No Script

سافر إلى ذاتك

عن العلاقات

تصغير
تكبير

صديق اليوم عدو الغد، وحبيب اليوم قد يصبح عدو الغد، والقريب اليوم هو بعيد الغد، كما تتغير الحياة وتتبدل في فصولها وأحداثها وتفاصيلها يتغير البشر، فأنت طفل الأمس وشاب اليوم وشيخ الغد.

لذلك دائماً لا تفتح خزنتك وأسرارك لأحدهم بتفاصيلها، فأنت لا تعلم كيف تتغير العلاقات، قد تكبر وقد تصغر وقد تنطفئ وقد تختفي، ولأن البشر لا يحسبون حسابات التغيير ولا يظنون أن الخصومة والفجور بها أمر يحدث في الغالب، صار الكثير يتعرض لاضطراب ما بعد الصدمة نتيجة العلاقات التي تتبدل أحوالها وظروفها بشكل مفاجئ وغير متوقع أو بلا سبب أو موقف.

ولأن العلاقات فن يحتاج فناناً يتقن إخراجها ورسمها بشكل صحيح، صار لابد أن يعرف الجميع أن العلاقة مهما كانت عميقة لابد أن يكون فيها جزء من السطحية وأسرارك ومشاكلك الخاصة ناقش بها مختص وليس صديقك أو قريبك، فالمختص يتقن إعطائك حلولاً للمشكلة، أما الأصدقاء والأقرباء يملكون آذاناً فقط لسماعها، قد يرشدونك ولكن ذاكرتهم ستحمل ما عانيته وما مررت به وما حدث لك، ولا تستبعد أن يُنشر أمرك في أي خلاف عادي أو لحظة تبدل مكانتك من الأول إلى الأخير، كما أن حاجاتنا من العلاقات يجب أن تكون واضحة وأفضل أن تكون مكتوبة بشكل دقيق لتعرف ماذا تريد من الصديق وماذا ستقدم للصديق وماهو حد علاقتك به؟

ولأن الحياة سر انتعاشها واستمرارها هي العلاقات الصحية، عملت جامعة هارفرد، دراسة كاملة عن أهم سر للسعادة واستمرت الدراسة 75 سنة تقريباً، واستُنتج بها أن العلاقات الصحية هي التي تدوم وتنعش الأفراد وتساعدهم في الصحة العقلية والنفسية، وأكمل ذلك الطبيب النفسي جورج فايلانت، الذي عمل دراسة من سنة 1972 إلى 2004، وتبين أن هناك عنصرين أساسيين في الحياة وهما الحب، ثم إيجاد طريقة للتعامل مع الحياة التي تقاوم موت الحب أو خسارته، وهذه الدراسة هي تدريب للتعامل مع المشاعر المفاجئة وتقبل التغيرات الطارئة وغير المتوقعة، ولأن مهما بلغنا من أموال ونجاحات وصحة بدنية دون علاقة لن تنتعش حياتنا، يجب أن نختار الصديق الصح والعلاقة الصح والشريك الصحيح، أي بمعنى أكثر دقة هي الخيارات الناضجة التي تعرف أننا مغادرون ومتغيرون وتتبدل أحوالنا على الدوام، نستمتع باللحظة ونتقبل خسارة اللحظات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي