No Script

خواطر صعلوك

خذ ده في بطنك!

تصغير
تكبير

في الأفلام القديمة أيام الأربعينات والخمسينات، كان البطل إذا دخل مشاجرة يقول للشرير بصوت عالٍ وهو يضربه في الوقت نفسه «خذ ده في بطنك» أو «خذ البوكس ده في صدرك»!... وكأن المشهد يحتاج إلى شرح وتوضيح، وكأن المُشاهد لا يرى!

أتذكر هذه المشاهد وأنا استمع إلى الكثير من تصريحات المرشحين لمجلس الأمة، الذين يعتقدون أن سلاح الفرسان سوف يُطلق أربعاً وعشرين طلقة بعد كلامهم عن القضاء على الفساد والمحسوبية واستكمال مسيرة الإصلاح، رغم أننا خلال الأشهر الماضية التي خلت من الجلسات والمجلس نفسه، نعيش أزهى عصور الإصلاح والتفاؤل الشعبي والتقدير الوطني.

المشهد في الكويت لا يحتاج إلى توضيح، فهو واضح ومسلطة عليه الأضواء والكاميرات والمقالات والكُتب والدراسات والإستراتيجيات... ما تحتاجه الكويت ليس أن نقف خلف الميكروفونات لنقول للشرير «خذ ده في بطنك»، فقد أخذ في بطنه وانتهى. بل تحتاج إلى معاونة ومساندة الأعضاء الجُدد للقيادة السياسية، وأن يُشمّر الناس عن سواعدهم للإنتاج، وأن يصبروا، فالمشهد المقبل بعد الانتخابات ونجاح الأعضاء والذين نتأمل فيهم خيراً، لن يكون إصلاحاً شاملاً وسريعاً، بل خطوات تحتاج إلى وقت، ومثابرة وانتصارات وانكسارات، وصعوداً وهبوطاً في سلم التوقعات، ورغم التفاؤل والأمل إلا أننا نعلم أن الفساد موجود في النفوس قبل المؤسسات، وأن الذين يبحثون عن المشاكل أكثر من الذين يبحثون عن حلول، وأننا لسنا في فترة الخمسينات والستينات حيث بوادر التغيير تظهر بسرعة وتصل لرجل الشارع البسيط، ولكننا في 2022م حيث نحتاج فرق عمل وقرارات مدروسة ونهجاً مبنىياً على استغلال الموارد بالشكل الأمثل، واقتصاداً قائماً على الصناعات الإبداعية والإنتاج الفعلي، وتنمية في الشباب والإعلام التنموي، ورعاية تنموية للأطفال، ودعماً للثقافة والتعليم وتوفير مساحات داعمة وآمنة للمشاريع الصغيرة وتحفيزاً للاستثمار الخارجي، وتوافر الفرص للجميع مع الحفاظ والتطوير على الهوية الوطنية... ولسنا في فيلم قديم يأخذ البطل حبة الدواء من يد البطلة، وتسأله فوراً «ها أحسن دلوقتِ؟» فيجيبها في التو واللحظة بكل ثقة «أحسن كتير»! وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.

Moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي