No Script

ربيع الكلمات

وزارة الداخلية... والحرب على المخدرات

تصغير
تكبير

أصل الشرور والمشاكل والمصائب هي المخدرات، وبسببها تتشتت وتفكك الأسر ويضيع مستقبل الأبناء، وصرنا نسمع كثيراً عن الحوادث والجرائم التي سببتها هذه المواد المسمومة، لأنها تفسد العقل وتجلب الهموم والأمراض وتستنزف الأموال، وهي خطر يهدد المجتمع والشباب لأن خسائرها وآثارها كبيرة على النفس والمجتمع والاقتصاد على حد سواء.

أما الأسباب التي تؤدي إلى لجوء الشباب إلى هذه السموم فهي كثيرة، ومنها ما يعود بسبب الفرد أو الأسرة أو المجتمع، أما ما يعود على الفرد فتكون بسبب أصدقاء السوء والفضول والمشاركة معهم للتجربة، وقد يكون وقت الفراغ من الأسباب التي تنتشر بصورة كبيرة هذه الأيام وعدم وجود أماكن للترفيه، كذلك الهموم و المشاكل اليومية ما تتسب بضغوط، وتوافر المال بكثرة لدى الشباب، فدائماً يشتري الأغلى بكل سهولة ويكون لديه حب للاستطلاع والتجربة لذلك يقوم بشراء هذه السموم.

وهناك أسباب تعود بسبب الأسرة، حيث يشكل الوالدان نموذجاً سيئاً للأبناء وعدم محافظتهما على حسن الخلق بينهما وبين أبنائهما، وإدمان أحد الوالدين سبب مهم كونه يشكل قدوة لأبنائه، ولعل القسوة على الأبناء من الأسباب التي تؤدي إلى تعاطي الشباب لهذه المواد.

كذلك لاننسى دور المجتمع في انتشار مثل هذه الآفات عند معالجتها، حيث يمثل الانفتاح الاقتصادي على الكثير من الدول على تشجيع أصحاب النفوس السيئة، وغياب دور المدرسة والإعلام، وللمسجد رسالة مهمة في توعية أولياء الأمور والشباب لهذه الآفة.

ولاشك أن هناك آثاراً لهذه الآفة، فمن الآثار الاقتصادية هو حجم خسارة المجتمع لهؤلاء الشباب الذين كان من الممكن أن يساهموا في نهضة وإعمار أوطانهم، وحتى لو عملوا فسيكون بلا كفاءة بسبب ضعف عام في بنية هذا الإنسان وتشتت أفكاره، وصعوبة كبيرة في إعادة تأهيله مرة ثانية والمبالغ الكبيرة المطلوبة للتأهيل.

ولعلاج هذا الداء، يجب تكامل جميع الأدوار الأمنية والاجتماعية والدينية، فهناك دور للبيت بتوعية أبنائه، ودور للمدرسة بتوجيه التلاميذ والتحذير من هذه الآفة، والمسجد له دور في توجيه الرأي العام وخطر المخدرات والتحذير منها والبعد عن أصدقاء السوء.

وبالرغم من جهود وزارة الداخلية، مشكورة بالحرب على تجار المخدرات إلا أنها في تزايد، وهذا الأمر يحتاج إلى تعاون وتكامل دولي في مواجهة المخدرات، وذلك بسبب الانفتاح الكبير الحاصل في العالم اليوم.

إن ما يحدث للشباب في هذه الأيام هو في الحقيقة حرب حقيقية تهدف إلى تدمير جيل شبابي كامل، والدليل هذه الكميات الكبيرة من المخدرات التي قامت وزارة الداخلية، مشكورة بإلقاء القبض على تجار هذه السموم. الوعي مطلوب في هذه الأيام ولا ننشغل عن الشباب والأبناء.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي