوداً واستطعتم أن تحصلوا على نسخة منه، وهو ما أراهن على عدم وجوده، فسوف تكتشفون أن هناك الكثير جداً من المهام التي تقومون بها غير مطلوبة منكم، وأن هناك الكثير جداً من المسؤوليات المطلوبة منكم لا تقوموا بها، وأن غالبية الموظفين الجدد يتعلمون من موظفين أقدم منهم، دون أن يعرف القديم أو الجديد ما هي حدود مهامه، وماهي واجباته فعلاً.

قد يبدو هذا الموضوع سخيفاً في رأي البعض، وأنه من البدهي أن يعرف كل موظف وصفه الوظيفي، وأنني كاتب أبالغ في تصوراتي الانفعالية... وسوف اتفق معهم في ذلك، وأغير الموضوع وأتكلم عن الماضي وليس الحاضر، فنحن نعشق الماضي.

في إحدى الإحصائيات التي أوردها المعتمد السياسي البريطاني في الكويت خلال الثلاثينيات من القرن العشرين، تشير إلى أن العامل والبحار الكويتي لديه مهارة عالية، فمن بين 160 سفينة شراعية كويتية خرجت في رحلات موسمية إلى الهند وأفريقيا، غرقت سفينتان فقط، أي 1،2 في المئة.

Moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي