الخميني دعا غورباتشوف إلى دراسة الإسلام قبل 33 عاماً

غورباتشوف مستقبلاً وفد الخميني في يناير 1989
غورباتشوف مستقبلاً وفد الخميني في يناير 1989
تصغير
تكبير

طهران - أ ف ب - قبل عامين على تفكك الاتحاد السوفياتي وسقوط النظام الشيوعي، دعا آية الله روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ميخائيل غورباتشوف لدراسة الإسلام والتعلم منه، وذلك في رسالة تبقى الوحيدة أرسلها الإمام الراحل لزعيم أجنبي.

في يناير 1989، زار وفد إيراني موسكو لنقل رسالة الخميني الى غورباتشوف، بينما كان النظام الشيوعي في تراجع والاتحاد السوفياتي على أهبة تفكك بات واقعاً في 26 ديسمبر 1991.

وكتب الخميني في الرسالة المنشورة على الموقع الإلكتروني لحفظ آثاره «من الواضح للجميع أنه من الآن فصاعداً يجب البحث عن الماركسية في متاحف التاريخ السياسي في العالم».

وعلّل ذلك بالقول إن «الشيوعية لم تلبِّ أي حاجة من الاحتياجات الواقعية للإنسانية، لأنها مذهب مادي وليس بوسع المادية إنقاذ البشرية من مأزق عدم الإيمان بالمعنويات الذي يمثل ابرز الآلام التي تعاني منها المجتمعات البشرية في الغرب والشرق».

وأشار الى أنه قرر مخاطبة غورباتشوف «نظراً إلى أن تصديكم للقيادة قد أوجد شعوراً بأن فخامتكم يقف على أعتاب مرحلة جديدة من المراجعة والتغيير والتحول في تحليل الأحداث السياسية العالمية لا سيما بالنسبة لقضايا الاتحاد السوفياتي»، آملاً في أن «تكون جرأتكم وشجاعتكم في التعامل مع الواقع منشأ تحول وسبباً في تغيير المعادلات الراهنة التي تسود العالم».

وبيّن الخميني لغورباتشوف أنه «لا بد من مواجهة الحقيقة أن مشكلة بلدكم الرئيسة لا تكمن في قضايا الملكية والاقتصاد والحرية، وانما في عدم الإيمان الحقيقي بالله. وهي ذات المشكلة التي قادت الغرب وستقوده إلى الانحطاط والطريق المسدود».

وأضاف «مشكلتكم الحقيقية تكمن في محاربتكم الطويلة والعقيمة لله ومبدأ الوجود والخلق»، متابعاً «من الممكن ألّا تتخلى عن الماركسية على الصعيد النظري في بعض الجوانب، وتحرص من الآن فصاعداً على الاعراب عن إيمانكم الكامل بها، غير أنك شخصياً تعلم بأن الواقع غير ذلك».

واعتبر الخميني في رسالته، أن الحل لغورياتشوف يكمن في دراسة الإسلام، داعياً إياه للاطلاع على أعمال فلاسفة وعلماء، من أمثال الفارابي وابن سينا ومحي الدين بن عربي.

وتوجه إليه قائلاً «أطلب منكم أن تدرسوا بدقة وجدية الإسلام. لا لأن الإسلام والمسلمين بحاجة إليكم، وانما للقيم السامية والرؤية الشمولية التي يتسم بها والتي بوسعها أن تمثل أداة لإنقاذ الشعوب ورخائها، وإيجاد حلول للمشكلات الرئيسية التي تعاني منها البشرية».

وسأله «هل الدين الذي جعل إيران تصمد أمام القوى العظمى كالجبل الشامخ، هو أفيون المجتمع؟ هل الدين الذي يدعو إلى تطبيق العدالة في العالم ويطالب بتحرير الإنسان من القيود المادية والمعنوية، هو أفيون المجتمع»؟

وأطلق الخميني الذي توفي في سبتمبر 1989، الثورة الإسلامية التي أطاحت حكم الشاه في 1979.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي