No Script

أضواء

تقهقر الجيش الروسي في أوكرانيا

تصغير
تكبير

مَن كان يتابع المناورات العسكرية التي قوامها 140 ألف جندي روسي قبل غزو أوكرانيا في فبراير الماضي، يخيّل إليه أن الروس سيبتلعون أوكرانيا في أيام قليلة، لكن الوضع الميداني الحالي لا بد أنه قد غيّر تلك الفكرة حيث إن الحرب امتدت شهوراً وقد تطول إلى قدر غير معلوم، ولم يحقق الجيش الروسي أهدافه في احتلال العاصمة كييف وإخضاع أوكرانيا لسلطته.

ولعل ذلك يرجع إلى الكفاءة العالية للأسلحة الحديثة التي يتسلّمها الجيش الأوكراني من الأميركان والأوروبيين، والتي يرجع إليها الفضل في صد الهجوم الروسي وجعلته يتراجع إلى إقليم (دونباس) الذي يسيطر عليه المتمرّدون الحليفون للروس لتفادي القصف الصاروخي والمدفعي الذي تسبّب في تشتيت القوات الروسية من مواقعها المتقدّمة التي سيطرت عليها وجعلتها تنسحب من أكثر من 30 موقعاً أمام القوات الأوكرانية التي شنّت هجوماً مضاداً منذ أيام في إقليم (خاركيف).

كان الرد الروسي قصف محطة (خاركيف) لإنتاج الطاقة الكهربية وقطع الكهرباء عن المنطقة كإجراء انتقامي ضد المدنيين وليس الجيش الأوكراني الذي قام بالهجوم.

ويبدو أن تحصّن القوات الروسية في محطة (زابوريجيا) النوويّة دليل ضعف على محاولاتهم تفادي القصف الأوكراني، وقد اتخذوها قاعدة عسكرية آمنة لقصف المواقع الأوكرانيّة، بينما يمتنع الجيش الأوكراني مكرهاً عن الرد تفادياً لحدوث كارثة نووية.

من المخجل أن يقوم جيش مثل الجيش الروسي بمثل هذا الحيلة التي تهدّد حياة البشر كوسيلة ضغط في الحرب. ما يؤكد استنزاف روسيا هو أن يستعين جيشها صاحب الإمكانات العسكرية الهائلة بالمسيّرات الإيرانية في حربه على الأوكرانيين رغم إسقاطهم العشرات منها، ومع ما تعانيه من مشاكل تقنيّة تقلّل من مقدراتها العسكريّة.

ليس مستغرباً أن يمتنع النظام الإيراني عن إرسال قوات من الحرس الثوري أو ميليشياته الطائفية لدعم حليفته روسيا في قمع الشعب الأوكراني حليف (الشيطان الأكبر) رغم أن الحرس الثوري وميليشياته شاركا القوات الروسيّة والنظام السوري في قمع وتشريد الشعب السوري المسلم، فالسلاح الأوكراني الفتّاك والتلويح بعقوبات اقتصادية أشد تجعل النظام الإيراني يحسب لذلك ألف حساب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي