No Script

من الخميس إلى الخميس

ما أسهل الحصول عليها... وما أصعب الوصول إليها

تصغير
تكبير

هل تبحث عن راحة النفس؟ الجواب هو: ومن لا يبحث عنها!

راحة النفس هي السلام الداخلي؛ هي أول مفاتيح السعادة، الكل يحلم بها.

إذا فقدت تلك الراحة تشعر بالحزن والتعاسة وتستمر تفتش عنها حتى إذا وجدتها لا ينجح معظمنا للأسف في المحافظة عليها.

معظم سكان الأرض يولدون ويموتون وهم يبحثون عن السلام الداخلي بعضهم لا يعرفه إلا نادراً، والبعض يستمتع به أحياناً؛ والسعداء هم من يعرفونه في معظم أوقاتهم.

السلام النفسي له مفاتيح وأسرار، ليس كل من عاش فوق كوكبنا من البشر ينجح في امتلاك مفاتيحه ومعرفة أسراره؛ بل إن أكثر الناس لا يكون لهم منه نصيب إلا للحظات، تلك اللحظات هي عمرهم الحقيقي في هذه الحياة، السلام النفسي، سلام داخلي، لا يأتيك من الخارج، لا تستطيع أن تشتريه بالمال ولا يأتيك عبر المنصب أو الجاه، يقول المهاتما غاندي:«السعادة ما تقول وما تفعل وما تفكر بتناسق وانسجام»؛ كلها، قولك وفعلك وتفكيرك، عناصر داخلية لا تجدها خارج ذاتك.

إذا أردت راحة النفس فعليك بعناصر نفسك، قوّي جسدك؛ ونميّ عقلك؛ واشبِع روحك، فقط الحكماء هم من عرفوا كيف ينسجمون مع عناصر أنفسهم فكسبوا راحة البال وتحققت لهم أطول فترات السعادة، تقول الكاتبة الفرنسية سيدوني غابرييل:«أن تكون سعيدا، تلك هي إحدى الطرق لتكون حكيماً».

راحة النفس والسلام الداخلي هما طريق الحكمة، إذا أصلحت جسدك بالرياضة والغذاء الصحي؛ وأشبعت عقلك بالقراءة والاستماع النافع؛ وملأت روحك بالصلاة والتأمل فقد اكتسبت مفاتيح راحة النفس ولم يتبقَ سوى ان تُدّرب نفسك على مهارات القفز فوق الكراهية لتملُكَ الحكمة. القفز فوق الكراهية عرفها القليل من البشر المميزين، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:«ما يفعل أعدائي بي وجنتي وناري في صدري، السلام أن تهجر أعدائك دون أذى»، ويقول الزعيم مارتن لوثر كنج:«الظلام لا يقدر أن يطرد الظلام، النور وحده هو الأقدر على ذلك، والكراهية لا تطرد الكراهية، المحبة فقط قادرة على ذلك».

ما دمت تعمل فسيكون لك أعداء يحاولون النيل منك، قد ينجحون في هزيمتك وقد ترى معهم أن العدالة مفقودة على هذه الأرض، لكنك إذا خسرت السلام النفسي فإنك تكون قد حققت لهم أهدافهم، تذكّر ما قالته الأديبة الأميركية هيلين كيلر:«الحياة السعيدة لا تكون في غياب المشّاق ولكن في السيطرة عليها».

سيطر على كراهيتهم لك بالمحبة والتسامح فهما عنصرا النجاح اللذان لا ينهزمان أبداً، وتذكّر دائماً أن راحة النفس تأتيك في أبسط الأمور، يقول العالم ألبرت انشتاين:«طاولة، كرسي، وعاء من الفاكهة، ماذا يريد الإنسان أكثر ليكون سعيداً».

انه السلام الداخلي نبحث عنه جميعاً، وإذا نسينا كل ما سبق فلا يجب أن ننسى قول رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم):«من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا»، إنها راحة النفس ما أسهل الحصول عليها؛ وما أصعب الوصول إليها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي