No Script

رأي نفطي

قرار «أوبك +» هزيل... ورقم الخفض تالف

تصغير
تكبير

كان من الأفضل على المنظمة البترولية عدم لمس معدل الإنتاج سواء برفعه أو خفضه. أما التوصل إلى قرار بخفض الإنتاج بمعدل 100 ألف برميل ابتداء من الشهر المقبل. فإنه لا يمثل أي شيء إذا تم تقسيمه على عدد الأعضاء البالغ عددهم 22، حيث من الصعب قياسه سواء عند المنشأ أوعند التفريغ.

ولماذا أصلاً قرار الخفض والمنظمة النفطية لم ولن تلتزم بسقف إنتاجها منذ البداية، وفي الشهر الماضي أنتجت ما دون المقرر، ولنحدد بأكثر من 3 ملايين برميل في اليوم؟

«أوبك» لم تنتج أكثر من مليون برميل من كل من نيجيريا، أنغولا والعراق، في حين (أوبك +) روسيا، ماليزيا، وكازاخستان بأكثر من 2 مليون برميل في اليوم، ثم تقرر خفض الإنتاج بـ100ألف برميل والذي يعد الرقم الهزيل، حيث شركات التجزئة تعتبرها أرقاماً تالفة أصلاً وتسجلها في دفاترها تحت البنود التالفة.

ولماذا لم تقرر مثلاً الإبقاء على حصصها وأرقامها الماضية دون تغيير؟ خصوصاً أن المنظمة قالت إنها ستتابع الأسواق والتقلبات، وستجتمع إن دعت الحاجة، ولماذا أيضاً قرار الخفض الهزيل، وكيف توصّلت إلى هكذا قرار، خصوصاً أن المنظمة النفطية لا تجتمع وتسمح للإعلام والصحافة بالتحدث إلى وزراء النفط لمعرفة خلفية وأسباب القرار، لكي تتضح الصورة وبأكثر شفافية.

وهذا يجرنا إلى قرار مجموعه دول الـ7 الغنية التي تصر على وضع سقف لشراء وبيع النفط الروسي، وهي تعلم أنها بحاجة إلى الهند والصين وتركيا لاحقاً لتطبيق هذا القرار العشوائي وسط التهديدات الأميركية بمعاقبة الدول التي لا تلتزم، في الوقت الذي لا نرى إمدادات نفطية تحل محل مكان النفط الروسي، ليتزامن مع استمرار سحب أميركا من مخزونها النفطي الاستراتيجي، وإلى متى؟

وهل فكرت أوروبا بمصيرها من الطاقة، وكيف باستطاعتها ان تتعامل مع توقف الغاز والنفط الروسيين معاً، ودول منظمة (أوبك+) لا تستطيع أصلاً بالالتزام بحصصها وتحقق عجزاً مستداماً في الإنتاج اليومي، ولا نريد التخمين كيف سيكون عليه الوضع خلال الأشهر الباردة المقبلة.

ونعود إلى المنظمة النفطية وكيف اتخذت قرارها الأخير، وكيف باستطاعتها أن تواجه المستهلكين وتبرر موقفها من حيثيات ذلك القرار، ولماذا لم تؤجل اجتماعها، ولماذا لم تتمكن مثلاً من دراسة ومعرفة الأسواق النفطية والمالية والاقتصادية، وهي تمتلك من الأدوات والخبراء والخبرات إن كانت في شك؟

لكن أن تقرّر وتصل إلى رقم هزيل وتالف ولا يحسب له حساب، ويتم تجاهله في دفاتر مدققي الحسابات، حيث حصة كل عضو من هذا الخفض ما دون 5 آلاف برميل في اليوم!

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي