No Script

ربيع الكلمات

«الناس وايد متفائلة»

تصغير
تكبير

البداية كانت مع الخطاب التاريخي وما تلاه من إجراءات رسمت خريطة جديدة للمشهد السياسي، وذلك استجابة للمطالب الشعبية حيث تم حل مجلس الأمة والعودة مرةً أخرى للشعب، ليحدّد شكل المرحلة المقبلة، وتعهد بعدم التدخل في الانتخابات، ومنع إجراء الانتخابات الفرعية، وصدور المرسوم بقانون 5-2022 بتعديل جداول الانتخاب حيث ستكون الانتخابات وفقاً للبطاقة المدنية.

ثم تم تكليف سمو الشيخ أحمد النواف برئاسة الوزراء، وقرارات مجلس الوزراء الإصلاحية ومنع الواسطة، كل هذه الأحداث المتسارعة تسبّبت في تفاؤل الناس بالمرحلة الآتية، وما إن تزور ديوانية إلا وتجد هناك ارتياحاً كبيراً من هذه القرارات.

ولن يكون هناك إنجاز كبير دون تعاون وثيق بين الحكومة ونواب الأمة في المجلس المقبل، خصوصاً بعد رئاسة مجلس الأمة التوافقية، فهناك العديد من الملفات العاجلة المطلوب النظر فيها وإيجاد حل جذري لها.

ولعل أبرز القضايا الملحة هو تعديل قانون الصوت الواحد، وهذا التعديل سيزيل التوترات بين الحكومة والمجلس، إضافة إلى قانون الجرائم الإلكترونية، وحل القضية الإسكانية التي بدأت تؤرق كل بيت كويتي تقريباً، والاهتمام بالملف التعليمي والصحي، والكثير من القضايا التي كانت حبيسة الأدراج طوال الأعوام السابقة.

وما يزيد تفاؤل الناس القرارات الجريئة بالاعتماد على شباب الكويت، والتغييرات الكبيرة على المستويات كافة، وإجراء القرعة للمتقدمين للعديد من الوظائف، حيث كانت في السابق توزع كهبات وعلى حسب الواسطة.

العالم يتغيّر بصورة غير متوقعة، ولغة البرمجة هي التي ستكون غالبة في المقبل من الأيام. آن الأوان لتغيير طريقة الابتعاث إلى الداخل والخارج للدراسة، ويجب أن تكون وفق احتياجات سوق العمل، وأي تخصص غير مطلوب أو مرغوب في سوق العمل يجب التوقف فوراً عن ابتعاث شباب وبنات الكويت في هذا المجال، وللأسف ما زالت هناك جامعات تعلن عن تخصصات وهناك فائض كبير في هذا المجال، والنتيجة طوابير كبيرة من البطالة.

إننا اليوم نعيش في عالم متسارع بطريقة لم نعتد عليها، وفِي هذا العصر من لم يتقدم سيتقادم، والكثير من الأعمال سيتغير، ويقال إن هناك وظائف ستختفي فما خطط الحكومة والمجلس المقبل لذلك؟ والتكنولوجيا ستغيّر وجه الكثير من الصناعات التقليدية، خلال أعوام قليلة، فأكبر شركة تأجير سيارات لا تملك سيارة وهي «أوبر»، وحجز التذاكر والفنادق كل هذا يتم عن طريق بعض التطبيقات الموجودة في الهواتف الذكية.

وهناك توقعات تشير إلى قلة الطلب أو الشراء من المجمعات التجارية، لصالح التطبيقات في الهواتف، والآن بدأت تتكون مجمعات تجارية كاملة، ولكن وجودها فقط في تطبيق والتي ستساهم في تغيير السلوك الاستهلاكي للناس.

عموماً... كل مشكلة ولها حل، والتشخيص السليم يمثل 50 في المئة من العلاج، وإذا كانت النوايا صادقة استطعنا تحقيق الكثير من الإنجازات لصالح الوطن والمواطن.

كلمة أخيرة:

شكر خاص لمعالي وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد، على ما يقوم به من محاربة تجار المخدرات وتشديد الرقابة على المنافذ، حيث تم إسقاط العشرات من تجار المخدرات خلال فترة قصيرة، ونتمنى أن تستمر هذه الحملة على تجار السموم الذين دمّروا مستقبل العديد من الشباب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي