ميتشيل في بيروت الاثنين في بداية جولة في المنطقة

لبنان: جونز ناقش مع كبار المسؤولين ملفات أمنية وسياسية واعداً بإعادة النظر في شمول اللبنانيين بإجراءات المطارات الأميركية

u0627u0644u0631u0626u064au0633 u0627u0644u0644u0628u0646u0627u0646u064a u0645u064au0634u0627u0644 u0633u0644u064au0645u0627u0646 u0645u0633u062au0642u0628u0644u0627 u062cu0648u0646u0632 u0641u064a u0627u0644u0642u0635u0631 u0627u0644u062cu0645u0647u0648u0631u064a u0627u0645u0633tt(u0627 u0641 u0628)
الرئيس اللبناني ميشال سليمان مستقبلا جونز في القصر الجمهوري امس (ا ف ب)
تصغير
تكبير
|بيروت - «الراي»|

أخذت العناوين السياسية اللبنانية «الإشكالية» استراحة «شكلية» امس مع انهماك بيروت في استقبال مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جيمس جونز الذي التقى امس كبار المسؤولين على ان يستكمل اليوم محادثاته وذلك قبل يومين من وصول مبعوث الرئيس الأميركي لعملية السلام جورج ميتشيل الذي يزور لبنان الاثنين في بداية جولة في المنطقة للتشاور حول أفكار أميركية جديدة لإحياء مفاوضات السلام على المسارين الفلسطيني والسوري.

وقد اكتسبت محادثات جونز في بيروت، التي يزورها في اطار جولة على المنطقة تناولت الرؤية الاميركية للامن والسياسة والسلام، أهميتها نظراً الى العناوين التي تركّز عليها البحث والتي شملت:

* المساعدات العسكرية الاميركية للجيش اللبناني، حيث استكمل جونز مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان المحادثات التي أجراها معه خلال زيارة الأخير لواشنطن قبل نحو شهر ونصف الشهر، وجرى البحث بعمق في احتياجات لبنان العسكرية ومدّه بالأسلحة المتطورة التي تمكنه من مواجهة الإرهاب وبسط سلطته على أراضيه.

* التعاون في مواجهة بؤر الإرهاب في المنطقة ولبنان.

* عدم التزام إسرائيل بالانسحاب من الجزء اللبناني من قرية الغجر.

* عملية السلام في المنطقة حيث أصرّ لبنان على مرجعية مدريد وحق العودة للفلسطينيين الى ديارهم وفق المبادرة العربية للسلام.

* إجراءات الأمن المشددة في المطارات الأميركية والتي شملت عدداً محدداً من الدول بينها لبنان، حيث ابدى المسؤولون اللبنانيون انزعاجهم الشديد من هذه الإجراءات التي قال المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان نبيه بري ان جونز وعد بإعادة النظر فيها.

* القرار الاميركي بمعاقبة شركات أقمار اصطناعية تبث عبرها محطات تعبتبر واشنطن انها تحرض على العنف والإرهاب.

وقد كرّر الرئيس سليمان موقف لبنان الرافض للتدابير الاميركية الامنية حيال المسافرين من لبنان الى الولايات المتحدة، والاعلامية في ما يتعلق ببث بعض المحطات التلفزيونية، مشدداً في هذا السياق على ثوابت لبنان «بمواجهة الارهاب وفي الدفاع عن الحريات الاعلامية التي تشكل ميزته الديموقراطية».

ورأى ان «مثل هذه التدابير المنوي اتخاذها تساهم في الاساءة الى العلاقات اللبنانية - الأميركية»، مبدياً امله في «ان يتم إلغاؤها»، ومكرراً «رفضه ورفض مجلس الوزراء لهذه التدابير».

وشكر رئيس الجمهورية لنظيره الأميركي باراك اوباما موقفه من لبنان مبدياً أمله في تعجيل وتيرة المساعدات كي يتمكن الجيش والقوى الامنية اللبنانية من حفظ الامن والاستقرار، لافتا الى ان لبنان يطبق القوانين الاعلامية ويتخذ التدابير الامنية اللازمة في المطار.

وكان جونز نقل تحيات الرئيس الاميركي الى نظيره اللبناني، وتقدير اوباما زيارة سليمان الاخيرة لواشنطن، منوهاً بالجهود التي بذلها طوال الفترة السابقة من اجل ترسيخ الامن والاستقرار في الداخل واعادة مكانة لبنان واحترامه على الصعيد الدولي، متطلعاً الى التعاون المشترك في المرحلة المقبلة وتحديداً على صعيد مجلس الامن الذي انضم اليه لبنان كعضو غير دائم لعامي 2010 و2011.

وأطلع المسؤول الاميركي الرئيس سليمان على اهداف جولته في المنطقة التي شملت السعودية والاراضي الفلسطينية واسرائيل والتي تصب في رغبة الرئيس الاميركي في اعادة تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط في العام 2010.

وجدد جونز استعداد الولايات المتحدة لتقديم المساعدات الى الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية، لافتاً الى ان هذا الامر سيتم البحث فيه خلال زيارة وزير الدفاع الياس المر لواشنطن الشهر المقبل.

واذ لفت الى العلاقات المتينة بين لبنان والولايات المتحدة والاستعداد لمواصلة المساعدات في الشأنين الاقتصادي والاجتماعي، ابدى تفهمه للموقف اللبناني.

وخلال زيارته رئيس البرلمان، سمع المسؤول الأميركي تأكيداً أن «جوهر الازمة في المنطقة هو القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن حل الازمة يكمن في حل هذه القضية».

وأثار بري الاجراءات الاخيرة في حق المسافرين اللبنانيين، مشدداً على «وجوب الغائها»، ووعد جونز بإعادة النظر في الموضوع.

كذلك تناول رئيس البرلمان موضوع الالغام والقنابل العنقودية التي خلفها العدوان والاحتلال الاسرائيلي في الجنوب والبقاع الغربي، والتي تنتشر على مساحة 11 مليون متر مربع، طالباً تقديم الدعم الدولي للتخلص من هذه القنابل والالغام التي أدت الى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى من اللبنانيين.

وعرض لجونز دراسة وخريطة عن هذه الالغام والقنابل، وقدم اليه نسخة منها. ووعد المسؤول الاميركي بالمساعدة في هذه الشأن.

اما رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يستعدّ لزيارة واشنطن في فبراير المقبل، فطالب مستشار الأمن القومي الأميركي بدعم ادارة بلاده للبنان عبر مساعدة الجيش كي يتمكن من تنفيذ القرار 1701.

وأكد الحريري أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية، مشدداً على «ضرورة ممارسة الضغط على اسرائيل ودفعها للمضي قدما في عملية السلام لإيجاد حل للمنطقة».

وجدد التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، مؤكداً أن أي حل لا يشمل هذا الحق يشكل تهديداً ليس لعملية السلام بل للبنان.

واستكمل البحث الى مائدة غداء اقامها الحريري لـ جونز والوفد المرافق.

في موازاة ذلك، استمرّ العناوين الداخلية اللبنانية مدار اخذ وردّ وسط اعتقاد بان مطلب الرئيس بري المتعلق بتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية يتجه نحو «الثلاجة»، وبان مسألة التعيينات الأمنية والإدارية لن تُحسم في وقت قريب نتيجة الصراع الدائر حولها بين القوى السياسية الأساسية.

واللافت في هذا السياق، كان الاصطفاف العريض في وجه مطلب الرئيس بري نتيجة إما التحفظات المبدئية حوله لما يشكّله من مساس بالصيغة اللبنانية القائمة على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، وإما التحفظات حول التوقيت غير الملائم نظراً الى «الحمى» الطائفية والمذهبية التي تضرب لبنان.

وقد جدد البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير امس موقفه «من ضرورة الغاء الطائفية من النفوس قبل النصوص»، متسائلاً «هل يقدر السني ان ينسى انه سني والشيعي ان ينسى انه شيعي والدرزي انه درزي وكذلك الأمر عند بقية الطوائف»، ومعتبراً ان «الناس لا يمكنهم ان ينسوا».

وكان الرئيس الحريري، الذي يتوجّه غداً الى دولة الإمارات على ان يزور باريس ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل، أمّن «الغطاء» الإسلامي للتحفظ عن طرح بري اذ اعتبر «ان هذا الموضوع يلزمه اجماع»، مذكراً «بأننا الآن في حكومة وحدة وطنية ونحاول ان نجمع اللبنانيين على امور اخرى». واذ شدد على ان «الاجماع هو الاساس»، لفت الى انه «اذا كانت هناك مواقف لا تحبذ هذا الموضوع فهذا يعني انه ليس هناك من اجماع عليه».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي