لست وجيهاً ولا أملك من صفات الوجاهة وشروطها أي شيء، هذا إن كانت لها صفات أو شروط أصلاً، فلست معتاداً على ارتداء البشوت ولا أملك تجارة لن تبور، ولا لي حكم نافذ ومهاب على عدد كبير من البشر لمجرد انني أشترك معهم بجدنا العاشر عشر، مجرد مواطن عادي مؤمن بالديموقراطية والدستور الذي أعتقد أنه يُقلم النزعات والأهواء ويساوي بين الناس وبالقانون، ومثلي الكثيرون، بل ربما هم الأغلبية الساحقة والمسحوقة أيضاً، الأغلبية التي تعبت على نفسها وتعلمت وكدحت وكافحت وواجهت صعوبات الحياة وصعوباتكم متجردة من كل أعباء وخدمات التاريخ، الأغلبية التي تعاني من سوء ادارتكم وتخبطها على أكمل وجه، الأغلبية التي تنتقد الخطأ وتعارض بوضوح دون أخذ المخاطر والخواطر والمناقصات بالحسبان، الأغلبية التي لا تختلف معاناتها ومطالبها وحبها باختلاف أصولها أو أعراقها أو مذهبها أو مناطقها، الأغلبية التي تعرف جميع الوزراء والشيوخ والأعضاء والمسؤولين و«الوجهاء» لكن لا أحد يعرفها، الأغلبية التي ترفض شراء الأصوات وقوانين شراء الأصوات وقوانين شراء المديونيات أو أي قوانين أخرى تهدف لشراء رضا أحد على حساب أحد آخر، الأغلبية التي لا تملك خط رجعة أبداً غير الكويت، متى سيأتي اليوم الذي تفتح لنا الأبواب ونُطلب ونُستقبل وتُسمع كلمتنا وآراؤنا... وتُنفذ؟!
فهد البسام
[email protected]