الرمز الأشهر لحركة سينمائية امتدت إلى اليابان وهوليوود
فرنسا تفقد «الكنز الوطني»... جان لوك غودار
نعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المخرج جان لوك غودار الذي تُوفي عن عمر ناهز 91 عاماً، قائلاً إن فرنسا فقدت «كنزاً وطنياً».
ولجأ المخرج السينمائي الفرنسي - السويسري إلى المساعدة على «الموت الرحيم»، على ما أكد وكيل عائلته لوكالة فرانس برس.
وأوضح باتريك جانريه أن «غودار استعان بالمساعدة على الموت الرحيم، وهو إجراء قانوني في سويسرا، نتيجة معاناته أمراضاً عدة تسبّب الإعاقة بحسب ما جاء في تقرير طبي لحالته»، مؤكداً بالتالي المعلومات التي نشرتها صحيفة «ليبراسيون».
وغودار هو عرّاب الموجة السينمائية الجديدة في فرنسا، والذي أدى اقتحامه لموضوعات محظورة واستخدامه لقوالب روائية جديدة إلى ثورة في مؤسسة صناعة الأفلام وظل يُلهم مخرجين متمردين حتى بعد عقود من ذروة نشاطه في الستينات.
وكتب ماكرون على «تويتر»، «جان لوك غودار (كان) أكثر صانعي أفلام الموجة الجديدة رمزية... لقد فقدنا كنزاً وطنياً».
وبزغ نجم غودار بإخراجه بعضاً من أشهر الأفلام التي زادت قيمتها مع مرور الزمن وباتت ضمن الأعمال الكلاسيكية في تاريخ السينما، مثل فيلمي «Breathless» (منقطع الأنفاس) و«Contempt» (ازدراء).
وخرجت أفلامه عن التقاليد الراسخة للسينما الفرنسية وساعدت في إطلاق طريقة جديدة في الإخراج تعتمد على التصوير بالكاميرا المحمولة والانتقالات الفجائية في المشاهد.
ولا يُنسب الفضل إلى غودار وحده في إطلاق الموجة السينمائية الجديدة في فرنسا، حيث شاركه في تأسيس تلك المدرسة ما لا يقل عن 12 من أقرانه، من بينهم فرانسوا تروفو وإريك رومر، ومعظمهم أصدقاء من حركة (الضفة اليسرى لباريس) وهي حركة بوهيمية نشأت في أواخر الخمسينات من القرن الماضي.
ومع ذلك، فقد أصبح الرمز الأشهر لهذه الحركة السينمائية التي امتدت إلى اليابان وهوليوود، وحتى في تشيكوسلوفاكيا الشيوعية وكذلك في البرازيل.
وكتب وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانج في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني «نحن مدينون له بالكثير... لقد ملأ السينما بالشعر والفلسفة. بصيرته الحادة والفريدة جعلتنا نرى ما لا يُمكن لأعيننا رؤيته».
وكان غودار واحداً من أغزر أقرانه إنتاجاً، إذ أخرج عشرات الأفلام القصيرة والطويلة على مدار أكثر من نصف قرن منذ أواخر الخمسينات.
