صوت المواطن شهادة لمن يراه أحق بهذا المنصب، فلا اختيار إلا للأكفأ الذي يحرص على إصلاح المجتمع، ولكن وللأسف الشديد أصبح اختيار بعض المواطنين لا يرجع للأصلح والأنفع من المرشحين، بل لمن يدفع المقابل المادي، والأولوية لمن دفع الأكثر، ولا خلاف أن في ذلك ظلما وإعطاء مناصب لغير من يستحقها، فلا يحل للمرشح شراء الصوت، ولا يحل للناخب القبول، ولا يستحق هذا المنصب إلا ذو عدل وعلم وخبرة في هذا المجال، مع الحكمة والتعامل الطيب واحترام آراء الآخرين والقدرة على المواجهة وإبداء الرأي بثقة حتى لو خالف الأغلبية لكي يحقق النتائج المطلوبة؛ إلا أن الحاصل اليوم هو اختيار كثير من الناس للأقارب وأبناء المنطقة والقبيلة، ومن يتسترون وراء أفكار وأحزاب، ولا يفقهون القيادة والتخطيط والعمل السياسي.
هذا واقع لا يمكن إنكاره، وقد ظهر ذلك من خلال خلافات الأعضاء في البرلمان حول قضايا وأمور محلية تصل إلى تشاجر النواب وعلو الأصوات وسوء الألفاظ عندما يحصل النقاش بين المعترض والمؤيد... وتتحول جلسة الاستماع والحوار إلى تعارك وفك اشتباك، بينما المطلوب هو معالجة قضايا تهم البلد ولا تحل إلا بالمناقشات العقلانية والهدوء وضبط النفس.
الذي نطمح أن نراه في أي انتخابات مقبلة اختيار الشخصيات المناسبة لقيادة الشعب والقادرة على التواصل مع أفراد الشعب وبناء العلاقات معهم لتحقيق مطالبهم، ومن لهم نظرة مستقبلية وشمولية ومعرفة ودراية مسبقة بكل ما ينفع الوطن، والعمل من أجل مصالح عامة الناس، لا لمصالح خاصة... وعلى كل فرد أن يعلم أن صوته أمانة، لهذا يجب توعية عامة الشعب باختيار الأنسب والأفضل، وعلى العضو نفسه أن يقدّر نفسه إن كان أهلاً لهذه المسؤولية.
aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @