خواطر صعلوك
إلى المُقبلين نحو «الأمومة»!
عزيزي القارئ، أسال الله أن يرزقك الذرية الصالحة، أنقل لك اليوم رسالة كتبتها زوجتي مخاطبةً فيها الجنين (ابنتنا) في بطنها، وقد وجدتُ فيها من الفائدة والصدق في المشاعر ما يمكن أن يستفيد منه البعض.
تقول زوجتي الغالية، أدام الله ظلها ونبض ورحمة قلبها:
«إلى تلك النطفة التي خلقت علقة فخلقت مضغة، فأصبحت عظاماً وكُسيت باللحم... إلى تلك الروح التي نُفخت في جوفي...:
ضعي الله نصب عينك وقلبك وروحك، ولتكن حياتك كلها معلّقة به وليس بالبشر... أحبي الرسول وآل بيته وأصحابه والصالحين جميعاً... احذري الكِبر والغرور، كوني واثقة الخُطى وتعلمي دائماً، كوني ابنة بارة وأختاً محبة وزوجة مخلصة وأماً لكل الأطفال...
تجاوزي عن الزلات ولا تكرّري ذات الخطأ... ولتكوني طويلة البال حين يكرّر أبوك عليك الكلام، وحين تعبر لك أمك عن المشاعر نفسها تجاه الناس أنفسهم... صِلي رحمك ولا تكوني قاطعةً لها، كوني وإخوتك عُصبة لا يتدخّل بينكم أحد، ولا يفرقكم الزمن ولا الظروف ولا الأشخاص، احفظي السر والعِشرة والأمانات، أصدقي وأحسني نواياك فإن الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.
يا ابنتي؛ إياكِ والصراع والحرب مع أحدهم ولا لأجل أحدهم...
ابذلي الأسباب وتوكلي على الله وما كان خيراً لك سيصيبك وما كان شراً فيبعده الله عنك، وان أحببته ورغبتِ فيه... ستسقطين مرات وتُخذلين مرات وتتألمين مرات ومرات... ستبكين وتنامين وتستيقظين وتبدأين يوماً جديداً وكأن الأمس لم يكن...
تعلمي واقرأي الكتب والبحوث والدراسات والقصص والروايات، واسألي وناقشي وابحثي... فلا حياء في العلم! واصمتي كثيراً... انصتي واسمعي لكل حركة وهمسة... تعلمي اللغات ولا تضعي المعوقات أمامك فهي مجرد وهم داخل رؤوسنا، ودائماً اسعي لأن تكوني النسخة الأفضل من نفسك فقط!
سأقولها أولاً ودائماً وأخيراً، تحصّني بالإيمان والإسلام، وتذكّري بأن كل ما لا يُذكر فيه اسم الله... أبتر»!
Moh1alatwan@
